استحسن ناشرون مشاركون في الصالون الدولي للكتاب، الإقبال الجماهيري الغزير على هذه الفعاليات، واعتبروا أنّ الجزائري يحبّ القراءة ويهوى الكتاب وإلا لما زار الصالون متحديا عديد العوامل. في هذا الشأن، قال فاضل زاكور المكلف بالإعلام للمؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية، إنّه انبهر من الإقبال الكبير للقرّاء على الصالون، وكان يعتقد أنّ هذا الاقبال سينحصر فقط على نهاية الأسبوع فإذ به يتواصل طيلة الفعاليات. وأضاف أنّ هناك من الجمهور من يتوافد في آخر المساء أي بعد الخروج من العمل، خاصة وأنّه مدّدت ساعات فتح الصالون إلى التاسعة ليلا، عوض السابعة.بالمقابل، تحدّث عن أفضل المبيعات التي حقّقتها الدار وتنوّعت بين أدب الطفل من الكلاسيك والقصص، وكذا الكتب شبه المدرسية، إضافة إلى الكتب التاريخية والتراثية، علما أنّ كتاب "اعمر الزاهي" لعبد القادر بن دعماش، حقّق رواجا كبيرا. أما عن التنظيم، فاعتبره في المستوى. من جانبه، أشار الدكتور ابراهيم آيت زيان، مدير نشر للمكتبة الفلسفية الصوفية، إلى إقبال كبير على سلسلة "روني غينو" المترجمة إلى اللغة العربية وكذا لكتاب صدر حديثا ويعرض لأوّل مرّة وهو "الكوكب الوقاد في ذكر فضل المشايخ وحقائق الأوراد" تأليف المختار بن أحمد بن أبي بكر الكنتي الكبير، حيث جاء قرّاء من الصحراء نظرا لاهتمامهم الكبير بهذا الكتاب حول الطريقة القادرية. كما عرفت المنظومتان حول الطريق الرحمانية إقبالا كبيرا من طرف القرّاء. واعتبر الدكتور أنّ القارئ الجزائري واع وصادق في البحث عن التصوّف وعن هذا العطر السجيلي الذي يكون داخل أعماقه والذي تربي فيه. أما عن التنظيم فقال إنه تفاجأ بالعدد الكبير للجمهور المتوافد يوميا على الصالون، مضيفا أنّ التنظيم حسن إلاّ أنّه تشوبه بعض النقائص يتمنى حقا أن تتدارك في الطبعات المقبلة، ذكر منها تمديد ساعات الصالون من السابعة ليلا إلى التاسعة ليلا، وهو ما أربك بعض الناشرين الذين يغادرون الصالون قبل حلول التاسعة بسبب صعوبة النقل في العاصمة، وكذا عدم تشغيل التطبيق الذي وضعه المنظمون والرامي الى البحث عن الكتب حيث أنّ الكثير من القراء لم يستطيعوا ايجاد الكتب التي يبحثون عنها. فيما أشادت المكلّفة بالنشر في دار النشر فرانس فانون بعدد الزوّار الكبير للصالون، رغم أنّ تنظيم الطبعة 25 للصالون جاء في غير وقته المعتاد، ولم يتزامن مع العطلة المدرسية، علاوة على انتهاء هذه الفعاليات قبيل رمضان، مضيفة أنّه نظرا لكلّ هذه العوامل فإنّ الإقبال كان جيدا جدا. والتنظيم حسن، لتنتقل إلى الحديث عن أهم مبيعات الدار وهي الجزء الثاني ل«مذكرات صادق هجرس"، "من ثورة 22فيفري" وكتاب في الدراسات لسعيد سعدي ورواية لحكيم لعلام. وذكر ممثل دار "عين" المصرية مصطفى سالم عناوين أكثر الكتب مبيعا في الصالون الدولي للكتاب وهي "هنغاري" للكاتب الجزائري رشدي رضوان التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر لعام 2022. ورواية "نيران وادي عيزر" للكاتب الجزائري محمد ساري، ورواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للكاتب السوداني الطيب صالح، وثلاثية "اليهود" للكاتب المصري كمال رحيم. وشكر سالم مسؤولي الصالون عن التنظيم الجيّد، كما تطرّق إلى الإقبال القياسي للجمهور في كلّ طبعات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر. منوّها في السياق نفسه بالثقافة النوعية للجزائريين. وقال ممثل عن دار فلاماريون الفرنسية السيد رومان إنّ أكثر الكتب مبيعا في الدار، هي كتب التنمية البشرية تتبعها الروايات والدراسات والأشرطة المرسومة، مضيفا أنّه تمّ تحديد الأسعار بمعدل يورو واحد لكل 150 دينار جزائري، ومع ذلك فإنّ الاقبال كان كبيرا على الكتب ما يدلّ على حبّ الجزائري للقراءة عكس ما يتم تداوله. وأشار رومان إلى أنّه رغم ظروف تنظيم هذه الطبعة الاستثنائية للصالون، فإنّ القارئ الجزائري كان في الموعد حتى أنّ أطفال المدارس ليسوا في عطلة .