أكد المدير العام للبناء ووسائل الانجاز بوزارة السكن والعمران والمدينة رضا بوعريوة، أمس، تكفل الوزارة بانشغالات المقاولين بشأن ارتفاع أسعار مواد البناء، مشيرا إلى إنشاء لجنة وزارية مشتركة لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا الوضع. وشدّد على الاستمرار في سياسة استعمال المنتجات المحلية في إنجاز كل مشاريع الوزارة، مع العمل على تطوير استخدام الطاقات المتجددة ومواد العزل. وأعطى ذات المسؤول إشارة انطلاق الطبعة 24 من الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية "باتيماتيك 2022"، نيابة عن وزير السكن والعمران والمدينة طارق بلعريبي، لافتا في ندوة صحفية أعقبت زيارته للصالون، إلى أهمية هذا الحدث "الذي أصبح تقليدا منذ عقدين من الزمن"، كونه "فضاء للتعريف وعرض منتجات ومعدات ومدخلات البناء وكذلك أساليب وأنماط البناء الجديدة وما وصلت إليه التكنولوجيا من تطور في هذا المجال". وبعد تذكيره بعدد المشاركين البالغ 750 عارض من بينهم 500 عارض وطني، إضافة إلى ممثلي عشرة بلدان، على رأسها ايطاليا بما يقارب 80 شركة ثم تركيا ب65 شركة، ألح المتحدث على إيلاء للقطاع "أولوية" للمنتوج الوطني، مشيدا بالتمكن اليوم من انجاز مساكن "مائة بالمائة جزائرية"، أي بمواد بناء مصنوعة محليا و«موافقة ومطابقة لمعايير الجودة التي تسمح لنا بتحقيق الأهداف وهي ضمان الراحة والسلامة والديمومة للمباني التي تقوم الوزارة بالإشراف عليها"، وفقا لتصريحاته. في ذات السياق، رد بوعريوة عن سؤال حول نوعية مواد البناء المحلية، بالتأكيد على أولوية هذا الجانب بالنسبة لقطاع السكن، وهو ما يظهر جليا، حسبه، في "تخصيص أكثر من 50 وثيقة تنظيمية تحدد المعايير، إضافة إلى الدور الذي تقوم به الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية، التي قال أنها "تسهر على سلامة ومتانة المباني" وكذا مكاتب دراسات عمومية وخاصة ومراكز بحث. وأوضح قائلا "نحرص على احترام النوعية عند الدراسة والتنفيذ ولدينا مهندسين معماريين وإطارات قادرين على انجاز بناءات مطابقة للمعايير، كما لدينا لجانا ولائية يرأسها مدير السكن تشرف على متابعة احترام النوعية قبل توزيع السكنات". من جانب آخر تعمل الوزارة على إدخال النجاعة الطاقوية في مشاريع البناء، التي تعد هي الأخرى أولوية، حيث ذكر السيد بوعريوة بأهمية هذا الجانب بالنظر إلى الالتزامات الدولية للبلاد لترشيد استعمال الطاقة، حيث يتم العمل على تطبيق الشروط الضرورية "كعزل الأسقف والغلاف الخارجي". وقال إن هناك "مشاريع معتبرة للعزل الحراري وكذا استعمال الطاقات المتجددة في المدن الجديدة، لاسيما في الإنارة العمومية الخارجية"، كما تم إجراء تعديلات على دفاتر الشروط استجابة لهذه المتطلبات وتجنبا لاستخدام مواد بناء مرتفعة الاستهلاك الطاقوي. وأكد بالمناسبة أن صالون "باتيماتيك" يسمح بالاطلاع على جديد العارضين الذين يقدمون خدمات في هذا المجال، ولاسيما المواد العازلة التي يمكن اللجوء إليها في بناء المدن والأحياء الجديدة أو عند إعادة التهيئة أو التأهيل. وبخصوص أسعار مواد البناء، اعترف المسؤول بالوزارة أنها تعرف "ارتفاعا غير مسبوق، ليس ببلادنا فقط بل على المستوى العالمي"، مرجعا ذلك إلى "اقتران عدة عوامل". وأشار إلى أن الوزارة سارعت لأخذ هذا الانشغال بعين الاعتبار، من خلال تم تكوين فوج عمل وزاري مختلط مكوّن من ممثلي وزارات السكن والعمران والمدينة والأشغال العمومية والموارد المائية والمالية لاتخاذ التدابير اللازمة،لاسيما في الصفقات التي تحوز على مراجعة الأسعار. على صعيد آخر، أثنى ذات المسؤول على العمل الذي تؤديه الشركات التركية بالجزائر في قطاع البناء، وقال "المؤسسات التركية متواجدة منذ سنوات بالجزائر وساهمت في المجهود الوطني لانجاز السكنات وأخذت حصة هامة من مشاريع السكن"، مضيفا بأنها تعتبر "شريكا لقطاعنا وللجزائر حسب التوجهات العامة للدولة، حيث تعد تركيا شريكا اقتصاديا هاما للجزائر". للإشارة، يمتد عمر صالون "باتيماتيك" إلى غاية 19 ماي الجاري، ويعرف تنظيم تظاهرات هامة ذات علاقة بالبناء والأشغال العمومية وكذا محاضرات تخص مواضيع مختلفة بمشاركة خبراء ومسؤولين في هذا المجال. كما سطرت عدة شركات عارضة برنامجا ثريا للتفاعل مع الزائرين، من بينها مجموعة "بسة للترقية العقارية"، التي توفر بالمناسبة فضاء تفاعليا مباشرا، بقيادة فريق من الخبراء ليكون حاضرا طوال فترة المعرض، من أجل مشاركة خبرته مع المرقيين المستقبليين ومحترفي المجال العقاري. كما ستقدم خدمة دعم ومرافقة للزبائن الذين يرغبون بشراء عقار، وستعرض مشروعها الجديد بأولاد فايت، كما ستعرض خدماتها الرقمية الجديدة في هذا المجال.