دعا رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور الياس مرابط أمس، إلى فتح هياكل صحية تخصص حصريا لكوفيد-19، مع اللجوء إلى استغلال هياكل أخرى خارج القطاع لهذه الغرض، مؤكدا في سياق متصل على ضرورة تدعيم وسائل حماية مهنيي الصحة. واعتبر مرابط في مداخلة له على أمواج الإذاعة الوطنية أنه، "من الضروري مراجعة كيفية التكفل بتطوّر هذا الوباء بشكل جدي من خلال فتح هياكل استشفائية توجه خصيصا لكوفيد-19، علما أن جميع الأقسام حاليا ممتلئة عن آخرها، لاسيما في العلاج المكثف، حيث يصعب الإبقاء على المرضى". وجدد المتدخل دعوته من أجل "استغلال الفضاءات الأخرى" خارج قطاع الصحة على غرار قصر المعارض (سافكس) بالعاصمة داعيا أيضا إلى تخصيص "أماكن حجر" للأشخاص المصابين قصد "عزلهم" عن باقي السكان وبالتالي "وضع حد لسلسلة انتقال العدوى". وأكد المتدخل في هذا الإطار أنه "هناك تعليمة لتخصيص هياكل أخرى خارج المستشفيات مثل العيادات المتعددة الخدمات وتخصيصها للتكفل بهذا الوباء"، معتبرا ذلك "غير كاف بسبب امتلاء هذه الهياكل وهو ما سيؤدي إلى تعقيد عمل مهنيي الصحة وعرقلة المرضى". وإذ تأسف "للإجراءات الناقصة التي لا تلبي بالشكل اللائق الحاجيات"، ندّد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية من جهة أخرى ب«غياب مساعدة المواطنين" في مكافحة انتشار هذا الفيروس بسبب عدم احترام الإجراءات الاحترازية، داعيا هؤلاء إلى "التصريح باصابتهم المحتملة في الوسط الذي يعيشون فيه". 10000 إصابة في صفوف الجيش الأبيض وفي خضم حديثه عن وضع مهنيي قطاع الصحة أمام ارتفاع عدد الإصابات، وصف الدكتور مرابط هؤلاء "بالضحايا غير المباشرين" للوضع الراهن، كاشفا أن عدد الإصابات في صفوفهم قد تكون بلغت 10.000 إصابة، حيث قال في هذا الصدد "لقد أحصينا منذ شهر بين 8000 و8500 إصابة في القطاعين العمومي والخاص.. وقد نكون بلغنا اليوم 10000 حالة مؤكدة، من بينهم 136 وفاة منهم 116 في سلك الممارسين الطبيين"، مضيفا أن السلك الطبي يواجه منذ 3 أسابيع "ضغطا متواصلا ورهيبا". ونصح مرابط في هذا الشأن بأن "تكون أولى الأمور تعزيز وسائل الحماية لفائدة ممارسي الصحة"، مشيرا إلى وجود تراخ واضح على عديد المستويات بسبب تحسن الوضعية الوبائية، حتى فيما يتعلق "بحماية الجيش الأبيض". ودعا في هذا الاتجاه إلى "تشخيص الفيروس لدى السلك الطبي لتحديد الأشخاص المصابين ومنع حدوث إصابات أخرى في الوسطين المهني والعائلي"، مؤكدا أن المعالجين يشكلون "عاملا لنقل العدوى". وبعد أن نصح بإجراء "تشخيص موجه" لباقي المواطنين، رافع السيد مرابط من أجل إشراك الضمان الاجتماعي في التكفل بفحوصات التشخيص، قبل أن يعرب عن أسفه إزاء ممارسات وأخلاقيات بعض "المخابر الخاصة".