* email * facebook * twitter * linkedin نوّه الوزير الأول، عبد العزيز جراد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، بجهود أفراد السلك الطبي في مجابهة انتشار وباء كورونا، مؤكّدا أنّ تكريم رئيس الجمهورية لثلاثة منهم بإسدائهم وسام عشير بعد الوفاة من مصف الاستحقاق الوطني، يأتي تقديرا للتضحيات التي بذلوها والتي "رسخت في ذاكرة الشعب الجزائري". وقال السيد جراد، في كلمة له خلال إشرافه على مراسم إسداء باسم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وسام "عشير" بعد الوفاة من مصف الاستحقاق الوطني، لثلاث ضحايا لوباء كورونا من السلك الطبي وهم الأستاذ سي أحمد مهدي والدكتورة بوديسة وفاء وسائق سيارة الاسعاف طالحي جمال، بحضور المستشارين لدى رئاسة الجمهورية عبد الحفيظ علاهم وعيسى بلخضر وكذا أعضاء من الحكومة إلى جانب عائلات الضحايا وممثلين عن المجتمع المدني، أنه "تقديرا للجهود المبذولة على كل المستويات وفي مختلف ربوع الوطن، قرر رئيس الجمهورية تكريم أفراد السلك الطبي من أطباء وشبه طبيين وعمال الصحة المنتمين للجيش الأبيض الذي وقف في وجه الوباء مقدمين النفس والنفيس". وأضاف أن هذا التكريم يأتي عبر "ثلاثة من أبناء الوطن ممن رسخوا في ذاكرة الشعب الجزائري ولا يزالون بمثابة المثل الأعلى للتضحية". وبهذا الصدد، أشاد الوزير الأول بالبروفيسور سي أحمد مهدي الذي "التزم منذ ظهور جائحة كورونا، الخط الأمامي مع زملائه قبل أن نفقده ونخسر قدراته وكفاءته المشهود لها والروح المهنية والإنسانية"، وبالطبيبة وفاء بوديسة التي "وافتها المنية وهي حامل في لحظة صعبة أثرت على نفوس الجزائريين، حيث كانت تؤدي مهمتها النبيلة لتظل تضحيتها ماثلة في أذهاننا". كما ترحم على روح الفقيد "البطل" طلحي جمال، الذي "وافاه الأجل بعد إصابته بفيروس كورونا، حيث كان ينقل المرضى بمستشفى بوفاريك بكل شجاعة وإخلاص". وبنفس الصدد، ترحم الوزير الأول على أرواح كل ضحايا هذه الجائحة من مواطنين وأفراد المجتمع المدني وأفراد كل الأسلاك التي كانت في الصفوف الأولى لمجابهة الوباء. وبالمناسبة، دعا السيد جراد الشعب الجزائري إلى "أخذ العبرة من تضحيات أفراد السلك الطبي والوعي بخطورة الوباء والتضامن مع كل الأسرة الطبية حتى يتم بفضل احترام شروط الوقاية، من المحافظة على صحة وحياة الجزائريين". وإثر تسليمه وسام عشير بعد الوفاة لعائلة الراحلة عائشة باركي رئيسة جمعية "اقرأ" لمحو الأمية، ثمن الوزير الأول "الأعمال التي قامت بها الفقيدة على مدار سنوات طويلة في مجال محو الأمية"، مؤكدا أن كل ما قدمته من عمل وطني مشرف هو "نموذج يقتدى به في خدمة المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه"، واعتبر أن الإنجازات التي حققتها جمعيتها أهلتها لتكون "نموذجا راقيا في مجال العمل الجمعوي". ولفت إلى أن الجمعية "أثبتت من خلال تأطيرها لأزيد من 4400 قسم بيداغوجي لمحو الأمية على مستوى 1341 بلدية وتجنيدها لأكثر من 4 آلاف مؤطر، المكانة الراقية التي ينبغي أن تحظى بها منظمات المجتمع المدني الجادة ودورها كشريك فعلي للسلطة العمومية، لا سيما وزارة التربية والديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، وذلك في وضع الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية وتجسيدها". وأشار السيد جراد إلى أن هذه الإسهامات مكنت الجزائر من أن تصل اليوم إلى معدل أمية "يقدر ب 71ر8 بالمائة"، وهي النسبة التي كانت بعد الاستقلال "في حدود 85 بالمائة"، مضيفا أن هذا الرقم يعتبر "أحسن ترتيب على مستوى المنطقة". وبعد أن نوه بدور الجمعية في تمثيل الجزائر وتقاسم تجربتها على المستوى العربي والدولي ونيلها العديد من التكريمات والجوائز الدولية، ذكر الوزير الأول بمعركة التعليم ومحو الأمية التي كانت "من المعارك الأساسية التي خاضتها الجزائر بعد الاستقلال، لتدارك مخلفات الاستدمار الذي سعى إلى طمس الهوية الوطنية والزج بالشعب الجزائري في غياهب الفقر والجهل والتخلف".