* email * facebook * twitter * linkedin أصدر الدكتور المجري، يانوس بيسينيو، المشرف على أطروحات الدكتوراه بكلية الأمن والسلامة بجامعة ابوداي، ورئيس مركز الدراسات الإفريقية، مؤخرا، كتابا جديدا حول قضية الصحراء الغربية، تحت عنوان "المجر وقضية الصحراء الغربية''، يعالج القضية الصحراوية من عدة جوانب، أهمها العلاقة بين الصحراء الغربية والمجر التي حاربت إسبانيا عام 1898، لتسليم مستعمرتها في وادي الذهب للملكة النمساوية الهنغارية، قبل أن تفشل المفاوضات التي استمرت على مدى عامين، لتظل الأراضي الصحراوية بكاملها تحت الاستعمار الإسباني. تطرق كذلك الخبير المجري والعضو السابق ببعثة الأممالمتحدة، للاستفتاء في الصحراء الغربية، إلى خدمة العديد من الجنود المجريين ضمن اللفيف الأجنبي الإسباني، في منتصف سبعينيات القرن الماضي، غداة انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية، وإعلان جبهة البوليساريو عن قيام الجمهورية الصحراوية، نقلا عن شهادات العديد من هؤلاء المحاربين القدامى، علاوة على استخدام مصادر علمية متعددة في هذا الجانب. من جهة أخرى، أشار المؤلف إلى علاقات التعاون بين دبلوماسيين مجريين والجمهورية الصحراوية، مستعينا بجملة من الوثائق المشفرة للحكومة السابقة، والخاصة بالأرشيف الوطني المجري، حيث يستعرض في هذا الصدد، الأسباب الحقيقية التي حالت دون اعتراف الاتحاد السوفياتي والجمهوريات الاشتراكية بأوروبا الشرقية، باستثناء يوغوسلافيا السابقة، بالجمهورية الصحراوية كدولة مستقلة، وكيف قامت تلك الدول بمتابعة ودعم تطلعات الشعب الصحراوي في الاستقلال. كما أولى الكاتب في إصداره هذا، أهمية خاصة للحرب الدبلوماسية والسياسية التي وقعت في الصحراء الغربية، مبرزا الكيفية التي تصرفت بها الدول، والمنظمات الدولية التي كان لها ضلع في ذلك النزاع، إضافة إلى بعثة الأممالمتحدة في للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، والأنشطة التي يضطلع بها الجنود ورجال الشرطة المجريين المشاركين في تلك القوة الأممية، اعتمادا على حوارات أجراها معهم، وعرض نماذج استبيان تلخص تجاربهم الخاصة في الكتاب. اعتمد الكاتب المجري يانوس بيسينيو في عملية البحث التي تكللت بتأليف الكتاب، على الأرشيف الوطني الصحراوي وأرشيف المجر، إضافة إلى سجلات الأرشيف النمساوية والأممالمتحدة، ناهيك عن التاريخ الشفهي غير المكتوب، الذي تلقاه الكاتب من أشخاص شاركوا في صناعة الأحداث المرتبطة بالنزاع في الصحراء الغربية. الجدير بالذكر، أن الدكتور يانوس بيسينيو، الذي كان من أوائل أعضاء بعثة المينورسو، ثم في بعثات أممية أخرى بدارفور وأفغانستان، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية من جامعة ميكلوس زرينفي للدفاع الوطني عام 2011، ثم تلقى درجة الدكتوراه التأهيلية عام 2017 من جامعة إيتفوس لورانت. وأسس مركزا للبحث العلمي تابعا لهيئة الأركان العليا لقوات الدفاع المجرية سنة 2014، ظل يرأسه إلى غاية 2018. لديه العديد من البحوث في التاريخ الحديث والمعاصر لإفريقيا، الهجرة والشرق الأوسط، عمليات حفظ السلام، الإمداد العسكري، قوات حفظ السلام المجرية بإفريقيا، خاصة بالصحراء الغربية، ثم حول الفكر السياسي المقارن، الاتصال السياسي والاتصال الثقافي المشترك، برامج نزع السلاح وإعادة الادماج بإفريقيا، الإرهاب، العلاقات الإسلامية المسيحية في القارة. اعتبرت ممثلية جبهة البوليساريو، أن هذا الإصدار الثري، من شأنه أن يساهم في إغناء المكتبة المجرية ويعززها إلى حد كبير في تنوير الرأي الأكاديمي، والرأي العام المجري، حول قضية الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة الأفريقية.