شهدت العاصمة المصرية، أمس، تحركات دبلوماسية مكثفة في محاولة لتثبيت الهدنة المتوصل إليها بين الكيان الصهيوني المحتل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد عدوان الأيام الأحد عشر والذي خلف استشهاد 254 فلسطيني وآلاف المصابين ودمارا لا يوصف للبنى التحتية في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. وحلّ لأجل ذلك بالقاهرة وزير خارجية الكيان الصهيوني، غابي اشكينازي في أول زيارة له منذ 13 سنة في محاولة لبحث ترتيبات عملية للمحافظة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالنظر إلى الدور الذي لعبته الوساطة المصرية في إقناع الجانبين المتحاربين على وقف المواجهات العسكرية بينهما. وجاءت زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني في نفس الوقت الذي استقبل فيه الوزير الأول الصهيوني، بنيامين نتانياهو في القدسالمحتلة، لمدير جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كمال قبل لقاء مماثل جمعه برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس في محاولة مصرية لوضع آخر الترتيبات لمنع انهيار الهدنة والعودة بالوضع الأمني الى نقطة البداية. وحسب مصادر في حكومة الاحتلال فإن المحادثات بين نتانياهو وعباس كمال تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بينما أكدت مصادر أخرى أن الوزير الأول الصهيوني، ركز في حديثه مع المسؤول الأمني المصري على مصير جنود الاحتلال الذين وقعوا في أسر المقاومة الفلسطينية ووضع مسألة استعادتهم، كشرط مسبق لكل فكرة للدخول في مفاوضات مع حركة "حماس" وكذا منع استخدام هذه الأخيرة للمساعدات الدولية الخاصة بإعادة إعمار قطاع غزة لتسليح مقاتليها. ويصر الصهاينة على استعادة جثتي جنديين قتلتهما المقاومة الفلسطينية خلال عدوان 2014 وإسرائيليين اثنين، على قيد الحياة تسللا إلى داخل قطاع غزة ووقعا في أسر فصائل المقاومة هناك. وفي مقابل ذلك أكدت مصادر فلسطينية أن مسؤول جهاز المخابرات المصرية، أثار مع الرئيس محمود عباس بمدينة رام الله مسألة التهدئة العامة في مدينة القدسالمحتلةوالضفة الغربية وقطاع غزة وكذا مسألة إعادة إعمار ما دمره العدوان الصهيوني الأخير إلى جانب الحوار الفلسطيني الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس" على أمل تحقيق المصالحة الفلسطينية. وجاء تحرك عباس كمال في القدسالمحتلةوالضفة الغربية في وقت أكدت فيه مصادر مصرية وصول رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، إسماعيل هنية، إلى القاهرة للقاء مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، مكلفين بالملف الفلسطيني قصد التباحث حول آليات تثيبت الهدنة الأمنية والعمل على عدم إنهيارها. والتقى اشكينازي بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي أثار معه مسألة الإبقاء على الهدنة وتسهيل إعادة إعمار ما دمّره العدوان. وقال مصدر مصري إن سامح شكري أثار مع نظيره الإسرائيلي حساسية الموقف في القدس الشرقية والقدس الشريف وكل الأماكن المقدسة سواء تلك الخاصة بالمسلمين أو المسيحيين والتي يتوقف عليها صمود كل اتفاق أمني مستقبلي في قطاع غزة. وهي القناعة التي دافعت عنها وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، وأكدت أن الحصار المفروض على حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة وقمع المتضامنين مع سكانه، يعد بمثابة أكبر "اختبار لمصداقية المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية في سعيها لتهدئة الأوضاع ومنع انهيار الهدنة العسكرية في قطاع غزة". وأدانت الوزارة في ذلك، مواصلة قوات الاحتلال قمع الوقفات التضامنية السلمية مع أهالي حي الشيخ جراح المهددين بالتهجير القسري وطردهم من منازلهم لصالح جمعيات استيطانية، كان آخرها اعتداء شرطة الاحتلال على متضامنين وصحفيين بالضرب وقنابل الغاز المسيل للدموع وطردهم بالقوة من المنطقة واعتقال عدد منهم واقتحامها منازل السكان والاعتداء على قاطنيها. وهي الأحداث التي جعلت وزير الخارجية المصري يدعو إلى إجراءات لتعزيز الهدوء وتشجيع العودة إلى مفاوضات فلسطينية إسرائيلية كخيار حتمي لاستعادة الهدوء إلى المنطقة. وحذر زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أمس، من مضاعفة الاحتلال الصهيوني لانتهاكاته بحق المقدسيين، مؤكدا على أهمية القرار الاممي القاضي، بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتقصي الحقائق حول جرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني وإسقاط مخططات الاحتلال في الضفة الغربية بما فيها القدس. وتوقع الحموري أن تقوم سلطات الاحتلال بمضاعفة انتهاكاتها بحق المقدسيين، ردا على قرار مجلس حقوق الانسان الأخير وعلى الوقفات الاحتجاجية ضد اخلاء المنازل في حي الشيخ جراح. واحصت مصادر اعلامية فلسطينية عدة انتهاكات لقوات الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، حيث مددت سلطات الاحتلال فترة اعتقال ستة شبان لمدد متفاوتة بذريعة استكمال التحقيق معهم.