أصدر الخبير المجري والمشرف على أطروحات الدكتوراه بكلية الأمن والسلامة بجامعة ابوداي، ورئيس مركز الدراسات الافريقية، الدكتور يانوس بيسينيو، كتاباً جديداً حول النزاع في الصحراء الغربية تحت عنوان "المجر ونزاع الصحراء الغربية''. ويعالج هذا الكتاب، القضية الصحراوية من منظور خاص، أهمها نقاط الوصل بين الصحراء الغربية والمجر التي حاربت إسبانيا في العام 1898 تسليم مستعمرتها في وادي الذهب للمملكة النمساوية الهنغارية. قبل أن تفشل المفاوضات التي إستمرت عامين لتبقى الأراضي الصحراوية بكاملها تحت الإستعمار الاسباني. كما تطرق كذلك الخبير المجري والعضو السابق ببعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، إلى خدمة العديد من الجنود المجريين ضمن اللفيف الأجنبي الإسباني منتصف سبعينيات القرن الماضي غداة إنسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية، وإعلان جبهة البوليساريو عن قيام الجمهورية الصحراوية، نقلا عن شهادات العديد من هؤلاء المحاربين القدامى علاوة على إستخدام مصادر علمية متعددة في هذا الجانب. من جهة أخرى أشار المؤلف إلى علاقات التعاون بين دبلوماسيي المجر والجمهورية الصحراوية مستعينا بجملة من الوثائق المشفرة للحكومة السابقة والخاصة بالأرشيف الوطني المجري. كما أولى الكاتب في إصداره هذا، أهمية خاصة للحرب الدبلوماسية والسياسية التي وقعت في الصحراء الغربية مبرزا الكيفية التي تصرفت بها الدول والمنظمات الدولية التي كان لها ضلع في ذلك النزاع، إضافة إلى بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) والأنشطة التي يضطلع بها الجنود ورجال الشرطة المجريين المشاركين في تلك القوة الأممية، إعتمادا على حوارات أجراها مهم وعرض نماذج إستبيان تلخص تجاربهم الخاصة في الكتاب. وقد إعتمد الكاتب المجري يانوس بيسينيو في عملية البحث التي تكللت بتأليف الكتاب المترجم إلى اللغة العربية، الإسبانية والإنجليزية، على الأرشيف الوطني الصحراوي وأرشيف المجر إضافة إلى سجلات الأرشيف النمساوية والأممالمتحدة ناهيك عن التاريخ الشفهي الغير مكتوب الذي تلقاه الكاتب من أشخاص شاركوا في صناعة الأحداث المرتبطة بالنزاع في الصحراء الغربية. جدير بالذكر أن الدكتور يانوس بيسينيو الذي كان من أوائل أعضاء بعثة المينورسو، ثم في بعثات أممية أخرى بدارفور وأفغانستان، حاصل شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية من جامعة ميكلوس زرينفي للدفاع الوطني العام 2011، ثم تلقى درجة الدكتوراه التأهيلية في العام 2017 من جامعة إيتفوس لورانت. وأسس مركزا للبحث العلمي تابع لهيئة الأركان العليا لقوات الدفاع المجرية سنة 2014 ظل يرأسه إلى غاية 2018. ولديه العديد من البحوث في التاريخ الحديث والمعاصر لإفريقيا، الهجرة والشرق الأوسط، عمليات حفظ السلام، الإمداد العسكري، قوات حفظ السلام المجرية بإفريقيا خاصة بالصحراء الغربية، ثم حول الفكر السياسي المقارن، الاتصال السياسي والاتصال الثقافي المشترك، برامج نزع السلاح وإعادة الادماج بإفريقيا، الإرهاب، العلاقات الإسلامية المسيحية في القارة. وقال مصدر من ممثلية جبهة البوليساريو، أن هذا الإصدار الثري من شأنه أن يساهم في إغناء المكتبة المجرية ويعززها إلى حد كبير في تنوير الرأي الأكاديمي والرأي العام المجري حول نزاع الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة مستعمرة في القارة الأفريقية، كما يعكس دور العمل التضامني مع كفاح الشعب الصحراوي ونتائجه من خلال مثل هذه الإصدارات والأنشطة الأكاديمية التي تم تنظيمها.