أدى انهيار بالعمارة المعروفة ب "لا باريزيان" وسط العاصمة الى إصابة أربعة أفراد بجروح متفاوتة الخطورة، منهم عاملان يشتغلان بورشة الشركة المكلفة بتهديم العمارة المذكورة، وقد خلف الانهيار موجة من الخوف وسط العمال الناجين وكذا السكان القاطنين بالعمارات المجاورة· ويعود سبب الانهيار حسب شهادات بعض العمال الذين التقيناهم بعين المكان إلى حدوث شرارة كهربائية بالكوابل داخل أطلال العمارة، مما أحدث انفجارا تسبب في سقوط أرضية الطابق الخامس لترتطم بالطوابق السفلى الأخرى ومنه إصابة عاملين أحدهما في حالة خطيرة، انتشله أفراد الحماية المدنية الذين سارعوا الى المكان على الفور، كما أصيب اثنان من رجال الإسعاف بجروح نظرا لخطورة المكان الذي واصل الانهيار حال بدء انقاذ العمال· وذكر لنا أحد العمال - كان يبدو مذعورا لما حدث- أن الله ستر بقية العمال كونهم كانوا بعيدين عن مكان الانهيار، لكن لم يخف الخطر الكبير الذي أصبح عليه العمال ال 30 المشتغلون بالورشة، والأخطر في ذلك بأنهم غير مؤمنين لدى صندوق الضمان الاجتماعي، كما قالوا، ولا يملكون وسائل السلامة في عمل يبدو أكثر من خطير، كون العمال لا يملكون مؤهلات أو تقنيات في هدم أسوار عمارة شاهقة يستندون إليها وليسوا مزودين سوى بخوذات بلاستيكية يضعونها على رؤوسهم، ومطرقات كهربائية يقومون بواسطتها بهدم عشوائي للأرضيات والجدران الآيلة الى السقوط، وقد زادت الأمطار المتساقطة ذلك هشاشة ومخاطر على العمال· وأشار أحد العمال وعمره لا يتعدى ال 20 سنة أنه سيتوقف حالا عن العمل الذي صار مرادفا للموت حسبه- مشيرا إلى أنه غير مؤمن وأن المشرفين على العمل لشركة " سوبيراف صحراوي"، لم يهتموا بالجانب الأمني للعمال ولم يحضروا حتى عند حدوث الكارثة، مشيرا إلى أنه كان في الطابق الثالث عندما حدثت الشرارة الكهربائية وسقطت الردودم من أعلى "ولحسن حظي كنت في منأى عن ذلك"، يقول محدثنا· ومن جهة أخرى يعيش السكان المجاورون لعمارة "لاباريزيان" على أعصابهم جراء هذه التداعيات التي قالوا أنها كشفت المستور، فيما يخص حالة الاهمال التي ظلت عليها العمارة منذ أن وضع الصينيون دعامات حديدية على جدرانها الخارجية، بقرار من ولاية الجزائر التي أعطت تعليمات لهدمها، وقال أحد ممثلي العمارة اللصيقة ببناية " لاباريزيان" أن السلطات المعنية لم تأخذ الأمور مأخذ الجد، عندما أعطت المشروع ولم تراقب طريقة الهدم التي تتم بصورة عشوائية غير مدروسة وخطيرة أيضا على العمال (غير المؤمنين) وكذا السكان المجاورين، حيث تمكنا من صعود الطوابق الخمسة للعمارة المجاورة بشارع خالد بلعفون ووقفنا على قمة الكارثة التي إن لم تتدخل المصالح المختصة بتسيير عملية هدمها وفق تقنيات مدروسة، فإنها ستؤدي إلى مالا يحمد عقباه، خاصة خلال الأيام الماطرة· واغتنم السكان الفرصةلإطلاق نداء إلى والي العاصمة ووزير السكن والعمران لإيفاد لجنة لتقصي الوضعية وتوفير ضمانات لسلامة السكان المجاورين وإلزام القائم بالأشغال بتوفير عمال أكفاء ومزودين بكل وسائل السلامة في العمل·وحتى أصحاب المحلات بشارع الرقيب عدون بدوا قلقين من الوضعية رغم أن الجدران الخارجية تحيطها شبكة من الأعمدة لتفادي سقوط أي ردوم خارجها·