شرعت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان لولاية بومرداس، في توزيع قرابة 500 قفة لصالح المرضى أعضاء الجمعية، حسبما أكدته رئيسة الجمعية السيدة مليكة رازي، التي قالت إن جل الإعانات تلقتها الجمعية من محسنين ومتضامنين مع هذه الفئة من المجتمع. كما تحدثت عما أسمته حلم تجسيد دار الإيواء ببومرداس، وعن برنامج خاص لتشخيص بعض أنواع السرطان. بحلول شهر رمضان، تتعدد صور التضامن والتكافل الاجتماعي مع مختلف الفئات، لا نتحدث فقط عن الإعانات التي تقدمها مختلف المصالح في شكل علني، إنما كذلك إعانات تسعى من أجلها مختلف التنظيمات، ونقصد بها الجمعيات التي تحشد همتها في هذا الشهر المبارك تحديدا، وهدفها أن تمضي فئات من المجتمع رمضان في كنف الدفء والكرامة. هذه المرة، الدور كان على جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان لولاية بومرداس، حيث أكدت رئيستها السيدة رازي، بأنها تعمل قبيل حلول رمضان في جمع أكبر قدر من الإعانات، وتوزيعها على هذه الفئة التي تقول، إنها هشة وضعيفة بحاجة إلى مساعدة في كل الأوقات، موضحة في هذا الصدد، أن مرض السرطان ثقيل بكل معنى الكلمة، وثقله ينهك جسد المصاب وجيبه على السواء، حيث أن إجراء التحاليل ومختلف الأشعة من صور رقمية ومسح وغيره تقريبا كل ثلاثة أشهر، ناهيك عن الفحوصات المتخصصة وحصص العلاج الكيماوي والإشعاعي. كلها تتطلب مصاريف تثقل الكاهل "لذلك، فإننا بحلول رمضان، نسعى على الأقل إلى توفير إعانات غذائية للمرضى أعضاء جمعيتنا، وكل الفضل يعود للمحسنين والمتضامنين معنا"، تقول السيدة رازي، مؤكدة أن المحسنين أنفسهم جمعوا الإعانات، وقاموا بتوضيبها في طرود غذائية خاصة، بينما قام أعضاء الجمعية بتوصيلها إلى بعض المرضى، لاسيما في المناطق النائية بكل من بلديات قدارة، شعبة العامر وغيرها. فيما تقدم آخرون من مقر الجمعية الكائن بحي الساحل في بلدية بومرداس، لتسلم الطرد الغذائي الخاص بهم. في سياق منفصل، تحدث السيدة رازي، عن حلم تجسيد دار الإيواء لمرضى السرطان، التي قالت إنه مشروع تسعى الجمعية إلى تجسيده منذ سنوات دون أن يتجسد، رغم الوعود التي تلقتها الجمعية بتسهيل هذا الأمر، وتساءلت المتحدثة عن سبب التماطل في تجسيد هذا المشروع الإنساني، الهادف بالدرجة الأولى إلى تسهيل إيواء مرضى السرطان القادمين من أماكن بعيدة لإجراء حصص العلاج الكيماوي، أو الإشعاعي بولايات البليدة أو تيزي وزو، أو العاصمة، بتوفير الإيواء والمرافقة الطبية وشبه الطبية لهم، حيث ستتضمن الدار مرافقين وأطباء وممرضين يسهرون على هؤلاء المرضى، إضافة إلى سيارة إسعاف لتسهيل تنقلهم إلى حصص العلاج المذكور.. غير أن المشروع يبقى حلما إلى حد الآن، في انتظار ما ستسفر عنه في الأيام القادمة. أما عن نشاط الجمعية بعد رمضان المبارك، فإن "الرحمة" سطرت برنامجا يخص إجراء حملات تشخيص لسرطان "البروستات" عند الرجال، بحضور مختصين في طب وجراحة المسالك البولية من عدة ولايات، إلى جانب حملة تشخيص مبكر عن سرطان الثدي عند النساء. علما أن جمعية "الرحمة" تحصي أزيد من 500 مريض عضو بالجمعية، مع تسجيل كل أنواع السرطانات، خاصة الثدي، القولون، البروستات وسرطان الدم الذي يصيب بالخصوص الأطفال، حيث تحصي نفس الجمعية 50 طفلا مصابا بهذا النوع من السرطان، مما يجعلها ترفع نداء للمحسنين بتقديم كل أنواع الدعم والتضامن مع "الرحمة"، لتتمكن من إيصالها لمرضى السرطان بالولاية، تختم مليكة رازي حديثها ل"المساء".