ثمّنت القائمة بالأعمال بالنيابة لدى سفارة الإمارات العربية المتحدةبالجزائر موزة الحوسني، مشاركة الجزائر في معرض "دبي إكسبو 2020"، بجناح مستقل حول عنوان "القصبة"؛ حيث أشارت في حوار خصت به جريدة "المساء" في مقر سفارتها بالجزائر، إلى المكسب الذي ستحققه الدولتان من خلال هذا المعرض؛ باعتباره فرصة لإبراز العمق الحضاري والطموح المستقبلي الكبير في التعاون بين الطرفين في مختلف القطاعات، لا سيما السياحية الاقتصادية والاجتماعية. وحول كل ذلك حدثتنا القائمة بالأعمال بالنيابة الآنسة موزة الحوسني، في هذا الحوار. ❊ أولا، نبدأ بآخر الأخبار التي تُعد حديث الساعة، "دبي إكسبو 2020"، والذي تشارك فيه الجزائر لأول مرة ببناية مستقلة؛ هل يدل ذلك على شراكة مستقبلية أكثر قوة؟ ❊❊ بطبيعة الحال نعم؛ هو دليل عن طموح لتوطيد الشراكة بين الدولتين اللتين تجمعهما علاقات ممتازة؛ إذ تُعد مشاركة الجزائر في هذه التظاهرة إلى جانب أكثر من 192 دولة والتي تستمر إلى غاية نهاية شهر مارس 2022، مكسبا لكلتا الدولتين الجزائروالإمارات على سواء؛ إذ سيسنح المعرض الذي صُممت بنايته على طراز مدينة القصبة العتيقة، عرض العمق الحضاري والتاريخي للجزائر، والترويج لتلك الوجهة للشعب الإماراتي. وتضم أجنحة البناية معرض صور مختلف ولايات الجزائر، لتكون "رحلة" لزائر البناية، واكتشاف الجزائر بثقافتها وتقاليدها وطبيعتها، ليبرز بعدها تطلعاتها وابتكاراتها وموقعها على الساحة الدولية، ودورها الرائد في إفريقيا. الإمارات استثمرت في الجزائر 10 مليارات دولار في العقد الماضي ❊ ما طبيعة العلاقات بين الجزائروالإمارات؟ وما حجم الاستثمارات بين الدولتين؟ وهل هناك نية لتطويرها مستقبلا؟ ❊❊ تتمتع الجزائروالإمارات بعلاقات مميزة وليست جديدة، لها روابط ثقافية وتاريخية، ترجع إلى ما قبل قيام دولة الإمارات. وتُعتبر الإمارات في الوقت الحالي، المستثمر الأول في الجزائر. ونطمح من خلال الفترة القادمة لأن يرتفع حجم الاستثمارات الإماراتية في الجزائر. ونحن دائما نثمّن التعاون الجزائري. ففي الوقت الحالي هناك تعاون كبير على الصعيد الاقتصادي، والسياسي، والثقافي والسياحي، ونتطلع، في المستقبل، إلى تطوير مستوى العلاقات على كافة الأصعدة. كما أكد هنا أن الإمارات لم تنس ولن تنسى فضل الجزائر عند قيام دولة الإمارات؛ فالمهندسون النفطيون المعنيون بالبترول، ساهموا في إنشاء القطاع البترولي في دولة الإمارات. ويرجع لهم الفضل في كل الإنجازات ذات الصلة، ونتطلع لأن تكون هناك بصمات جزائرية أخرى متميزة في دولة الإمارات. وعن حجم الاستثمارات الإماراتية في الجزائر، قُدر خلال عشر سنوات الماضية، بأكثر من 10 مليارات دولار. ونتطلع إلى أن ننمي هذا الجانب؛ حيث لدينا تبادل تجاري كبير مع الجزائر غير المجال النفطي، الذي بلغ خلال 2019 أكثر من 200 مليون دولار. وتعزيز تلك العلاقة ضروري؛ باعتبار أن الجزائر لها ثقل كبير في المنطقة. الجالية الجزائرية في الإمارات كلها قيمة مضافة ❊ قبل أيام قمتم بتنظيم جلسة افتراضية حول الشراكة في المجال السياحي بين الدولتين؛ ما كان فحوى اللقاء؟ ❊❊ هناك حقائق ومعلومات بينية تؤكد أهمية الجزائر عند دولة الإمارات، وأن هناك فرصا معيّنة في الجانب السياحي. كما إن معرض "دبي إكسبو 2020" سيكون فرصة للتعريف بوجهة الجزائر للشعب الإماراتي، والتي تزخر بمناطق خلابة، وتقديمها. وعرض مختلف مناطقها يُعد مكسبا للإمارات بالدرجة الاولى، في حين تعكس مشاركة الجزائر في هذا السرح العالمي، مستوى العلاقات بين الدولتين. ونحن سعيدين بهذه المشاركة؛ فهناك العديد من مذكرات التفاهم الموقعة بين الجزائروالإمارات. ونطمح خلال الفترة القادمة لأن يتم تجسيدها، بما فيها تلك المتعلقة بتنفيذ برامج مشتركة في السياحة. وقد تم في الجلسة التي نظمت قبل أيام، إبداء الرغبة من الطرفين في تعزيز العلاقات السياحية، وأكدنا خلالها استعداد الإمارات للتعاون؛ بتشجيع التبادل السياحي؛ فبالرغم من تحديات اليوم، إلا أن الدولتين لهما خاصيات تعمل على الجذب السياحي لا بد من استغلالها. كما إن هناك تعاونات مرتبطة أيضا بالسياحة البيئية وكذا التعاون الصحراوي، على شكل مذكرات تفاهم، ومشاريع خاصة بالمحافظة على المحميات مع الجزائر، والتطلع إلى تنميتها. نطمح لرفع حجم المبادلات الاقتصادية بين البلدين ❊ ما مدى مساهمة الجالية الجزائرية في بناء الدولة الشقيقة؟ وما قيمتها المضافة؟ ❊❊ لدينا ما يقارب 14 ألف جزائري يقيمون في دولة الإمارات، كلهم إضافات كبيرة في النمو والتنمية داخل الدولة، فتبادل الخبرات بشتى أنواعها يُعد أولوية؛ فالجالية الجزائرية تقدم نموذجا رائعا عن الشعب الجزائري المتحضر. هناك تزايد في أعداد الجالية الجزائرية بشكل إيجابي، أغلبهم كفاءات في مجالات مختلفة؛ من مهندسين وإعلاميين ورجال أعمال. ونتمنى تعزيز هذا التعاون مع الجزائريين. نحن ندعم الشباب ونؤيد ترقية المرأة وتمكينها ❊ نتحدث قليلا عن تمكين الشباب؛ إذ يبدو أن دولتكم تولي اهتماما خاصا بهذه الفئة، وسبق أن قدمتم محاضرة افتراضية قبل فترة بالتنسيق مع جمعية "سدرة" الجزائرية حول هذا الموضوع. ❊❊ صحيح؛ منذ 2016 تعطي الإمارات أهمية كبيرة لموضوع ترقية الشباب؛ من خلال إنشائها مجلس الإمارات للشباب، وهو الموضوع الذي تهتم به أيضا الجزائر؛ ما دفع إلى تنظيم جلسة عمل للحديث عن سبل ترقية هذه الفئة. كما نؤيد في نفس الوقت ترقية المرأة وتمكينها؛ من خلال العمل والبحث عن سبل إدماجها في التنمية؛ باعتبارها شريكا أساسيا في المجتمع، وهي نصف المجتمع. وهنا أشير إلى فضل الجزائريات في تكوين الإماراتيات في المدارس خلال فترة قيام الاتحاد؛ حيث كانت هناك معلمات جزائريات ساهمن في القطاع التعليمي في الإمارات، واليوم تعمل الدولتان على تبادل الخبرات في هذا المجال، فخلال سنة 2019 شاركت الإمارات مع الاتحاد العام للنساء الجزائريات، في برنامج مشترك لتمكين المرأة الماكثة بالبيت وترقيتها، وذلك في أربع ولايات، هي: غرداية وسعيدة وسيدي بلعباس وبجاية؛ حيث تم تنظيم ورشات عمل وتكوين استفادت منها أكثر من 60 امرأة في تخصصات مختلفة.