فشل وفد مجلس الامن الدولي، خلال زيارته الى مالي في اقناع السلطات الانتقالية في هذا البلد المتوتر، في العدول عن موقفها بتأجيل موعد الانتخابات العامة الذي كان مقررا شهر فيفري من العام القادم لتسليم الحكم لسلطة مدنية. وتمسكت السلطات الانتقالية المالية بفكرتها بضرورة تنظيم أولا جلسات وطنية مسبقة قبل الذهاب إلى تنظيم انتخابات عامة التي تصر المجموعة الدولية وخاصة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس"، بإجرائها في موعدها المحدد ضمن خارطة الطريق المتفق عليها لاحتواء الأزمة في مالي. والتقى أعضاء الوفد الاممي، أول أمس، بالرئيس الانتقالي العقيد عاصيمي غويتا ووزيره الأول، شوعويل كوكالا مايغا. وقال سفير النيجر لدى الاممالمتحدة عبدو عباري، الذي كان ضمن الوفد الأممي، إن المسؤولين الماليين تحدثوا خلال اللقاء عن جلسات وطنية تسبق تنظيم الانتخابات، مشيرا إلى أن الجدول الزمني لهذه الجلسات يشير الى امكانية اختتام هذه الجلسات مع نهاية العام ليتم على أساساها تحديد جدول زمني لتنظيم الانتخابات يعرض على الماليين والمجموعة الدولية. وكان مجلس الأمن الدولي، الذي رمى بكل ثقله للضغط على سلطات باماكو، يريد افتكاك التزام من هذه الأخيرة باحترام مواعيد الانتخابات المحددة ضمن خارطة طريق احتواء الأزمة المالية، لضمان عودة سلطة مدنية في باماكو الذي شهد انقلابين عسكريين في ظرف تسعة اشهر فقط. وكان الوفد الاممي الذي يترأسه مناصفة سفيرا النيجر وباريس لدى الاممالمتحدة، ويضم في صفوفه سفير الولاياتالمتحدة وصل الى العاصمة باماكو السبت الاخير والتقى اولا بممثلين عن المجتمع المدني وبعض المجموعات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام الموقع مالي تمهل ممثل "ايكواس" مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد وأمهلت السلطات الانتقالية المالية، ممثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "ايكواس" حميدو بولي، 72 ساعة لمغادرة البلاد، واعتبرته "شخصية غير مرغوب فيها" بسبب "تصرفاته التي لا تتسق مع مهامه". وأكدت السلطات المالية، رغم قرارها بأنها ستواصل التواصل والحوار مع مجموعة "ايكواس" التي تعتبر مالي دولة عضوا فيها بهدف إنجاح المرحلة الانتقالية، وتعزيز جهودنا لتقوية الاندماج الإقليمي بروح من التضامن والتكامل والاحترام المتبادل والصادق". وجاء قرار باماكو بعد زيارة الرئيس الغاني، نانا أكوفو أدو، والرئيس الدوري للمجموعة الإقليمية، إلى مالي يوم 18 أكتوبر الجاري، حيث التقى بالرئيس الانتقالي المالي العقيد عاصمي غويتا، لبحث الانتقال السياسي في البلاد. وكشفت مصادر من مجموعة "ايوكواس" ان الرئيس الغاني ابلغ غويتا، بضرورة إجراء الانتخابات في المواعيد المقررة"، مشيرة إلى أن وفدا من المجموعة سيعود إلى باماكو قبل نهاية أكتوبر الجاري، "على أمل الحصول على تأكيدات". يشار إلى أن قادة التكتل الإقليمي كانوا قد دعوا في قمة استثنائية بالعاصمة الغانية أكرا، السلطات الانتقالية في مالي إلى إجراء الانتخابات في الموعد المحدد شهر فيفري 2022.