هو فنان يملك من مؤهلات التألق والتميز، ما يفتقر إليه الكثير من الفنانين المتواجدين على الساحة حاليا، حضور مميز وأداء جميل، بدايته كانت بالأغاني التراثية ومنها: "أنا العربي ولد العربي"، و"ديرو للعريس الحنة" وغيرها من الاغاني الخالدة، غابت عنا اخباره لمدة، فأردنا معرفة سبب هذه الغيبة ومعرفة جديده الفني. ضيفنا لهذا الأسبوع هو المطرب "إلياس القسنطيني" الذي خصته "المساء" بهذا اللقاء... - "المساء": انقطعت عنا أخبارك لمدة، فما سبب هذه الغيبة؟ * المطرب إلياس القسنطيني: بعد طلاقي ووفاة والدي، تجمدت كل مشاريعي الفنية ودخلت فترة ركود، وقفت فيها مع نفسي وراجعت حساباتي، ولا أخفيك أن الغيبة أكثر أسبابها موت الوالد الذي أثر في كثيرا، لكن بما أن الحياة لا تتوقف بوفاة أي كان حتى وإن كان أقرب المقربين إلينا، عدت من جديد إلى الساحة، وقريبا ستكون لي انطلاقة أخرى قوية وجادة. - نفهم من هذا أنك تحضر للجديد؟ * أجل، فأنا بصدد انجاز ألبومين جديدين للصيف، يحتويان على أغان من نوع المالوف العصري، السطايفي، الشاوي الفلامينكو والعصري، وهناك أغان من تأليفي، وأذكر بعض العناوين : "حرام عليك يامرا" "قندورة قسنطيني" و"آه يا لبنات" وكلها أغان تواكب مواسم الأفراح... - وغير هذين الألبومين، هل من مشاريع أخرى؟ * هناك المهرجانات والحفلات والجولات الفنية المبرمجة عبر الوطن، وهذا بالتنسيق طبعا مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، إلى جانب الحفلات العائلية والأعراس، وطبعا اليوم إضافة الى كو ني فنان، فأنا منظم حفلات.. وهذا ما يجعلني في احتكاك دائم بالساحة الفنية والفنانين بصفة عامة. - على ذكر الفن والفنانين، وكفنان صنع اسما على الساحة، هل تعتقد أن الفنان عندنا اليوم أخذ حقه من التقييم والاعتبار؟ * صراحة لا، والسبب يعود الى اختلال كفة العدل والانصاف، فالساحة الفنية اليوم تعج بالمتطفلين على الفن، المحسوبين عليه، ولذا همش الفنان الحقيقي وحجب عن جمهوره ومحبيه رغما عنه! وهذا بعد يأسه من أخذ حقه ورد اعتباره، فلا يعقل أن نقيم فنانا نكرة على حساب عملاق وهب نفسه للفن وخلدت اسمه اعمال راقية؟! فأرى أنه أن الأوان للهيئات المشرفة على الثقافة والفن بصفة خاصة، وعلى ديوان حقوق المؤلف إعطاء الفنان الحقّ حقه، وإعادة النظر في تصنيف الفنانين.. فالناس مقامات يا ناس، اضف إليه أننا البلد العربي الوحيد الذي يفتقر إلى نقابة فنانين وهذا أمر ليس بالهين! فمن حق الفنان أن تكون له جهة تدافع عن حقوقه، وهذه ابسط مطالبه. - وفي نظرك ماهي أهم المعايير التي يجب أن تقيم من خلالها أي فنان؟ * الفنان يقيم من خلال قدراته الصوتية وثقافته الفنية، فالفنان الذي لا يطرب والعاجز عن أداء استخبار لعدم احتكامه إلى صوت قوي وجميل يحرك الوجدان والمشاعر ويترك أثرا طيبا في النفس، فهذا أكيد لا علاقة له بالفن أساسا، والفنان الذي يدعى أنه فنان، ولا يملك أدنى ثقافة في مجال الفن، فهذا ليس سوى متطفلا، وهو اليوم كالفطر متواجد بكثرة رغم قلة فائدته... - هل تعقتد أنك أخذت حقك من التقييم؟ * من له صوت وأداء وعطاء.. يجد دائما التقييم اللائق به، فأينما حللت وجدت الترحاب، في الإذاعة أو التلفزيون الذي اعتبر ابنه، لكون الوالد رحمه الله كان مديرا سابقا لمحطة قسنطينة، وطبعا دخلت كواليسه بفضل موهبتي أولا وأخيرا، وصراحة لا أطل على الشاشة إلا في وجود الجديد، وحتى في الصحافة المكتوبة أجد الترحاب أيضا، وان كنت أعيب على بعض الجرائد الصفراء، ميلها إلى فبركة الأخبار، وإطلاق الإشاعات المغرضة التي لا أساس لها من الصحة. - نعلم أن فترة طلاقك كانت الأكثر عرضة للإشاعات، خاصة من طرف الجرائد الصفراء، التي تترصد عادة مثل هذه الأخبار، فما كان ردك عليها؟ * أنا لا أبالي بما تقول مثل هذه الصحف المنحطة التي لا ضمير لأقلامها ولا قيم، وطبعا الفنان يظل عرضة للإشاعات، خاصة إذا كان معروفا، ومثل هذه الأخبار المفبركة لا يجب الرد عليها أساسا، فأنا ونعيمة ارتبطنا في يوم ما وانفصلنا، وهذا شيء عاد ويحدث في احسن العائلات، فالطلاق ابغض الحلال عند الله، وهو مشروع وجائز، ونعيمة تظل انسانة وفنانة لها اسمها ونجوميتها، وأنا احترمها وأقدر فنها. - لمن يدين إلياس؟ * صراحة لا فضل لأحد علي سوى صوتي الذي به تألقت، ووصلت الى الجمهور الذي احبني وقيم قدراتي وجهدي، فالصوت هو رأس مال أي فنان، فلا الواسطة ولا المحسوبية تجديان نفعا في غياب الصوت الجميل. - الى جانب الفن، هل من نشاط آخر أو مهنة تمارس؟ * أنا إطار في الشبيبة والرياضة، ولعلمك كنت يوما رياضيا، فأنا حاصل على الحزام الأسود في الجيدو. - هواياتك؟ * أنا من عشاق الكلمة والشعر، لذا تراني أسعى دائما إلى اقتناء الكتب القديمة التي تزخر بدواوين الشعر لاستمتع بقراءتها والاستفادة منها، كما أنني من هواة شراء الآلات الموسيقية بكل انواعها.. وجمعها واصلاحها في حالة وجود عطب، إلى جانب عشقي للأكلات القسنطينية التي تتفنن في صنعها أمي الحبيبة. - كلمة أخيرة؟ * هي كلمة أوجهها إلى المسؤولين عن الفن فأقول، لقد آن أوان رد الاعتبار لفنانين كثيرين، وخاصة هؤلاء الذين وهبوا الفن والجزائر كل حياتهم، وأقول لجمهوري، انتظروني مع الجديد الذي آمل أن ينال رضاكم ولا تعاتبونني على الغياب لأن الظروف هي التي تفرض علينا ذلك أحيانا.. وشكرا.