شرع أمس المترشحون في لعب الربع الساعة الأخير من الحملة الانتخابية بلعب آخر الأوراق التي يراها كل مترشح رابحة لجني أصوات أخرى قبل إنهاء حملتهم غدا الاثنين، محاولين تقديم تقييم أولي عنها وعن حظوظهم في العملية الانتخابية، مبررين متابعتهم انطلاق عملية الاقتراع لدى الجالية الجزائرية في المجهر، ومؤكدين على التصويت بكثافة من أجل تجسيد برنامجهم الانتخابي في حال الفوز بمنصب القاضي الأول في البلاد. فقد فضلت المترشحة السيدة لويزة حنون أمس في تجمع بقاعة حرشة في العاصمة أن تقترح حلا نهائيا لقضية المفقودين، معتبرة هذا الملف من ملفات المأساة الوطنية ويجب حله بكل مسؤولية لتجاوز مخلفات هذه المأساة وطي صفحة الماضي والتوجه بكل عزم وإرادة الى المستقبل للخروج نهائيا من الأزمة التي كادت تعصف بالبلاد. أما المترشح السيد موسى تواتي فقد قدم أمس في ندوة صحفية بمقر حزبه تقييما لحملته الانتخابية واصفا إياها بالإيجابية وأعطى توقعات عن المشاركة الانتخابية وسريان عملية الاقتراع على ضوء نشاطه الانتخابي واحتكاكه بالمواطنين، مؤكدا أنه سيحدث المفاجأة إذا سارت عملية الاقتراع في شفافية. كما أعرب عن مواقفه بشأن التحالفات الممكنة مع المترشحين الآخرين، بدوره فضل المرشح فوزي رباعين أمس من البويرة، التركيز على ترقية الأمازيغية واعدا بإعطائها كل الامكانيات من أجل حماية الموروث الثقافي الوطني الذي يمثل الذاكرة الجماعية للأمة. في حين ركز المرشح محمد السعيد على سير عملية الاقتراع بالمهجر مؤكدا أنها تسير على أحسن ما يرام حسب الأخبار التي وصلته، داعيا جاليتنا بالخارج الى التصويت بكثافة من أجل مصلحة الجزائر، وإعطاء درس للذين يشككون في ارتباط المواطن الجزائري بوطنه. والشيء نفسه، أكده لنا المرشح تواتي عن سير العملية الانتخابية بإسبانيا ومصر، مضيفا أن جاليتنا كانت في الموعد مثلما عودتنا على ذلك. وقد أفرد جل المترشحين حيزا كبيرا من نشاطهم لليوم ما قبل الأخير من عمر الحملة الانتخابية للرد على حادثة خلع العلم الوطني وتعويضه براية سوداء التي صدرت عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. حيث استنكر المترشح السيد بوتفليقة على لسان السيدين بلخادم وأويحيى هذا الفعل، منددين به لأنه مساس بالرموز الوطنية المقدسة التي يحميها الدستور. فاعتبر بلخادم ما حصل من الأرسيدي باللاحدث إذا ما أراد الأرسيدي من فعله هذا التأثير على الانتخابات، مؤكدا أن ذلك لن يزيد الشعب الجزائري إلا عزما في الدفاع عن مقدساته والتأكيد على الذود عنها من خلال التصويت الجماعي أثناء الانتخابات وباختيار برنامج المرشح بوتفليقة الذي يصون هذه المقدسات ولا يسمح لأي كان المساس بها. أما أويحيى، فقد أكد أن الشعب سيجيب مقترفي مثل هذه الأفعال التي لا تشرف حزبا سياسيا جزائريا وتعتبر مساسا بالدستور الذي يحمي المبادئ والرموز الوطنية. وسيرد الشعب برأيه يوم الاقتراع لا محالة على هذا السلوك غير الديمقراطي بتوخي الآلية الديمقراطية المتمثلة في الانتخاب. الحادثة أيضا توقف عندها المرشح تواتي، حيث قال لا نشاطر الأرسيدي فعلته بخلع العلم الوطني، معتبرا ذلك فجورا وخروجا عن الأمة، ومثلما - يقول تواتي- نريد اصرارا على رفع العلم الوطني عاليا. إننا نحترم الأراء السياسية لهذا الحزب والتعبير عنها دون المساس بالرموز والمقدسات الوطنية. وعموما، فإن اليوم ما قبل الأخير من عمر الحملة الانتخابية، قد خصصه المترشحون أيضا لدعوة المواطنين لإنجاح العرس الانتخابي في الجزائر بالتصويت الجماعي لإعطاء درس للمشككين في مستقبل الجزائر ولوضع لحد لمحاولات الخارج ابتزاز البلاد عن طريق إثارة الفتن ومحاولة التشويش على الاستحقاقات الوطنية.