* email * facebook * twitter * google+ دعا البروفيسور زيتوني، منسّق المخطّط الوطني لمكافحة السرطان إلى ضرورة التنسيق بين الجامعات والمؤسّسات الاستشفائية في مجال علم الصحة النفسية للتكفّل بمريض السرطان، كون هذا التخصّص لا زال مهمّشا وغير منظّم رغم أهميته في العملية العلاجية. أوضح البروفيسور زيتوني بمناسبة مشاركته في أشغال المؤتمر الدولي الثاني حول "علم النفس السرطاني" بجامعة الجزائر 2، الذي حمل شعار "من أجل رعاية شاملة متعدّدة التخصّصات لأمراض السرطان"، أنّ مريض السرطان قبل كلّ شيء هو إنسان لا يحتاج فقط إلى العلاج الدوائي وإنّما الأولوية في العلاج والتكفّل تتمثّل في الاهتمام بالجانب النفسي لمريض السرطان، هذا التكفّل الذي تحوّل إلى ركيزة أساسية في العلاج والذي تم إدراجه في المخطط الوطني لمكافحة السرطان لسنة 2015 /2019. وأشار المتحدّث إلى أنّ أهمية علم الصحة النفسية بالنسبة لمريض السرطان تظهر من خلال مرافقة المريض منذ اكتشاف المرض إلى غاية الوفاة، ويؤكّد "الأمر الذي يدعونا إلى الاهتمام به أكثر وذلك من خلال تنسيق الجهود بين الجامعات والمؤسسات الاستشفائية، كون التوجّه البحثي المعاصر العالمي يسير إلى الاهتمام بالعلوم الإنسانية في المجال العلاجي"، موضّحا أنّ المجتمع الجزائري على غرار المجتمعات العربية يملك المحفّز لتطوير التكفّل الصحي النفسي بالمريض والمتمثّل في الجانب الديني الذي يدعونا إلى التحلي بالصبر والإيمان بالقدر، وكلّها، حسبه، عوامل تساعد على النظر إلى المرض على أنّه مرض عادي لتقبل العلاج، وبالمناسبة أكّد ضرورة الاهتمام بالتكوين الميداني لخرجي الجامعات من الأخصائيين النفسانيين وعدم الاكتفاء بالتكوين النظري الذي يظل بعيدا عن معاناة المريض الحقيقية. وبلغة الأرقام، أشار البروفيسور زيتوني، إلى أنّ عدد المصابين بالسرطان في ارتفاع وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة التي تشير إلى إحصاء 55 ألف حالة جديدة سنة 2018، عرف فيها سرطان البروستات والرئة المراتب الأولى عند الرجال، مشيرا بالمناسبة إلى أنّ الجهود في مجال تطبيق المخطّط الوطني لمكافحة السرطان بلغت نسبة 70 بالمائة. من جهة أخرى، أوضح البروفيسور أنّ أسباب السرطان لا زالت مجهولة، وتشير التفسيرات العلمية المقدمة إلى تغيّر نمط الحياة والاعتماد على نظام غذائي غير صحي، ومن ثمة فإنّ مواجهة الداء تتطلّب تغيير العادات الحياتية والابتعاد عن مؤشّرات الإصابة كالتدخين لبلوغ الوقاية. ولدى تدخلها، أكدت رئيسة المؤتمر، مديرة مخبر علم نفس الصحة الدكتورة دليلة زناد، أنّ الدافع إلى تنظيم المؤتمر هو الانتشار الكبير لمرض السرطان في المجتمع وبحكم أنّه مرض العصر، دعت الحاجة إلى ضرورة مشاركة الأخصائيين في العملية العلاجية عبر تقديم نفسانيين مكونين يرافقون الطبيب في العملية العلاجية للمريض بعد التشخيص وطوال مرحلة العلاج وهو الدور الذي تقوم به الجامعة. بعد أن تم إدراج هذا التخصص بالنظر إلى أهميته في العملية العلاجية لمريض السرطان .