أكد رئيس عمادة الأطباء وعضو اللجنة العلمية لمتابعة تفشي وباء كورونا البروفيسور بقاط بركاني، أن دور اللجنة العلمية يتمثل في متابعة الوضع الوبائي بالاستعانة بالمعطيات والدراسات العلمية التي لها وزن عبر العالم، للوصول إلى توصيات وتكييفها مع الواقع الميداني، بعيدا عن القرارات الاجتماعية والسياسية. أوضح البروفيسور بقاط، لدى نزوله ضيفا على «الشعب»، أن اللجنة العلمية المكونة من أطباء وأخصائيين، هي المخولة بإعطاء القرارات العلمية بعيدا عن القرارات الاجتماعية والسياسية التي ترجع للسلطات العليا في البلاد. مبرزا في ذات السياق، دور اللجنة في إعطاء القرار العلمي الخاص بالبروتوكول العلاجي «الهيدروكلوروكين «المتفق عليه من جميع الأطباء، بالنظر إلى النتائج المذهلة التي حققها في ظرف قصير. أشار الدكتور في تصريحه، إلى السياسة الراشدة في تسيير أزمة فيروس كورونا، والقرارات الصائبة التي اتخذتها السلطات الخاصة بالرجوع تدريجيا إلى الحياة الطبيعية وفتح الكثير من المرافق، مع احترام قواعد البروتوكول الصحي والالتزام بتدابير الوقاية، منها ارتداء القناع الواقي الذي أصبح إلزاميا للمحافظة على صحة وسلامة المواطنين للحد من تفشي الفيروس، موضحا أن ثقافة الوعي ترسخت لدى المواطن بعد 11 شهرا من الأزمة الصحية. قال عضو اللجنة العلمية، إن الوضعية الوبائية في الجزائر تشهد تحسنا واستقرارا لأسابيع متتالية، حيث هناك انخفاض في عدد الحالات يوميا، مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذه النتائج التي كانت بفضل تضافر جهود السلطات والمسؤولين عن مكافحة كوفيد-19 والتي أعطت ثمارها. وأفاد المتحدث، أن بلادنا اكتسبت الخبرة في ميدان الأمراض الوبائية ولها الحرية في اختيار القرارات المناسبة للتعايش مع الفيروس الذي يستوجب الالتزام بقواعد الوقاية، ووضع حواجز في التعامل مع بعضنا البعض للحد من انتشاره والحفاظ على النتيجة المذهلة التي حققناها إلى غاية وصول اللقاح الذي يستدعي الدخول في مرحلة ثانية من العلاج. وأبرز بركاني أهمية التعجيل بإعداد مخطط تلقيح وطني ضد فيروس كورونا، يعتمد أساسا على مراكز خاصة بحملة التلقيح، بعيدا عن فوضى العيادات متعددة الخدمات، مشيرا بخصوص لقاح «سبوتنيك» الذي وصل عليه الطلب إلى مليار و200 جرعة، أنه الأفضل لبلادنا من حيث المعطيات الصحية والإمكانات. وأضاف، أن القضاء على الفيروس يتطلب توفر مناعة 60٪ من السكان ضده،وهذا لا يكون إلا من خلال التلقيح ومرافقته بحملات توعية وتحسيس المواطنين وإقناعهم بأهمية الخضوع للتلقيح وتوضيح الرؤية بالنسبة للآخرين الذين يشككون في فعاليته، خاصة في الوقت الراهن الذي كثرت فيه الإشاعات والأخبار المغلوطة التي يجب التصدي لها بالاعتماد على براهين علمية. وشدد بقاط على ضرورة التقيد بالتدابير الوقائية والاحترازية حتى مع تراجع عدد الإصابات، لأننا أمام فيروس سريع ومتغير يتطلب الحيطة والحذر، في انتظار اقتناء اللقاح الذي لا يعني وقف العدوى، إنما التقليل من عدد المصابين من خلال الرفع من مناعة السكان. وكذا الحد من الوفيات مع تغير الهدف مستقبلا، حسب الأشخاص الخاضعين للقاح، في انتظار الوصول إلى مراقبة الوضعية الوبائية بعد عملية التلقيح الوطنية.