أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن قرار الرئيس، جو بايدن بسحب قوات بلاده من أفغانستان يعني "إلقاء عبء ثقيل على كاهل قوات الأمن الأفغانية" التي ستجد نفسها وحيدة في مواجهة مقاتلي حركة طالبان، بعد دعم أمريكي استمر على مدار عقدين كاملين. وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته، أمس، إن ثقة الرئيس بايدن في قدرة الجيش الأفغاني على مواجهة عودة حركة طالبان وجهة نظر محل خلاف داخل الإدارة الأمريكية وخاصة وان قرار، بايدن بخصوص الانسحاب "لا يتوقف على الاستعداد الأفغاني". واستشهدت الصحيفة في ذلك بتصريحاته الأخيرة التي خاطب فيها الداعين لتمديد العملية العسكرية في أفغانستان بطرح تساؤل حول آلاف الأمريكيين الذين يتعين مواصلة المغامرة بهم ؟ وقال لن أرسل جيلا آخر من الجنود الأمريكيين للقتال في أفغانستان.. ليس هناك توقع منطقي بتحقيق نتيجة مختلفة". وأثارت "واشنطن بوست" مسألة قدرة الحكومة الأفغانية على مواجهة التهديدات على خلفية المكاسب الأخيرة التي حققتها طالبان والتي تصاعدت منذ بدء الانسحاب الأمريكي إلى جانب شبح الحرب الأهلية التي اعتبرت انها لا "تزال تلوح في الأفق". ويرى الرئيس الأمريكي، الذي أعلن الخميس الماضي، انسحاب قوات بلاده من أفغانستان بحلول نهاية أوت القادم، أن الجيش الأفغاني لديه القدرة على التصدي لحركة طالبان، مشيرا إلى أنه يمتلك "300 ألف جندي مجهزين جيدا وقوة جوية ضد ما يقارب 75 ألف مسلح من طالبان". للإشارة فإن قرار الإدارة الأمريكية بالانسحاب من أفغانستان نهاية شهر أوت القادم في وقت تشهد فيه هذه الأخيرة تقدما لمسلحي طالبان التي تقول إنها تسيطر على قرابة 85% من الأراضي الأفغانية، أثار الكثير من التساؤلات حول قدرة القوات الأفغانية في مواجهة الحركة المسلحة واحتواء دوامة العنف التي لا تزال تعصف بهذا البلد. وتدعو واشنطن إلى اتفاق سياسي بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان اللتين سبقا وباشر مفاوضات بوساطة أمريكية لكنها بلغت طريقا مسدودا وسط تبادل الجانبان الاتهامات بعدم جدية الطرف الآخر في التوصل إلى اتفاق يعيد الامن والاستقرار الى افغانستان. ففي الوقت الذي تقول فيه حركة طالبان أنها تسعى للبحث عن اتفاق متفاوض عليه، اتهم الرئيس الأفغاني غاني هذه الأخيرة بأنها لا تريد الدخول في مفاوضات حقيقية وجادة وحملها مسؤولية أعمال العنف التي لا تزال تعصف بالبلاد والتي تسفر يوميا عن سقوط مئات الضحايا من أبناء الشعب الأفغاني.