❊ تحقيق المناعة الجماعية بعد تلقيح نصف السكان أكد البروفيسور، عمر محساس، المختص في الأمراض التنفسية أن المصابين بالمتحور "دلتا" لفيروس "كوفيد 19" لا يحتاجون لكميات كبيرة من الأكسجين، مرجعا أزمة نقص هذه المادة إلى الأعداد الكبيرة للمصابين. واستبعد العضو السابق، في لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الوطني في تصريح ل"المساء"، بلوغ مرحلة "المناعة الجماعية" قبل حلول شهر سبتمبر، شريطة تسريع وتيرة التلقيح وفرض بروتوكول صحي صارم خاصة في الأماكن المغلقة والمراكز التجارية. وأوضح أن الكميات التي يتطلبها المصابون من مادة الأكسجين تختلف من مريض إلى آخر، شأنها شأن النسخات الأولى لانتشار للفيروس خلال الموجتين الأولى والثانية للجائحة. وأكد في السياق، أن مرافقي المرضى يقومون في بعض الأحيان بزيادة معدلات التزود بالأكسجين من تلقاء أنفسهم دون مراعاة الحاجة إلى ذلك، وهو ما جعله يؤكد على أهمية ترشيد استعمال هذه المادة الحيوية واستعمالها في حدود ما تقتضيه الحاجة الطبية. وكشف في سياق ذلك عن وجود فوضى كبيرة قائمة أحيانا عن جهل طبي، حيث يتم تزويد بعض المصابين الموجودين خارج المستشفيات بالأكسجين طيلة اليوم، حتى وإن كانت حالاتهم لا تستدعي ذلك أو ربما تتطلب ساعة إمداد فقط على أكثر تقدير، الأمر الذي يحرم المتأزمة وضعيتهم الصحية من هذه المادة الحيوية لحظة يكونون في أمس الحاجة إليها. وأشار في ذلك إلى أن بعض حالات الإصابة التي تكون فيها نسبة التنفس في حدود 90 بالمئة لا تستدعي أي تدخل طبي، مشددا على أهمية الفصل بين علاج الأعراض الخاصة ب"كوفيد 19" وأزمة التنفس التي تحدث لبعض الحالات فقط كون 80 بالمئة من الإصابات لا تستدعي اللجوء إلى استعمال الأكسجين بدليل أن 70 مريضا يوميا ليسوا في حاجة لهذه المادة. وفي ظل المنحنى التصاعدي لعدد الإصابات المسجلة منذ عيد الأضحى والتي تجاوزت سقف 1500 حالة، توقع البروفيسور محساس، أن لا يكون هناك تراجع محسوس في عدد الإصابات إلا بتسجيل تراجع يصل إلى ما بين 300 و400 حالة على المستوى الوطني للخروج من دائرة الخطر. وربط مثل هذه النتيجة بتطبيق صارم لإجراءات الحجر الصحي، واعتماد بروتوكول صحي خاص بالمراكز التجارية التي وصفها ب" بؤر حقيقية لانتشار الوباء". واستبعد البروفيسور محساس، بلوغ مرحلة "المناعة الجماعية" بعد تلقيح اكثر من 3,5 مليون مواطن، وقال إن ذلك لن يتحقق ما لم يتم تطعيم ما لا يقل عن 50 بالمئة من الساكنة، وأن ذلك لن يتحقق قبل شهر سبتمبر، شريطة أن يرافق العملية تراجع في الإصابات وفرض حجر كلي أو جزئي، حسب كل بؤرة وبائية. وثمّن في مقام آخر اقتناء الدولة الجزائرية لشحنة من الاكسجين الطبي ومولداته لسد الاحتياجات المعبر عنها في المستشفيات، متوقعا تراجع عدد الوفيات غير أنه اعتبر أن استيراد المولدات هي الاستثمار الحقيقي لأنها دائمة وسريعة، مقارنة بالأكسجين السائل الذي يتطلب وصوله للمستشفيات بعد شحنه من الميناء فترة طويلة مما يتسبب في خسائر في الأرواح. وحيا البروفيسور محساس، الروح التضامنية والهبة الشعبية للمواطنين لتوفير مادة الأكسجين وتوزيعها على المرضى، ولكنه أدان ما يقوم بها "تجار الأزمات" الذين طالب السلطات بتطبيق اقصى العقوبات عليهم، بإشراك الجميع في عمليات التبليغ لردعهم وتعرية تصرفاتهم اللاأخلاقية. وأوصى في الأخير، بأهمية دراسة دقيقة للحالة الوبائية للجزائر، على ضوء الارقام التي قدمتها اللجنة العلمية لمتابعة وباء كورونا والتي تشير الى وجود ازيد من 160 ألف مصاب منذ بداية الجائحة بداية العام الماضي، وهذا حتى تكون هناك تجربة في التعامل مع أزمات مماثلة محتملة مستقبلا، إسوة بما تقوم به جمهورية الصين الشعبية.