تشهد بعض البلديات بولاية قسنطينة غيابا تاما للتهيئة العمرانية بمعظم أحياءها على الرغم من تخصيص الولاية لمبلغ قدر بأكثر من 1000 مليار سنتيم في إطار البرنامج الخماسي (2005-2009) والمخصص لبرامج التحسين الحضري بالولاية من خلال مد الأحياء السكنية بالإنارة العمومية وشبكة المياه الصالحة للشرب وتعبيد الطرق وإعادة الاعتبار للأرصفة، المساحات الخضراء... وغيرها من المشاريع الأخرى التي من شأنها تحسين المستوى المعيشي للسكان وتجميل محيطهم الخارجي وإعادة الاعتبار للعديد من الأحياء والمجمعات السكنية وفك العزلة عنها. رئيس مصلحة البناء والتحسين الحضري بمديرية التعمير والبناء أكد أن الولاية استفادت من 93 مشروعا للتهيئة العمرانية موزعة عبر كامل البلديات، حيث تم الإنتهاء من 30 مشروعا في حين لا تزال بقية المشاريع الأخرى قيد الانجاز، مرجعا سبب التأخر في إنجاز هذه الأخيرة إلى التجاوزات التي قام بها المقاولون الذين أوكلت لهم مهام انجاز المشاريع، وأولها تلك المتواجدة على مستوى بلدية عين السمارة والتي لم تحترم الصفقة المبرمة بين صاحب المشروع و المقاول المكلف بالإنجاز، زد على ذلك مشكل الغش في نوعية السلع المستخدمة لإنجاز المشاريع وهو نفس المشكل الذي تعرفه بلدية بني حميدان والتي عرفت بها أغلب المشاريع الحضرية تأخرا في الانجاز لأكثر من 03 أشهر. من جهة أخرى، أثار بعض السكان مشكل إنعدام المساحات الخضراء بأغلب أحياءهم السكنية مرجعين السبب الى قيام بعض المسؤولين ببيع القطع الأرضية المخصصة لهذه المساحات لبناء فيلات ضخمة، وهو مشكل وقف عليه حتى بعض المسؤولين الذين طالبوا من السلطات الولائية الرقابة المكثفة على مثل هذه التصرفات التي تسيء للإدارة من خلال زوال الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطن الذي يحرم في هذه الحالة من الاستفادة من مشاريع جوارية للراحة والترفيه. بلدية مسعود بوجريو التي استفاد قطاع التهيئة العمرانية فيها من مبلغ 2 مليار سنتيم لإعادة الاعتبار للأحياء الشعبية والتجمعات السكنية وكذا تحسين المحيط الخارجي وتعبيد طرقات البلدية والولائية بمبلغ 400.2 مليار سنتيم، تبقى تنتظر المزيد من التحسين الحضري خاصة وأنها تعد من البلديات المعزولة التي عانت الكثير في السنوات الفارطة سواء من الناحية الأمنية أوغياب المشاريع التنموية والتهيئة الحضرية. بلدية بن باديس هي الأخرى يبقى سكانها في انتظار المزيد من مشاريع التحسين الحضري رغم المجهودات المبذولة في السنوات الأخيرة والتي مكنت هذه المنطقة السكنية التي تبعد عن مقر ولاية قسنطينة بحوالي 25 كلم، الإستفادة خلال سنة 2008 من 30 مشروعا للتحسين الحضري بقيمة 8.19 مليار سنتيم في إطار البرامج البلدية للتنمية، و37 مشروعا قطاعيا بقيمة 140 مليار سنتيم، ولعل أهم مشروع سجلته هذه البلدية هو إعادة تهيئة الطريق الولائي رقم 27 في شطره الرابط بين مدخل البلدية وبلدية الخروب على مسافة حوالي 10 كلم بقيمة مالية فاقت ال 18 مليار سنتيم. سكان البلديات المعزلة بولاية قسنطينة ورغم التحسن الذي سجلوه خلال السنوات القليلة الفارطة من خلال الاهتمام الملحوظ للسلطات المحلية بتهيئة أحياءهم في محاولة لتحسين المستوى المعيشي، يبقون في انتظارالمزيد من المشاريع خاصة وأن العشرية السوداء أرجعت بلدياتهم عشرات السنوات إلى الوراء.