❊ شنقريحة: الأكاديمية العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش ❊ ضباط أكفاء متشبعين بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة ❊ الارتقاء بجيشنا وتجسيد استراتيجية العصرنة والاحترافية لقواتنا ❊ برامج مسايرة للمتطلبات الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي أعلن رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس، عن اختتام مراسم تخرج ثلاث دفعات من الضباط، بالأكاديمية العسكرية لشرشال، الرئيس الراحل هواري بومدين.ويتعلق الأمر بالدفعة الرابعة عشر من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة الثانية والخمسين من التكوين الأساسي والدفعة الخامسة لضباط دورة الماستر بعد فترة تكوين دامت ثلاث سنوات. وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى المدخل الرئيسي للأكاديمية، الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، مرفوقا باللواء عمار عثامنية، قائد القوات البرية واللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء سالمي باشا، قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، حيث أدت له تشكيلة عسكرية التحية الشرفية. وتوجه الفريق، السعيد شنقريحة، في كلمة خلال مراسم التخرج، بالشكر إلى رئيس الجمهورية على تفضله بالإشراف على مراسم حفل تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لشرشال، باعتبارها "العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي والتي تمد قواتنا المسلحة بمورد بشري مؤهل من ضباط أكفاء متشبعين بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة". وأشاد الفريق ب"العناية الفائقة والاهتمام المتواصل الذي تحظى به الأكاديمية على غرار مختلف المدارس التكوينية الأخرى للجيش الوطني الشعبي، من خلال توفير كل الظروف وكافة الإمكانيات البشرية والوسائل المادية بل وحتى المعنوية والتحفيزية، التي تسمح بالارتقاء أكثر فأكثر بالجيش الوطني الشعبي وتحقيق الأهداف المرجوة في إطار تجسيد استراتيجية العصرنة والاحترافية لجيشنا". وتطرّق قائد الأكاديمية، اللواء سالمي باشا في كلمة ألقاها، إلى "الدور الريادي الذي تؤديه الأكاديمية من أجل تخريج نخبة من إطارات الجيش الوطني الشعبي وتمكينهم من تحصيل تكوين عسكري وعلمي نوعي مصقول بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية في سبيل الوطن، من خلال برامج نوعية مسايرة للمتطلبات التكوينية الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي". الرئيس يقلّد الرتب ويوزع الشهادات وبعد أداء المتخرّجين للقسم، قام رئيس الجمهورية بتقليد الرتب وتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل، حيث سلم الشهادة للمتفوق الأول من ضباط دورة الماستر وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، ليفسح المجال، بعد ذلك لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الباقين. كما سلم للمتفوق الأول من التكوين العسكري المشترك القاعدي شهادة النجاح. وتواصلت مراسم التخرج بتسليم واستلام راية الاكاديمية للدفعة القادمة، قبل أن يوافق رئيس الجمهورية على طلب المتفوق الأول من الدفعة الثانية والخمسين من التكوين، بتسمية الدفعة باسم المرحوم المجاهد الراحل، الفريق محمد العماري، أحد رجالات الجزائر الذين فارقوا الحياة بعد مسار ثري من العطاء في صفوف الجيش الوطني الشعبي. استعراضات عسكرية ورياضية مميّزة وعقب المراسم، فسح المجال، بساحة الأكاديمية، أمام استعراضات عسكرية مختلفة، تضمنت عروضا رياضية في القتال المتلاحم، على غرار الكاراتي والكونغ فو والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدونه، إلى جانب تنفيذ تمرين قتالي بياني حول القضاء على مجموعة إجرامية، قبل أن تختتم بتشكيل لوحة فنية بيانية تعكس الألوان الوطنية. كما قدمت القوات الجوية استعراضات جوية لتشكيلات من الطائرات المقاتلة وتمرين لتزويدها بالوقود جوا، قبل أن ينفد، في حين قدّم أفراد من الفوج 104 للمناورات العملياتية، من جهتهم، تمرينا قتاليا يحمل عنوان "الفصيلة في حصار واقتحام مبنى يأوي إرهابيين". وتابع رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني على شاشة عملاقة بثا مباشرا لتمرين استعراضي نفذته القوات البحرية في عرض البحر ، تمحور حول " التدخل لاعتراض سفينة مشبوهة مع تحرير رهائن كانوا على متنها". واختتم حفل التخرج التقليدي على وقع الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري، تتقدمه مجموعة العلم متبوعة بتشكيلات الطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي والتكوين العسكري القاعدي المشترك، فضلا عن استعراض في القفز المظلي نفذه أفراد الفريق الوطني للقفز بالمظلات، حيث عبر لهم الرئيس تبون بهذه المناسبة عن "فخره واعتزازه بأدائهم اللافت" متمنيا لهم النجاح. وقبل ذلك، تابع الرئيس تبون، بالمعرض العلمي للأكاديمية جانبا من الأعمال العلمية المنجزة من طرف المتخرجين من طلبة ضباط الماستر والليسانس وإطارات وأساتذة الأكاديمية، قبل أن يتلقى تذكارا رمزيا من قبل الأكاديمية العسكرية يتمثل في صورة له خلال تأديته للخدمة الوطنية بالأكاديمية، ليختتم حفل التخرج، بتكريم خاص حظيت به عائلة المجاهد المرحوم، الفريق محمد العماري وتدوين كلمة بالسجل الذهبي للأكاديمية العسكرية لشرشال. وقفة ترحّم على الرئيس الراحل هواري بومدين كما وقف رئيس الجمهورية بالمدخل الرئيسي للأكاديمية عند النصب التذكاري المخلد، للرئيس الراحل هواري بومدين الذي يحمل اسمه، وقفة ترحم على روحه الطاهرة بقراءة فاتحة الكتاب قبل أن يضع إكليلا من الزهور، لينتقل بعدها الى القاعة الشرفية، حيث استمع إلى عرض مفصل حول الأكاديمية ومسار التكوين بها والدفعات المتخرجة. وانطلقت بعدها، مراسم حفل التخرج للسنة الدراسية 2020 2021 بتفتيش مربعات الضباط المتخرجين بساحة العلم وتسمية الدفعات المتخرجة وتقديم تمارين عملياتية وعروض قتالية ورياضية للطلبة. وحضر حفل تخرج الدفعات العسكرية، رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الدستوري والوزير الأول وزير المالية على التوالى، صالح قوجيل وكمال فنيش وأيمن بن عبد الرحمان وعدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب قائد الحرس الجمهوري الفريق الأول، بن علي بن علي وعدد من الإطارات السامية بالجيش الشعبي الوطني وممثلي الاسلاك الدبلوماسية العاملة بالجزائر. الفريق محمد العماري مسار زاخر يذكر أن مسيرة الفريق الراحل محمد العماري الذي تشرفت الدفعات المتخرجة بحمل اسمه والذي وافته المنية شهر فيفري سنة 2012 عن عمر ناهز 73 سنة، ثرية بالشهادات والأوسمة وتقلد عدة مناصب سامية في صفوف الجيش الوطني الشعبي، آخرها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. ولد المرحوم يوم 7 جوان 1939 بالجزائر العاصمة والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1960، حيث واصل مساره في صفوف الجيش الشعبي الوطني بعد الاستقلال، تقلد خلاله، عدة مناصب مسؤولية، بداية بقائد المدرسة التقنية للعتاد من سنة 1968 إلى 1970 وقائدا للواء مشاة ميكانيكية (1979/1980) قبل توليه منصب رئيس العمليات بأركان الجيش الوطني الشعبي ورئيس دائرة الاستعمال والتحضير بين سنتي 1986 و1988. وتقلد المرحوم الفريق العماري منصب قائد الناحية العسكرية الخامسة شهر ديسمبر، 1988 قبل أن يرتقي شهر أوت 1990 لتولي منصب قائد للقوات البرية إلى غاية أفريل من عام 1992 لما عين مستشارا لدى وزير الدفاع الوطني، ثم رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي بين شهري، جويلية 1993 وأوت 2004، قبل أن يستفيد من حقه في التقاعد. وللراحل مسار مهني ثري في خدمة الوطن، تقلد خلاله أوسمة وشهادات تقدير، إذ حاز على وسام الاستحقاق ووسام جيش التحرير الوطني ووسام الاستحقاق الوطني من مصف "جدير" ووسام الشرف ووسام الجيش الوطني الشعبي شارة ثانية.