ظل فوج "الشباب" للكشافة الإسلامية بحسين داي بالعاصمة يحتفظ بمبادئ الحركة الكشفية منذ تأسيسه سنة 1967، كما بات يسهر على ديمومة نشاطه وتفاعله مع الهواة على اختلاف سنهم، مما جعله يكسب مكانة محترمة سواء بين سكان الحي أو الأفواج الكشفية عموما، علما أنه لم يكتف بالأنشطة داخل الوطن، بل صنع لنفسه مكانة في الخارج من خلال التبادل مع ثقافات بلدان أخرى. ويضم الفوج أربعين منخرطا بين فرق، أشبال، زهرات ومرشدات تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وخمسة عشر سنة، ويتلقى جميعهم دروسا كشفية من تربية، أناشيد إسلامية ووطنية، إضافة الإعلام الآلي، والنشاط المسرحي، حيث أنتج الفوج مؤخرا مسرحيتي "قزانة " و"الشهيد" اللتين عرفتا نجاحا معتبرا. ويتحلى فوج الشباب للكشافة الإسلامية بسمعة طيبة لدى سكان الحي الذين أعجبوا بنشاطاته التربوية، غير أنه وعلى الرغم من ديمومة أنشطته، والمكانة التي يحتلها منذ تأسيسه على يد القائد سعدي، المجاهد الفذ الذي كان ينشط ضمن جبهة التحرير الوطني، فإنه فقد العديد من المنخرطين لا لسبب سوى كون معظم سكان شارع طرابلس قد تم ترحيلهم في إطار برنامج التهيئة الحضرية لأحياء العاصمة، فحسب تصريح القائد المحلي للفوج السيد الهاشمي تامنجاري ل"المساء" فإن العمارة رقم 7 من الشارع المذكور هي وحدها كانت تأوي 20 كشافا كانوا ينشطون ضمن الفوج قبل أن يتم ترحيلهم. لكن ولأن المرء يحصد ما يزرع فإنه على الرغم من أن هؤلاء الذين تم ترحيلهم، يقطنون اليوم أماكن بعيدة مثل حي الموز، إلا أنهم ظلوا متعلقين بالفوج ويزورونه متى أتيحت الفرصة ولو مرة في الأسبوع، بل أنهم استقدموا معارفهم من سكان العمارات المجاورة لسكناتهم القديمة، وكأن بهم حرقة ممزوجة بشيء من البعد عن الحي والأصدقاء وكذا الفوج الذي ألفوا فيه التعلم، التربية والترفيه. وذكر لنا السيد تامنجاري أنه وعلى الرغم من النقائص الكبيرة التي يعرفها فوج الشباب منذ سنوات كانعدام الملاعب الجوارية، نقص الوسائل والألعاب، إلا أنه لم يتوقف عن نشاطه ولو لوقت معين، حتى في عشرية المحنة التي ألمت بالبلاد والعباد، حيث كان يقوم بنشاطات التخييم في منطقة دواودة البحرية غرب العاصمة. هذا وقد صرح لنا بعض الأولياء بأن فوج الشباب بات يشكل يد العون بالنسبة لفقراء الحي، إذ يقدم لهم مساعدات لا سيما خلال أيام الشهر الفضيل، حيث يقوم بإطعام العديد من الأشخاص الذين هم من دون مأوى. وينوي قائد الفوج ورفقاؤه إنشاء قسم تحضيري لفائدة أطفال الحي بالنظر إلى الطلبات التي تقدم بها الأولياء، كما يُفكّر في جولة إلى خارج الوطن في غضون الصيف المقبل بغرض الترفيه عن الأطفال، وتلبية رغبة الأولياء الذين يسعون لجعل فوج الشباب مدرسة أخلاقية وترفيهية لأبنائهم بدل التسكع في الشوارع وبين الأحياء.