يواصل المبعوث الاممي إلى ليبيا يان كوبيش لقاءاته بمختلف الفاعلين في المشهد الليبي في إطار تنفيذ مخرجات الحوار السياسي الليبي الذي يتضمن إجراء انتخابات عامة شهر ديسمبر الماضي ضمن مسعى لاحتواء المعضلة الليبية المستمرة منذ عشرية كاملة. والتقى المبعوث الأممي، أمس، برئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية، عماد السايح في اجتماع نظم بالعاصمة طرابلس وناقش خلاله الطرفان خطة المفوضية لتنفيذ العملية الانتخابية في ليبيا المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل وسبل تذليل العقبات التي قد تواجهها. وأوضح بيان المفوضية أن السايح وكوبيش ناقشا دور الحكومة والهيئات والمؤسسات التابعة لها في دعم العملية الانتخابية عموما والمفوضية على وجه الخصوص. ويأتي هذا الاجتماع غداة لقاء جمع كل من المبعوث الأممي ونائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني والجنرال المتقاعد خليفة حفتر بمدينة الرجمة. وقال موسى الكوني في تغريدة له على صفحته الشخصية على مواقع تويتر، أمس، أن اللقاء يأتي "استكمالاً لمساعي توحيد مؤسسات الدول والمؤسسة العسكرية بصورة خاصة الذي باشرناه بلقاء قادة القوات المسلحة في طرابلس وتوحيد الصف الليبي". وأضاف أن "هذه المساعي التي باشرها المجلس الرئاسي الهدف منها مواجهة التهديدات الكبرى التي تتربص بحدود ليبيا الجنوبية خاصة بعد أحداث تشاد الأخيرة"، مؤكدا أن حماية سيادة ووحدة ليبيا "أصبح فرض عين". ومنذ تعيين المجلس الرئاسي باشر رئيسه ونائباه في عقد لقاءات تشاورية مكثفة مع مختلف قيادات القطاعات العسكرية للجيش الليبي وقادة المناطق العسكرية بطرابلس والمنطقتين الغربية والوسطى. كما التقوا بأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة "5 + 5" في اجتماعات تمحورت في مجملها على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسة العسكرية، خاصة وأن المجلس الرئاسي الليبي وفقا لاتفاق ملتقى الحوار السياسي الليبي الموقع بداية العام الجاري بدينة جنيف السويسرية يمثل مجتمعا القائد الأعلى للجيش الليبي. وتناولت هذه اللقاءات ومن بينها اللقاء الذي عقد بقاعدة طرابلس البحرية بحث سبل تنظيم الجيش الليبي وتطويره وحفظ سيادته واستقلاله وتأمين حدود ليبيا، خاصة الجنوبية المستباحة من المرتزقة وعصابات الإجرام المنظم في تهريب السلاح والمخدراتّ والغذاء والهجرة غير الشرعية. وكانت مصادر على صلة بالملف الليبي أكدت أن التحركات المكثفة التي أجراها المجلس الرئاسي في الفترة الأخيرة ترتبط بحالة التوتر والاضطرابات الأمنية التي شهدتها الجارة تشاد والتي أدت إلى مقتل رئيسها ادريس ديبي ايتنو في مواجهات مسلحة مع المتمردين في شمال هذا البلد الافريقي. واستدلت هذه المصادر بالإجراءات التي اتخذها المجلس الرئاسي فور تفاقم الأحداث في تشاد ومنها الأوامر التي وجهها الى كافة القوات والقطاعات الجيش الليبي خاصة العاملة في المنطقة الجنوبية والقادة العسكريين بالجنوب بإعلان حالة الطوارئ والاستعداد لمواجهة أي تهديدات خارجية قادمة من تشاد وكذلك البيان الثلاثي "الليبي، السوداني، النيجري" حول الوضع في تشاد.