❊ الانخراط في ضمان الأمن الوطني مسؤولية الجميع خصوصا النخب ❊ أفراد جيشنا يؤدون واجبهم المقدّس في سبيل حماية التراب الوطني أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، أن الانخراط في الجهود الرامية لضمان الأمن الوطني هو "مسؤولية الجميع دون استثناء خصوصا النخب الوطنية بمختلف تخصصاتها"، مشيدا في هذا الصدد "بالجهود الجبارة التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي عبر حدود الوطن المديدة، وعيا منهم بثقل الأمانة التي يتحمّلونها تجاه أمتهم العريقة التي يتشرّفون بالانتماء إليها". وقال الفريق شنقريحة، خلال إشرافه على افتتاح ملتقى حول "التهديدات الجديدة في الساحل الإفريقي وانعكاساتها على الأمن الوطني للجزائر" بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس في العاصمة، نظمه معهد الدراسات العليا في الأمن الوطني، أنه "مما لا شك فيه أن مقدار المسؤولية التي تقع على عاتق النخب الوطنية، الإدارية والأكاديمية والإعلامية أكبر من تلك المنوطة بغيرهم"، مضيفا أن ذلك يستوجب على هذه النخبة أن تقوم بدورها في هذا السياق على أكمل وجه، كل في موقعه وفي حدود صلاحياته". وأضاف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في هذا الإطار: "لا يفوتني أن أذكركم في هذا المقام بمسألة بالغة الأهمية قد يغفل عنها البعض، وهي أن الانخراط في واجب ضمان الأمن الوطني ليس حكرا على مؤسسات معينة من الدولة، وإنما هي مسؤولية كل الجزائريين الذين ينبغي أن يكونوا على وعي تام بهذه المعطيات الموضوعية". إشادة بالمجهودات الجبارة كما استطرد الفريق شنقريحة: "لا يفوتني أن أغتنم هذه السانحة للإشادة بالمجهودات الجبارة التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني المنتشرين على طول حدودنا المديدة، والذين يؤدون واجبهم المقدّس في سبيل حماية التراب الوطني، وعيا منهم بثقل الأمانة التي يتحمّلونها دفاعا عن سيادة الوطن ووحدته الشعبية والترابية، وصيانة لشرف الأمة الجزائرية العريقة التي ينتمون إليها". وأكد الفريق شنقريحة، أن "كل محاولات ضرب اللحمة الوطنية قد باءت بالفشل الذريع، وانقلبت على أصحابها وأن التلاحم القوي بين أفراد الأمة هي أقوى صفعة توجه للحالمين بالمساس بالوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أن "هذا الانتماء الذي أصبح هدفا للتشكيك والتشويه من أطراف خارجية حاقدة، تحاول عبثا نفي اللحمة الوطنية بين الجزائريين كأمة واحدة موحدة ضاربة في أعماق التاريخ"، إلا أن هذه "المحاولات البائسة واليائسة انقلبت على أصحابها لأنها لم تزد الجزائريين إلا تلاحما فيما بينهم، وإدراكا لمخططات الأعداء الحقيقيين للوطن الذين يتخذون من التضليل الفكري والإعلامي وسيلة للوصول إلى أهدافهم الهدّامة، فهذا التلاحم القوي بين أفراد الأمة الواحدة عند المحن والأزمات هو أقوى صفعة يمكن أن توجه للعابثين الذين يحلمون بضرب الوحدة الوطنية للجزائر". للإشارة تمحورت المحاضرات الملقاة خلال هذا الملتقى حول "آخر تطورات الوضع السائد بمنطقة الساحل الإفريقي، والمخاطر الكبيرة الناتجة عن استمرار حالة اللا استقرار الأمني وأبعاده الجيوسياسية المدمرة على المنطقة"، وكذا "استشراف المآلات المحتملة للصراعات المتعددة الأشكال، وكيفيات مواجهتها والتصدي لها وفق الأطر الشرعية والقانونية التي تراعي المصلحة العليا لشعوب المنطقة". كما تخللت المداخلات مناقشات وتدخلات لأخصائيين وإطارات قدموا تصورات وأفكارا ساهمت في إثراء فعاليات الملتقى. بناء رؤية استشرافية وقد حضر الملتقى الأمين العام لرئاسة الجمهورية، ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والفريق الأول قائد الحرس الجمهوري، وكذا مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون المتصلة بالدفاع والأمن، والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، وقائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء دوائر ومديرون ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي. ويندرج هذا الملتقى وفق بيان وزارة الدفاع الوطني تسلمت "المساء" نسخة منه، في "إطار بناء رؤية استشرافية لطبيعة التحولات التي تعرفها منطقة الساحل الإفريقي وكيفيات المجابهة والوقاية من تداعياتها على بلادنا".