وصفت منظمة العفو الدولية "أمنيستي"، الكيان الصهيوني بأنه دولة "فصل عنصري"، واعتداءاته المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني "جريمة ضد الإنسانية". وذكرت المنظمة الحقوقية الدولية أن "الفصل العنصري ليس مجرد أثر من الماضي، إنه واقع يعيشه الفلسطينيون.. إنه يحدث حتى يومنا هذا". وأكدت أنها كمنظمة حقوقية "ترصد تقارير عن أعمال قتل غير قانونية واعتقالات تعسفية وتعذيب وعقاب جماعي ضد الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية". وأضافت، أن "سياسة الفصل العنصري الصهيوني تستمر من خلال القتل والتعذيب وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية"، موضحة أن أعمال العنف التي تمارس بحق الفلسطينيين "جريمة ضد الإنسانية يجب أن تنتهي". وسبق للمنظمة الحقوقية، أن أصدرت شهر فيفري الماضي تقريرا اتهمت فيه الكيان الصهيوني بارتكاب جريمة الفصل العنصري والقهر والهيمنة والاضطهاد، وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وتشهد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وخصوصا المسجد الأقصى بالقدسالمحتلة، تصعيدا في الآونة الأخيرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين الصهاينة يواصلون اقتحام المسجد والاعتداء على المصلين، كما زادت من وتيرة الاعتقالات وإطلاق الرصاص الحي على الشبان الفلسطينيين. وطالب كاتب الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، خلال اتصالين مع الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الإسرائيلي بضرورة وضع حد للتصعيد الأمني الذي يعرفه المسجد الأقصى، بسبب تمادي سلطات الاحتلال في انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى ومقدساته. وجاءت دعوة بلينكن في نفس اليوم الذي شدت فيه، يايل لامبرت، مسؤولة شؤون منطقة الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية الرحال إلى المنطقة في جولة تشمل الكيان المحتل والضفة الغربية والأردن ومصر في محاولة لاحتواء التصعيد القائم هناك منذ بداية الشهر الفضيل وإصرار المستوطنين على إقامة طقوس تلمودية في الحرم المقدسي بمناسبة ما يسمى بعيد الفصح اليهودي وبسبب رغبة حكومة الاحتلال فرض تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى الشريف. وأكد بلينكن للرئيس الفلسطيني، محمود عباس ووزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، على أهمية رؤية الفلسطينيين والإسرائيليين يعملان من أجل وضع حد لموجة العنف والابتعاد قدر الإمكان عن الأعمال والتصريحات التي تزيد في تأجيج الوضع بما فيها الوضع في القدس الشريف. وكان كاتب الخارجية الأمريكي، أجرى اتصالا مع نظيره الأردني أيمن الصفدي الذي أكد له على أهمية" المحافظة على الوضع التاريخي" للقدس الشريف الذي تشرف السلطات الأردنية على إدارته. وأكد بلينكن للرئيس الفلسطيني، على تعهد بلاده على تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني بطريقة ملموسة مجددا التأكيد على موقف بلاده الداعي إلى تسوية تقوم على مبدأ "حل الدولتين" تعيشان جنبا إلى جنب. وتكون الإدارة الأمريكية من خلال تصريحات كاتبها للخارجية قد وضعت الضحية والجلاد في كفة واحدة رغم أن أسباب ما يجري معروفة ولا تستدعي التباكي على أمن إسرائيل والقول بحمايتها من أي تهديد مع أن الاحتلال يبقى الجاني الذي أجج الوضع بعملياته العسكرية ضد مصلين مسالمين وعمليات القتل على المباشر في مختلف مدن الضفة المحتلة بدعوى ملاحقة الخلايا الإرهابية. كما أن إشارته إلى تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين تؤكد أنه ينظر إلى قضية الشعب الفلسطيني على أنها مجرد قضية ملء للبطون مع أن الصراع حضاري وديني ووجودي وتاريخي، ولا يمكن لأي كان أن يقفز على مثل هذه الحقائق في البحث عن أي تسوية مرتقبة في منطقة لن تعرف الاستقرار دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية والإقرار بحقوق الفلسطينيين كاملة غير منقوصة. حركة "حماس" ترفض المعايير المزدوجة ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجتمع الدولي إلى التوقف عن التعامل مع الشعب الفلسطيني، وقضيته بسياسة المعايير المزدوجة، والوقوف عند مسؤولياته في لجم جرائم وانتهاكات الاحتلال. وأدانت "حماس" اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى مؤكدة أن هذه الممارسات "لن تفرض تقسيماً زمانياً ولا مكانيا، ولن تغير من إسلامية وعروبة المسجد". وحذرت، من تنفيذ مخطط المستوطنين"ذبح القرابين"، وممارسة طقوسهم الاستفزازية في باحات المسجد الأقصى، فيما حملت حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الإجراءات الخطيرة. ووجه مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن "بريطانيا" ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن جرائم الكيان الصهيوني، حيث دعا إلى "تجاوز حالة الشلل طويل الأمد المتعلق بقضية فلسطين، والعمل من دون تأخير للوفاء بواجباته المنصوص عليها في الميثاق وكذلك نحو تنفيذ قراراته وكافة قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بهذا الخصوص". وأشار إلى أن "استفزاز الكيان الصهيوني المتكرر يؤدي بشكل خطير إلى تأجيج الأوضاع المتقلبة"، مشددا على "الحاجة لاتخاذ إجراءات مسؤولة وعاجلة لوضع حد للسياسات والممارسات الصهيونية غير القانونية وحماية الأرواح البشرية، وإلا فإن الاحتلال سيواصل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته دون أي اعتبار للعواقب، كما هو واضح من اعتداءاته المتكررة على المسجد الأقصى والحرم الشريف والمصلين الفلسطينيين، واستئنافه لغاراتها الجوية على قطاع غزة المحاصر، مما يعرض أرواح المدنيين للخطر ويسبب دمارا هائلا".