القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نورالدين بن براهم / تصوير: علاء بويموت افتقاد الأحياء الجديدة لأفواج كشفية ساهم في انفلات الشباب يتحدث القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، نورالدين بن براهم، في هذا الحوار، عن أهم المشاريع التي تقوم بها الكشافة بالشراكة مع العديد الهيئات الوطنية والأجنبية، بالإضافة إلى جديد المؤتمر الوطني العاشر نهاية السنة الجارية والمؤتمر الكشفي العربي الذي ستحتضنه الجزائر لأول مرة.. كما تطرق إلى العديد من النقاط المتعلقة بالبيت الداخلي الكشفي، خاصة بعد الانقسام الذي هزّ صورة الكشافة قبل عامين. كيف هو حال الكشافة بعد الانقسام الذي هزّ صورتها أمام الرأي العام ؟ الجزائر تملك كشافة واحدة معتمدة من طرف وزارة الداخلية، وما حدث قبل عامين كان نتيجة نقص المعلومات عند الشباب الذي اندفع وانفعل. اليوم 90 بالمائة من الأفواج الكشفية مستقرة وآمنة وما حدث تجاوزناه وبات جزءاً من الماضي ماذا عن جديد تحضير الجزائر للمؤتمر الكشفي العربي؟ الجزائر ستحتضن سنة 2013 أول مؤتمر كشفي عربي، بمشاركة قياسة ل300 مشارك عربي وأجنبي، وسيكون محطة للتعريف بثقافة ومميزات الجزائر من مختلف الجوانب، كما سيكون محطة لإعلان عدد كبير من المشاريع الكشفية العربية بمشاركة متميزة للجزائر. هل سيتجاوز المؤتمر الخلاف المصري الجزائري الذي بقي عالقا عند الكثيرين؟ نحن نفكر في الجيل المستقبلي وجعل القواسم المشتركة أكبر من خلافات كرة قدم، من الواجب علينا كمربين ألا نربي أبناءنا على كراهية أي شعب، بل نحثهم على احترام الشعوب والتوجه نحو لمّ الشمل العربي الإسلامي والخروج من حالة الانقسام الذي تعيشه الكثير من الأمم. هل سيعكس المؤتمر الوطني حالة الانقسام التي بقيت عالقة عند البعض؟ المؤتمر الوطني الذي سيعقد نهاية السنة الجارية، هو فرصة لتقييم العهدة الحالية والنظر في منحى وتوجه الكشافة، المعارضة فيه شيء طبيعي، والمؤتمرون سيختارون من هو الأقدر والأجدر بخدمة مصالح الكشافة والحفاظ عليها من محاولات الاستغلال، المجلس الوطني أقرّ لجنة تحضيرية للمؤتمر تتكون من 72 قائدا لضمان نجاح هذا الحدث..، قلت لك الانقسام انتهى وتجاوزه الزمن؟ ماذا عن المشاريع الجديدة مع بريطانيا، أمريكا وألمانيا؟ قمنا باتفاقية مع معهد العلاقات الدولية بجامعة نيفادا بأمريكا سيسمح ل30 شابا من الوطن بالتدريب لمدة شهر بالمعهد هناك في مجال الاتصال وخدمة المجتمع. كما كما انطلقت منذ أيام قافلة التفاعل العربي من الجزائر نحو الأردن برعاية المركز الثقافي البريطاني تحت شعار "المواطنة الفاعلة"، وستعرف الجزائر إنشاء الخيمة البيئية العملاقة بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني ووزارة البيئة تتيح تكوينا بيئيا لأطفال وشباب الجزائر.. قدمتم للرئيس منذ سنوات مشروع تطوير الكشافة إلى غاية 2014. ماذا تحقق؟ قبل سنة 1999 كانت الكشافة تبدو قديمة، قليلة الدعم، قدمنا مشروعا لتطوير الكشافة لغاية 2014 تسلّمه العربي بلخير على مستوى الحكومة ثم وافق عليه الرئيس، وقد حققنا الكثير من الأمور الإيجابية منها استفادة أطفال الكشافة من 120 ألف بذلة كشفية، وإمضاء مرسوم رئاسي هو الوحيد من نوعه بما يتعلق بإضفاء صفة المنفعة العمومية سنة 2003، كما تمكنّا من إعادة تهيئة المخيم الدولي بسيدي فرج وبعث عمل المحافظات الولائية وتنشيط الأفواج، كما ارتفع عدد المنخرطين لأكثر من 120 ألف كشاف. كما تحصل الموقع الإلكتروني للكشافة على أحسن موقع شبابي عربي. وشرعنا في طباعة بعض المقررات الكشفية الهامة.. لازالت الكثير من الأفواج تعاني من قلة الدعم وصعوبة التخييم؟ شرعنا في مشروع لبناء 14 مخيما صيفيا وطنيا في مختلف الولايات الساحلية بمقدرتها استقطاب جميع الأفواج الكشفية على غرار مخيم مستغانم الذي دشن العام الماضي بطاقة استيعاب تقدر ب3000 كشاف وهو مجهز بجميع وسائل الراحة والترفيه. كما أننا سندشن المركز الكشفي البيئي للمتطوعين بحديقة الوئام ببن عكنون يمكن الأفواج الكشفية من التخييم مقابل القيام بنشاط تطوعي لفائدة الحديقة، وبهذا سنقضي على مشكل قلة مناطق التخييم، وستكون هذه الأماكن هي الوحيدة المسموحة للتخييم مستقبلا. لا يفصلنا سوى شهر عن الاحتفال باليوم الوطني للكشاف، هل من جديد؟ ستحتضن ولايتا الجزائر والبليدة، مناصفة، الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني للكشاف المصادف ل21 ماي، وستعرف المناسبة تنظيم العديد من الأنشطة على المستوى الوطني، بالإضافة إلى إمضاء العديد من الاتفاقيات مع مختلف الهيئات، وسيتم فيها تكريم شرفي ل120 كشاف جزائري بأعلى وسام كشفي عربي، تسلمه القائد العام بالمؤتمر الأخير بالخرطوم، عرفانا على التقدم الكبير الذي حققته الكشافة في الجزائر. وأود أن أعلن أن الأمين العام للمنظمة الكشفية العالمية "ليوك بانيسود" سيزور الجزائر نهاية السنة الجارية. إلى أين وصلت الكشافة في تجربتها في إدماج المساجين؟ أود في البداية أن أكشف لك أن الجزائر ستحتضن، لأول مرة، ملتقى دوليا لإدماج المساجين، حيث نالت تجربتنا في هذا المجال إعجاب العديد من الدول الأوروبية وحتى العربية، بصفتها الأولى من نوعها في المنطقة. فقد استطعنا التواصل المنتظم مع أزيد من 1600 مسجون من خلال 2000 نشاط عبر 132 مؤسسة عقابية بمشاركة 1524 قائد، وقد نجحنا في إدماج 06 نساء و126 شاب، بالإضافة إلى 13 حدثا، وقد استطعنا تصدير هذه التجربة للعديد من الدول ونسعى إلى المضي قدما في إدماج عدد أكبر من المساجين في المجتمع. الأحياء السكنية الجديدة تفتقد إلى أفواج كشفية مما ساهم في انتشار العنف وانفلات الشباب؟ من هذا المنبر أدعوا الدولة إلى تخصيص مقرات في المجمعات السكنية الجديدة تستفيد منها الجمعيات ذات المنفعة العامة، تعمل على صهر ثقافة السكان في فضاءات مشتركة وتأطير الشباب وحثهم على المحافظة على البيئة، كما تعمل هذه الجمعيات على امتصاص طاقة الشباب وتوجيهها في الناحية الإيجابية، لأن الدولة تخسر الملايير لترميم هذه الأحياء مع انتشار موجة العنف وانفلات الشباب. في الأخير هل أنت راض عن ما قدمته للكشافة في الجزائر؟ الكشافة في الجزائر قطعت أشواطا كبيرة وهي اليوم بحاجة إلى دعم أكثر من أي وقت مضى لحمايتها من أي محاولة استغلال أو احتواء، وفي الأخير أود أن أقدم تحية تمجيد وإكبار وحب لآلاف القادة عبر الوطن والذين يعملون بإخلاص وصمت بعيدا عن الأضواء، لم يتسنّ للقائد العام أن يقابلهم في مكتبه، بهؤلاء الرجال لاتزال الكشافة بخير.