يواصل المسؤولون الصحراويون ومنظمات حقوق الانسان إطلاق صافرات الإنذار في ظل مواصلة نظام المخزن، لحملته القمعية والانتقامية ضد المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلّة، الذين تعرضوا لأبشع وأفظع الانتهاكات على يد قوات الاحتلال المغربي. فقد وصف الوزير الصحراوي لشؤون الأرض المحتلة والجاليات، محمد الوالي اعكيك، الوضع في الأراضي المحتلة ب"الخطير جدا" جراء "الممارسات القمعية والترهيبية لقوات الاحتلال المغربي"، مناشدا الهيئات الحقوقية الدولية التدخل العاجل لحماية الشعب الصحراوي في هذا الوقت العصيب. وحذّر أعكيك، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، من أن "الوضع خطير جدا بسبب الضغط والحصار المضروب خارجيا وداخليا على المدن المحتلّة، واللجوء الى كل أساليب القمع والترهيب لترويع المدنيين العزّل الذين يعيشون في سجن كبير"، مستغلة الظروف الصحية وجائحة كورونا للسيطرة التامة على المواطنين ومنعهم من اي تحرك". والأخطر حسب المسؤول الصحراوي أن قوات الاحتلال اصبحت "تهاجم العائلات الصحراوية داخل بيوتها، وتقطع التيار الكهربائي على المنازل بين الفينة والاخرى". وفي حال خروجهم "يتم فرض متابعة لصيقة" كما يتعرض الشباب الصحراوي "للبطش والمطاردة في الشوارع والأزقة وتوقيفهم وتعذبيهم واستنطاقهم بشكل مفرط". وناشد الوالي اعكيك، المجتمع الدولي والهيئات والشعوب في كل مناطق العالم لمساندة الشعب الصحراوي في نضاله المشروع ضد الاحتلال المغربي، مشددا على أن الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقه في تنظيم استفتاء حر وعادل وشفاف لتقرير مصيره". وهي نفس القناعة التي عبرت عنها الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة خيا، التي أكدت في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن والدتها البالغة من العمر 84 عاما كانت ضحية الحصار الذي فرض على منزلها منذ 19 نوفمبر الماضي. وروت خيا، الممارسات القمعية التي تعرضت لها هي وكل عائلتها على يد قوات المحتل المغربي من تعذيب جسدي وترويع نفسي، لكنها أكدت أن ذلك لن يثني أبناء شعبها عن مواصلة نضالهم ولا يغير مواقفهم في مواصلة دفاعهم عن وطنهم إلى غاية تحرير آخر شبر منه. وتطرقت سلطانة خيا، في حديثها إلى قضية التعتيم الإعلامي والتكتم الممارس من قبل المخزن عن وجود حرب اندلعت منذ 13 نوفمبر 2020، بما أدى إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار. وكانت مناضلات صحراويات تمكن من كسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال على منزل المناضلة سلطانة سيدي ابراهيم خيا، منذ أكثر من خمسين يوما، مما أثار هستيريا القوات المغربية التي توعدت بمزيد من القمع والترهيب ضد النشطاء الصحراويين. وتتعرض النساء الصحراويات المناضلات لانتهاكات ومعاملات حاطة من الكرامة الإنسانية، واعتداءات عنيفة ترتكبها السلطات المغربية بحقهن وعلى وجه التحديد خلال مشاركتهن في وقفات سلمية بالمدن الصحراوية المحتلّة.