يحتاج بعث الحياة في قطاع الحرف والصناعة التقليدية، حسب رئيس فيدرالية الحرفين والصناعات التقليدية رضا يايسي، إلى دعم كبيرة، تجعله ينهض من جديد، ليكون قادرا على مواجهة العراقيل التي لم يعد صاحب "الصنعة" قادرا على تحمل أعبائها، خاصة ما تعلق منها: بغياب أسواق متخصصة في بيع المنتوج، وشح المادة الأولية وغلائها وغياب المعارض التي اختفت بسبب الجائحة. وحسبه، فإن أقل ما يقال عن الحرفي في يومه الوطني، المصادف للتاسع نوفمبر من كل سنة، أنه "لا يزال يعاني الأمرين، وأن أزمة "كورونا" دفعت بالكثيرين، إلى التخلي عن حرفهم وتغيير النشاط". أكد رئيس فيدرالية الحرفيين والصناعات التقليدية رضا يايسي، في معرض حديثه ل«المساء"، على أن الحرفي لا يحتاج إلى مساعدة مالية، إنما يحتاج فقط إلى مكان يمارس فيه نشاطه، لافتا إلى أن الجزائر استثمرت في السنوات الأخيرة في مجال السكن، بمختلف صيغه مردفا بقوله: "بالتالي ما الذي يمنع من تخصيص بعض المحلات الموجود في الأحياء السكنية للحرفيين، وتمكينهم من قرض مصغر دون فوائد، ليتمكنوا من دفع مستحقات المحل، على أن يلتزم الحرفي بموجب دفتر شروط بالحافظ على الحرفة وتعليم حرفيين على الأقل في السنة"، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يضمن الحفاظ على عمل الحرفي وحرفته، والدفع به لتعليم الشباب الراغبين في ولوج هذا العالم"، مشيرا إلى أن "سوق الشغل يراهن اليوم على المهارات الخاصة، وإنشاء المؤسسات المصغرة لولوج عالم الشغل ودعم الاقتصاد الوطني". في السياق، أوضح رئيس الفيدرالية بأن من بين المطالب التي كان ولا يزال يلح عليها، لإنعاش الصناعات التقليدية وجعلها تساهم في تنمية السياحة والترويج لها، "إنشاء محطات للصناعات التقليدية تبنى بطريقة تقليدية، تكون بمثابة الأفكار المبتكرة للترويج للصناعة التقليدية، وتتحول في نفس الوقت، إلى نقاط قارة لكل باحث على الحرف التقليدية في غياب سوق منظم"، لافتا إلى أن "من أكثر المشاكل التي يعاني منها الحرفي، إلى جانب غياب التسويق وقلة المادة الأولية منافسة المنتج الأجنبي للحرف التقليدية"، موضحا في هذا الجانب أن "المادة الأولية لصناعة الفخار، ممثلة في الطين الأبيض موجود في الجزائر، وبحاجة إلى من يوليها الاهتمام من خلال إنشاء مخابر تساهم في فتح سوق جديد لإنتاج الطين الأبيض، عوض استيرادها بأثمان باهظة"، معتبرا أن هذا يعد عينة من المقترحات الكثيرة الكفيلة، بإعادة الاعتبار للحرف والحرفي. «قبل الجائحة، كان الحرفي يتخبط في مشكل التسويق وقلة وغلاء المادة الأولية"، يقول يايسي، "وبعد الجائحة، اختار الكثيرون التخلي عنها، خاصة أرباب الأسر من الذين عجزوا عن تأمين قوتهم، فيما اختار آخرون ممارستها كنوع من الهواية لشغل وقت الفراغ، الأمر الذي عرض بعض الحرف إلى الزوال، خاصة ما تعلق منها بحرفة النحاس"، التي أصبحت، حسب تأكيد رضا يايسي، "محترفوها يعدون على الأصابع من المعلمين الحرفين". إنشاء أرضية للتسويق على الفضاء الأزرق من جهة أخرى، أوضح المتحدث، بأن من بين المساعي الجادة التي يعمل عليها اليوم؛ السعي إلى إنشاء أرضية تسويق افتراضية بالفضاء الأزرق، وهي حسبه، من الدروس التي استخلصها من الجائحة التي علمت البحث عن آليات أخرى، تحفظ الأنشطة في حال الغلق، وحسبه ،«فإن الأرضية التي يعمل عليها، تكون بمثابة همزة وصل بين المستهلك والفيدرالية والحرفي، هذا الأخير الذي يعرض منتجه على الفيدرالية التي تقوم بالترويج له عبر الأرضية، والبحث عن مستهلك لها يقدر قيمة الحرفة أيا كان نوعها، أي أن الفيدرالية تقوم بمهمة الوسيط وتحفظ حقوق الحرفيين، وتساهم في إنعاش السياحة عبر الترويج لها، من خلال الفضاء التسويقي الافتراضي". تحرص الفيدرالية الوطنية للحرفين، من خلال برنامجها المسطر، على إعادة إحياء الصناعة التقليدية وجعلها تساهم في تنمية السياحة، يقول رضا يايسي: "المطلوب من الجهات الوصية مرافقة الفيدرالية في المقترحات التي تقدمها، للحفاظ على ما تبقى من الحرفيين الذين يتراوح عددهم على مستوى العاصمة 18 ألفا، بين حرفي وصانع، في الوقت الذي كان يفترض أن يزيد العدد، غير أن كثرة المشاكل والعراقيل جعلتهم ينفرون من هذا القطاع التراثي".