شارك، نهاية الأسبوع الفارط، عدد من الرياضيين والجمعيات الناشطة في المجتمع المدني بقسنطينة، في الحملة الوطنية للتلقيح التي انطلقت السبت الفارط، والتي أطلقتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، كأكبر حملة وطنية، تزامنا مع الدخول الاجتماعي، تحت شعار "بالتلقيح تعود الحياة"، حيث تقرر تمديدها لأسبوع آخر، لتمكين أكبر عدد ممكن من المواطنين من التطعيم ضد الوباء. جاءت عملية إشراك الرياضيين بعد قرار مديرية الصحة بالولاية في إقحام في هذا المسعى، من أجل إعطاء دفع قوي للحملة قصد توعية المواطنين بضرورة أخذ اللقاح، واستمالة أكبر عدد منهم، حيث أعطت المبادرة نتائج إيجابية في يومها الأول، وهو ما وقفت عليه "المساء" بقاعة "برشاش بلقاسم" بحي فيلالي، أين قام المشاركون من رياضيين وجمعيات مجتمع مدني، بتلقي الجرعة الأولى من اللقلح، وتقديم شروحات للمواطنين وإعطائهم نظرة إيجابية حول هذا الحدث في محيط المؤسسة، مما ساهم في إقبال معتبر للمترددين من قاطني الحي والمناطق المجاورة. من جهتهم، أكد عدد من الأطباء والمختصيين ممن التقت بهم "المساء" بالقاعة متعددة الرياضيات بالرشاش، والتي اختيرت لانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، نظرا لقربها من وسط المدينة وتوفرها على كل وسائل النقل، أن الوضعية الوبائية بالولاية لازالت غير مستقرة ومقلقة، خاصة أن الولاية لازالت وحسب إحصائيات اللجنة الوطنية لمتابعة الوباء، تحتل المراتب الثلاث الأولى في عدد الإصابات منذ أزيد من 10 أيام، الأمر الذي جعلهم ينصحون المواطنين بضرورة التوجه نحو التلقيح، كون غالبية الحالات المعقدة، والتي يتم استقبالها يوميا بالمستشفيات ومصالح "كوفيد 19"، لم تتلق اللقاح الذي يعد الحل الوحيد المتوفر عبر كل دول العالم. أما مدير الصحة بالولاية، عبد الحميد بوشلوش، فأرجع نسبة انخفاض الملقحين إلى إصابة الكثير منهم ب"كوفيد 19"، مما تعذر عليهم التلقيح، حيث قال إن المصالح المعنية تسجل ما بين 50 إلى 56 حالة إصابة يومية بالفيروس، ولا يمكن للمصابين تلقي اللقاح إلا بعد ثلاثة أشهر من الإصابة، مضيفا في السياق، أنه تم تمديد فترة الحملة الوطنية للتلقيح إلى أسبوع آخر، قصد الوصول إلى الهدف المنشود، وهو زيادة عدد الملقحين إلى أكثر من 50٪، مؤكدا أن مديرية الصحة سجلت تلقيح ما بين 4500 إلى 4700 مواطن يوميا كمعدل يومي. أضاف المسؤول الأول عن قطاع الصحة بالولاية، أنه تم تجنيد كافة الوسائل المادية والبشرية لإنجاح العملية، خاصة على مستوى مناطق الظل، حيث تم تخصيص حافلتين لكل منطقة ظل، و36 فريقا متخصصا، إذ تضم كل حافلة طاقما طبيا وشبه طبي وإداريين، تنقلوا إلى منازل المواطنين، فضلا عن قيام مديريته بالتنسيق ومديرية التجارة، والاتحاد الوطني للتجار الحرفيين، بتخصيص الفضاءات التجارية الكبرى، وكذا المراكز والأسواق التي تعرف إقبالا من المواطنين من أجل التلقيح، مضيفا في السياق، أنه حتى على مستوى الجامعات، توجد فرق التلقيح على مستوى الجامعة "3"، والفريق الطبي وشبه الطبي للجامعة هم الذين يقومون بالتلقيح، كما تم نهاية الأسبوع المنصرم، تثبيت فريق آخر للتلقيح بالمدرسة العليا للأساتذة. من جهته، ذكر المكلف بالإعلام بمديرية الصحة، عيدون أمير، أن العدد الإجمالي للمصابين منذ بداية الوباء، والذين شخصت حالاتهم باستعمال تقنية "بي سي أر" إلى غاية أول أمس، وصل إلى 9481 حالة، في حين سجل استشفاء 8482 شخص، كما أن عدد الحالات المتكفل بها والمشتبه في إصابتها، وصل إلى 15161. أما عدد الوفيات فقد وصل إلى 665 حالة، مشيرا إلى أن معدل الإصابات اليومي يبلغ من 50 إلى 60 حالة، مضيفا أن مديرية الصحة تراهن على تلقيح ما يزيد عن 60 بالمئة من الفئة المستهدفة، والتي يصل عددها إلى 800 ألف شخص خلال الفترة المقبلة. علما أن نسبة الملقحين من هذه الفئة لم تتجاوز 20 بالمئة، بعدد إجمالي يتجاوز 157 ألف شخص، كما ذكر المكلف بالإعلام أنه تم تطعيم 4228 مواطن خلال اليوم الأول من الأسبوع الوطني للتلقيح، مشيرا إلى أن عدد الراغبين في أخذ اللقاح، سيسجل ارتفاعا في هذه الأيام، مقارنة باليوم الأول الذي صادف فترة عطلة نهاية الأسبوع. الجدير بالذكر، أن الحملة الوطنية للتلقيح، التي خصص لها بقسنطينة 123 مركز تلقيح، موزعة عبر 12 بلدية، أغلبها كان بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، التي تعرف كثافة سكانية كبيرة، بتخصيص 33 مركزا، زيادة على 25 عيادة متعددة الخدمات، 20 وحدة للكشف والمتابعة تابعة للمؤسسات التربوية بالولاية، وأزيد من 50 مركزا آخر، على غرار القاعات متعددة الرياضات، المساجد، الفنادق والإقامات الجامعية وغيرها، فضلا عن 9 قاعات علاج و8 صيدليات معتمدة، و64 فريقا طبيا يعمل بمراكز التلقيح الطبية الثابتة. أما الفرق الطبية التي تجوب مناطق الظل، فعددها 25 فريقا، وكانت الولاية قد استفادت من 59 ألف جرعة من اللقاحات، مقسمة إلى 40 ألفا و400 جرعة بالنسبة للقاح "سينوفاك"، و18 ألفا و500 جرعة من لقاح "أسترا زينيكا" الروسي.