أكد البروفيسور بن عيسى طوايبية المختص في الأمراض الوراثية بالمستشفى الجامعي فرانز فانون في البليدة وعضو اللجنة العلمية لرصد وباء كورونا، أن أبرز التحديات التي تواجه المنظومة الصحية بالجزائر، الآن ليس فقط استكمال والتفوق الواقع اليوم كما وكيفا في عملية التلقيح الجارية على قدم وساق ضد فيروس كورونا المستجد وانخفاض معدل الإماتة والإصابات، لكن الأهم يكمن في نقطتين أساسيتين، أن ينعكس معدل التلقيح على هرم العدوى، ويؤثر إيجابيا على الحد على الأقل في مرحلة أولى من معدلات الإماتة والحالات الخطرة الواردة على المستشفيات. وذكر المتحدث، أن هذا الأمر "أظن أننا نجحنا فيه منذ انطلاقة الحملة الوطنية للتلقيح ضد وباء كوفيد-19 قبل شهر"، كما "إستطعنا التعرف على جميع البؤر الوبائية التي يمكنها أن تتشكل من الطفرات المتحورة للفيروس ومحاصرتها، خاصة الطفرتين النيجيرية والبريطانية اللتين تعتبران أكثر تفشيا وسرعة في الانتشار وقدرة على الوصول إلى الفئات الهشة والمصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن. وتابع بأن "الهم الذي يشكله مجرد التفكير لدى الأطر الطبية عبر تراب الجمهورية، في تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا، يجعل الجميع يصاب بحالة الإكتئاب، وذلك نظرا للعياء الجسدي والنفسي الشديد نتيجة الانخراط الواسع في صفوف جميع مستخدمي الصحة، سواء في المرحلة الأولى لمواجهة الوباء أو في التكفل العلاجي بالمصابين الذي سجل الجزائر خلاله أقل معدلات الإماتة (1.97 بالمائة) بين دول العالم وأكثرها تسجيلا لحالات الشفاء بنسبة ناهزت 98 بالمائة"، إذ تراجعت البلاد إلى الخانة 84 في ترتيب الدول التي تسجل حالات كورونا. وأردف المتحدث، بأن هذا الأمر يعكس المجهود البطولي للأطر الطبية طيلة السنة الفائتة، ويبرز كذلك تعرضهم للاستنزاف والاحتراق المهني، زيادة على غياب العطل وتقارب نوبات العمل التي كانت فيها فترات الراحة لا تتعدى 8 ساعات، والإصابات الكثيرة في صفوف العديد من العاملين بالقطاع التي فاقت 2500 إصابة. وأوضح البروفيسور طوايبية، أن هذه الأطر الطبية بكل فئاتها إستمرت في المشاركة والانخراط المباشر في الحملة الوطنية للتلقيح، التي من المتوقع أن تستمر إلى نهاية شهر جوان. واعتبر عضو اللجنة العلمية لرصد وباء كورونا، أن الحل اليوم يظل أولا حبيس الإجراءات الإحترازية والوقائية التي تباشرها الدولة، التي نجحت في ظرف قياسي من محاصرة الطفرات البريطانية الوافدة على الجزائر واستباق تشكل بؤرها، وذلك بمضاعفة إجراءات تقييد السفر، التي كانت ناجحة في السابق في تطويق الفيروس. وتحدث طوايبية، عن أهمية استمرار الجميع في احترام تدابير التباعد الإجتماعي و إرتداء الكمامة والإبتعاد عن التجمعات والفضاءات المزدحمة، بدليل أن الجائحة لم تنته بعد وأن جميع المخاطر ما زالت قائمة. وانتهى البروفيسور إلى القول، إن ما يتوجب على الجزائريين اليوم، ضرورة الانخراط الجماعي في الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس التاجي، لتحقيق 80 بالمائة من عملية التلقيح التي تضمن مناعة جماعية من شأنها أن تحد من انتشار هذا الفيروس وبالتالي بلوغ عملية التلقيح أهدافها.