دخل مسلسل "عاشور العاشر" في جزئه الثالث غمار المنافسة التلفزيونية الرمضانية، واعدا جمهوره بمنتوج درامي راق، خاصة أن العمل غاب عنه بطله الرئيسي (السلطان عاشور العاشر) صالح أوقروت، وعوض بالممثل حكيم زلوم، وهو ما أثار موجة من التشكيك في الوسط الفني والجماهيري، في استحالة تغيير "صويلح" وقد ألفه المتفرجون في الموسمين السابقيين، بل وينسبون له سر نجاح العمل. يظهر حكيم زلوم في دور السلطان عاشور العاشر بداية من الحلقة الثانية، لعله يبدو مقلدا لحركات تمثيل صالح أوقروت، وقد يكون الأمر سابقا لأوانه لتقييم تمثيل حكيم زلوم، أو قد يكون مجالا غير قابل للمقارنة، حسب الحاجة الدرامية للمسلسل، وما بني دراميا الذي ربما يحتاج لشخص مثل الممثل المعوض. رغم ذلك، عبر رواد التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم، منذ ظهور زلوم في دور عاشور العاشر، مجددين فكرتهم السابقة، بمعنى قبل مشاهد العمل كاملا، بأن صالح أوقروت فعلا لا يعوض، وهو انطباع جمهور، من شأنه أن يحيل المخرج جعفر قاسم لفشل ذريع. من ناحية المختصين والمتابعين للشأن، فإنهم يرون أن الحديث أو تقييم المسلسل منذ الحلقات الأولى غير جائز، وينتظرون تواصل الحلقات، عسى أن يكون حكيم زلوم في مستوى التطلعات، وهناك من شاهد أداءه مستجيبا للدور المنوط به. الجدير بالذكر، أن استبعاد الممثل صالح أوقروت من الموسم الثالث من المسلسل "عاشور العاشر"، جاء بعد خلاف بينه وبين المخرج جعفر قاسم، الذي سبق أن اشتغل معه في أعمال كوميدية كثيرة، أشهرها سلسلة "جمعي فاميلي"، وكان الخلاف حول السيناريو الذي لم يقدم لصالح أوقروت، وقد طلب منه الحضور للتصوير، الأمر الذي دفع "صويلح" إلى رفض المشاركة في الجزء الثالث. عن المسلسل، قام المخرج وكاتب السيناريو جعفر قاسم، بتوسيع حكايات شخصيات القصة، وأعطى مجال الأداء في دائرة أكبر، سواء بالنسبة للممثلين السابقين في الجزأين السابقين، أو حتى بالنسبة للأدوار الجديدة التي أضافها، ليكون المشاهد مع عمل درامي منسوج على أكثر من مستوى، مع تمسكه بروحه الساخرة، والناقدة لحال البلاد. بالخصوص، تحدث بعض الممثلين المشاركين في العمل، عن مقص الرقابة الذي طال المسلسل من لدن المؤسسة العمومية للتلفزيون، حسب ما أورده مروان قروابي، الذي أدى دور "الهاشمي"، وأحمد زيتوني الذي أدى دور "الأمير لقمان"، على مواقع التواصل الاجتماعي. كان المدير العام للتلفزيون الجزائري، قد صرح قبل أيام، بخصوص مسلسل "عاشور العاشر 3"، أنه لا يمكن أن يقف في وجه الإبداع، أو يحد من حريته، أو خياله، فهو في الأخير فن يعبر عن الواقع.