يتساءل سكان بعض بلديات العاصمة، عن مصير بقايا الردوم، التي لاتزال تشوّه منظر العديد من الأحياء، على غرار الرايس حميدو، وبولوغين، وبلوزداد، وحسين داي. كما يشتكي البعض الآخر من استمرار عيشهم في مساكن مهددة بالانهيار في قلب العاصمة، حيث تبقى حياتهم مهددة بالموت تحت الأنقاض، في انتظار ترحيلهم إلى سكنات لائقة. لاحظت "المساء" خلال الزيارة الميدانية التي قادتها إلى بعض البلديات المذكورة سالفا، بقايا الردوم التي شوهت المنظر العام للأحياء والشوارع الرئيسة؛ حيث لم تحترم البلديات التعليمة التي تنص على التخلص منها بعد عمليات الترحيل التي عرفتها العاصمة في ما يخص القضاء على البنايات الهشة، والأسطح، والعمارات المهددة بالانهيار. بلوزداد "حدّث ولا حرج!" خلال جولتنا ببلدية بلوزداد لاحظنا بقايا الردوم المترتبة عن العمارات التي انهارت أجزاء منها، وأخرى تم ترحيل سكانها وهُدمت، ليبقى التساؤل قائما حول دور الرقابة في ما يخص القضاء على بقايا هذه الردوم، لا سيما أن السلطات المعنية أعطت تعليمات صارمة بالقضاء عليها، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، الأمر الذي أثار حفيظة سكان البلدية الذين تحدثنا إليهم، مؤكدين أن الظاهرة شوهت منظر تلك البنايات المهدمة بشكل جزئي، والردوم المتراكمة والمنتشرة من زاوية إلى أخرى. كما يشتكي البعض الآخر من استمرار عيشهم في مساكن مهددة بالانهيار في قلب العاصمة. وتبقى حياتهم مهددة بالموت المحتوم تحت الأنقاض رغم عمليات الترحيل التي بُرمجت ولم تدرَج أسماؤهم في أيٍّ منها، مما جعلهم ينتظرون التفاتة من السلطات المحلية، لا سيما في ما يتعلق بالسكان الذين يقطنون في عمارات حي حسيبة بن بوعلي ببلدية بلوزداد. وساهم استمرار انهيار العمارات الآيلة للسقوط، في تواجد تلك المخلفات بقلب بلديات العاصمة، لا سيما تلك العمارات التي لم تستطع الصمود في وجه الظروف المناخية القاسية، التي تعود إلى سنوات بعيدة، على غرار الزلازل والفيضانات. حسين داي لم تَسلم من الظاهرة لاحظت "المساء" الظاهرة نفسها على مستوى العمارة الموجودة بشارع طرابلس في حسين داي، والتي لم تنته أشغالها إلى حد اليوم، بسبب وجودها قرب سكة "ترامواي"، التي تحول دون دخول الآلات الخاصة بمباشرة الأشغال، المنطقة، الأمر الذي أدى إلى تجمع أكوام كبيرة من الأتربة، والردوم، والحجارة، التي أصبحت خطرا على الأطفال الذين يقصدونها من أجل اللعب، مما تَسبب مرارا في إصابات متباينة لهم، جراء التواجد أو المرور على مستوى تلك الأماكن. وتمت في العديد من البلديات، عملية الهدم، لكن توقفت في بدايتها أو منتصفها لأسباب اختلفت من مكان لآخر، غير أن بقايا تلك المخلفات من مواد البناء والردوم، كانت العامل المشترك بينها، فبلدية حسين داي عرفت هذا المشكل سابقا على مستوى عمارات توقفت بها أشغال الهدم، بسبب تواجدها على مستوى الطريق الرئيس، وعجز الآلات الضخمة عن الوصول إلى المكان؛ إذ تتسبب في استحالة مرور السيارات عبره، وهو ما يُعد مهمة مستحيلة على المسؤولين عن المنطقة. أوعية عقارية مسترجعة وغير مستغَلة واجهت العديد من بلديات العاصمة مشكلا حقيقيا، خاصة خلال عملية هدم البنايات والعمارات القديمة بالنظر إلى وجود الكثير من العمارات وسط المدينة، لا سيما تلك التي شهدت عملية ترحيل سابقا، مما شكّل الكثير من الفوضى جراء عملية الردم، على غرار الضجيج، وأكوام الأتربة، والحجارة التي نجمت عن عملية الهدم. وتساءل العديد من المواطنين الذين يقطنون في مختلف البلديات التي زرناها، عن فترة استكمال عمليات الهدم لتُرفع تلك الردوم، وتُستغل الأوعية العقارية التي كانت تشغلها، في مشاريع مفيدة، مستغربين الإبقاء على الظاهرة، لتظل أغلب الأوعية العقارية المسترجعة، مهملة، مثلما حدث بخصوص الأوعية العقارية، التي استُرجعت سنة 2008 في شارع عبد الرحمان ميرة وسط العاصمة، حيث بقيت شاغرة. وأشار السكان إلى أن المواطنين بحاجة إلى مشاريع محلية ومساحات خضراء، وهي المشاريع التي وعد بها المسؤولون السابقون، الذين أكدوا أن السلطات المحلية ستقوم عقب كل عملية ترحيل، باستغلال الأوعية العقارية، وجعلها متنفسا للعاصميين، وأخرى يتم تسخيرها لبعض المشاريع السكنية بمختلف الصيغ الاجتماعية والتساهمية.