تتواصل تحذيرات خبراء الصحة المتعلقة بالأكياس البلاستيكية التي تباع فيها المكسرات بأنواعها والمنتشرة في العديد من شوارع الأحياء، ووسط محطات النقل العمومي؛ لما يمكن أن تحمله تلك الأكياس من فيروسات، لا سيما فيروس كورونا، الذي ينتقل عبر رذاذ سوائل الجسم، التي يمكن أن تنتقل عبر النفخ في تلك الأكياس لفتحها، وعادة تلك هي الطريقة الوحيدة التي يعتمدها هؤلاء الباعة لفتح تلك الأكياس صغيرة الحجم وملئها بمكسرات، وعرضها بأسعار بخسة أمام المارة. تشتد، في كل مناسبة، تحذيرات خبراء الصحة من بعض السلوكات، التي يصفها هؤلاء بالسلبية والخطيرة على الصحة العمومية؛ لتسبّبها في نقل أمراض وفيروسات من شخص مريض إلى آخر سليم، وهذا ما يشكل حلقة مغلقة لا يجد لها الأطباء منفذا إلا بمحاولة تغيير سلوكات كل فرد. ولا يتم ذلك إلا بتحسيسهم وتوعيتهم بالمخاطر الكبيرة التي تسببها تلك التصرفات غير الواعية وغير المسؤولة. وعن بعض تلك التصرفات حدثتنا مريم مزيان، طبيبة عامة قائلة: "إن الكثير من السلوكات التي كانت تبدو نوعا ما عادية في السنوات الماضية رغم أنها عكس ذلك، إلا أنها اشتدت خطورة مع هذه المرحلة التي دخلها العالم، والمتمثلة في أزمة صحة عالمية خطيرة جدا بسبب الانتشار الرهيب للفيروس التاجي كورونا المستجد "كوفيد 19"؛ حيث إن تلك السلوكات تزيد الوضعية تعقيدا بسبب توفير لها البيئة المثالية لذلك. ومن أخطر تلك السلوكات ذكرت المتحدثة ظاهرة عرض المكسرات في الأكياس البلاستيكية الصغيرة، التي لا تُفتح إلا بالنفخ وسطها، لإعطاء مساحة داخلها، ووضع المكسرات وعرضها في الأسواق ووسط محطات النقل العمومي، ليقتنيها الأفراد بدون أن يدركوا أنها قادرة على حمل أمراض بخطورة متفاوتة، على غرار كورونا، الذي ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب، بدون الحديث عن أمراض أخرى تنفسية قد تنتقل بسبب ذلك. ونصحت بضرورة الابتعاد تماما عن اقتناء تلك المكسرات في ذلك النوع من الأكياس، واستبدالها بالأكياس الورقية، التي تكون صحية أكثر. وعلى صعيد ثان، ذكرت نفس المتحدثة سلوكات أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها، وهي تداول الشباب كوب القهوة فيما بينهم، وهذه الظاهرة بمثابة تقليد راسخ لدى الجزائريين؛ حيث تجد شابا واحدا يقتني كوب قهوة صغيرا، ويرتشف منه من هبّ ودب؛ فكل مار من أصدقائه يعطي لنفسه الحق في ارتشاف قطرات من تلك القهوة، وهذا أيضا يُعتبر سلوكا خطيرا، لا سيما في ظل هذه الأزمة. والحديث نفسه في ما يتعلق بمواد استهلاكية من نفس المنتج؛ كاستهلاك الماء أو الشاي أو ساندويش، أو غير ذلك؛ ففي هذه الظروف لا بد أن يلتزم الشخص بنوع من الأنانية في مثل هذه التصرفات، على حد تعبيرها، وان يلتزم كل فرد بحاجياته الخاصة، ويبتعد عن ذلك النوع من التصرفات؛ وقايةً من انتقال الفيروس من شخص مريض إلى آخر سليم. وفي الأخير أشارت مريم مزيان إلى سلوك آخر يتعلق باستهلاك الشيشة جماعيا، متحدثة عن أضرارها، إلى جانب تأثير التدخين على الصحة، وعلى الجهاز التنفسي؛ ما يزيد أعراض "كوفيد 19" تعقيدا، مؤكدة أن الشيشة عادة ما تكون نشاطا داخل مجموعات في الأماكن العامة، وأن استخدامها يزيد من خطر انتقال فيروس كورونا، مشيرة إلى أن الذين يتناولون التبغ والشيشة معرضون بشكل متزايد، لخطر الإصابة بالفيروس، حيث قالت: "في مرحلة ما من تخفيف إجراءات الحجر الصحي، تم منع التجمعات حول الشيشة، وحجز عدد كبير منها، إلا أن الشباب مازالو يختارون أماكن مغلقة لاستهلاكها بعيدا عن رقابة الجهاز الأمني، ويتم تداولها من شخص لآخر؛ ما يجعل الجميع يلامسونها مستصغرين خطورة انتقال العدوى فيما بينهم".