شاركت الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية والسياحة برئاسة رضا يايسي، في الاحتفالات المخلدة لذكرى يوم التاجر الموافق ل 28 جانفي من كل سنة. هذه المحطة تُعتبر هامة بالنظر إلى الدور الفعال الذي لعبه التجار والحرفيون بمشاركتهم في إضراب الثمانية أيام، الذي نتج عنه إغلاق كل المحلات؛ تدعيما لقرارات مؤتمر الصومام، الرامية إلى تصعيد الكفاح العسكري والسياسي من خلال إشراك كل فئات المجتمع في النضال. في تصريحه ل "المساء" على هامش مشاركته في أشغال الدورة الرابعة للمجلس الوطني لاتحاد التجار لإحياء هذا الحدث التاريخي، أكد يايسي أن الفيدرالية المنضوية تحت لواء اتحاد التجار، وككل سنة، تخصّ هذا الحدث الهام ببرنامج خاص، يتمثل في تنظيم معرض يشارك فيه عدد من الحرفيين، الذين يعبّرون من خلال نشاطاتهم عن تمسّكهم بهذا الموروث الذي يُعد امتدادا لصنّاع الثورة من الحرفيين الذين كان لهم دور بارز في محاربة المستعمر وتلبية نداء الواجب. يمتد المعرض الذي انطلاق مؤخرا بساحة البريد المركزي بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى، حسب رئيس الفيدرالية، على مدار 15 يوما، ويضم 26 حرفيا من 14 ولاية، والهدف منه إحياء يوم التاجر من جهة، وعرض مختلف الحرف التي تزخر بها الجزائر من جهة أخرى، فضلا عن تشجيع السياحة من خلال إنعاش الحركة السياحية بالعاصمة التي تُعد الوجهة التي تستقطب عددا معتبرا من الزوار المحليين والأجانب على مدار السنة، ناهيك عن إعطاء الحرفيين فرصة لتسويق حرفهم من خلال الاحتكاك المباشر بالمواطنين. وردا على سؤالنا حول أهم المكاسب التي تحققت لفائدة الحرفيين، أفاد يايسي بأن الفيدرالية فرغت مؤخرا من إعداد برنامجها الذي ينتظر أن تقدمه لوزير السياحة السيد حسن مرموري، والذي يتضمن جملة من المطالب والانشغالات التي لاتزال تؤرق الحرفيين، وتحول دون إمكانية مساهمتهم مساهمة فعالة في ترقية السياحة، من خلال التمسك بالحرف التقليدية؛ يقول: "ينتظر أن ترفع جملة المطالب مطلع أفريل المقبل" لمناقشتها، مشيرا إلى أن أهم ما سيجري التركيز عليه ومناقشته المطالبة بفتح أسواق دائمة للصناعات التقليدية بالولايات الكبرى، على غرار العاصمة ووهران وقسنطينة، وإعادة النظر في طريقة منح بطاقة الحرفي، التي من شأنها تطهير الحرفة من الدخلاء، فضلا عن المطالبة بإصدار قرار وزاري يرسّم مهنة حرفي معلم، بعد أن تم إدراجها على مستوى مراكز التكوين المهني، مردفا أن العاصمة فقط تحصي 17 ألف حرفي، وهو رقم كبير يحتاج إلى اهتمام ودعم. من جملة الانشغالات التي ارتأى رئيس الفيدرالية التأكيد عليها بالبرنامج المعد للوزير، إعادة النظر في كل ما يتعلق بالحرف التقليدية التي تمس ثلاثة مجالات هامة، وهي دعم الحرف التقليدية وحرفيّ العمارات والمؤسسات المصغرة بالنظر إلى الدور الذي تلعبه في امتصاص اليد العاملة والتشجيع على استهلاك المنتوج المحلي. ❊رشيدة بلال