تتحدث جيانا عيد بهدوء وثقة عن أعمالها الفنية، وتبدي ارتياحها لما وصلت إليه الدراما السورية من انتشار، وتحيي الجزائريين بإجلال. المساء: هل اعتمدت جيانا على موهبتها، أم كان أداؤها نتيجة تكوين؟ جيانا: الموهبة شيء أساسي بالنسبة لي، لكن مع ذلك فأنا من أوائل خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية، كما أنني حائزة على شهادة الإجازة في الفنون المسرحية قسم التمثيل، بدرجة جيد جدا وفي المرتبة الأولى دفعة 1982/1983. وماذا عن زيارتك للجزائر، هل هي الأولى؟ * بل هي الثانية، فقد زرت الجزائر سنة 1984، والحقيقة أنني أتمتع بزيارتها، إنها فاتنة بطقسها واخضرارها وبأهلها الطيبين. - إطلالتك على الشاشة خفت في الفترة الأخيرة، ما السبب؟ * أنا لا أفضل الظهور من أجل الظهور، وإلا فسيكون حالي كحال مقدمة إعلانات تجارية، لا أحب التكرار والاجترار، أختار أعمالي بدقة تصل الى حد الوسوسة، وإذا ما رأيت أن ما يقدم لي ليس مقنعا أنسحب، كما أن نشاطي لا يقتصر على الظهور على التلفزيون، فأنا أعمل أيضا في المسرح السوري وأشارك في لجان تحكيم ونشاطات أخرى كثيرة. - يعتبرك البعض من أجمل النجمات السوريات، فهل كان لجمال شكلك دور في نجاحك؟ * أولا، يجب أن ندرك أن الجمال هو جمال الروح وليس جمال الوجه والقوام، وليس أيضا قالبا أجوفا، فإذا كان ما بداخلنا جميلا فأكيد أنه سيظهر على وجوهنا ويجلب الغير. من جهة أخرى، أرى أن النجم لم يعد ذلك الإنسان المشهور الذي يعيش في برج عاجي، بل أصبح اليوم يؤثر ويتأثر بمحيطه، يخرج إلى الشارع، يتعامل مع الناس، يحدثهم، يعمل مع التقنيين في أي عمل فني، يحاول أن يكون بسيطا في مظهره ومأكله وهكذا... - أين تجد جيانا عيد نفسها أكثر، في التلفزيون، السينما أم المسرح؟ * أجد نفسي في العمل الجيد والمقنع، سواء كان في التلفزيون أو السينما أو المسرح، فأنا فخورة بأعمالي التلفزيونية منها »الدوغري«، »درب التبان«، »ليل المسافرين«، »الأرواح المهاجرة، »هولاكو«، »أمانة في أعناقكم« وغيرها، تماما كافتخاري بأعمالي السينمائية ك»حادثة نصف المتر« و»المتبقي« (عرض مرارا بالتلفزيون الجزائري)،وكذلك مسرحياتي »حكاية جيسون وميديا« و»شوباش«، ناهيك عن الأعمال الإذاعية. - ما رأيك في الإنتاج المشترك، خاصة بين سوريا والجزائر، وهل من إمكانية لمشاركتك فيه؟ * أنا مسرورة بهذه التجربة، أي الإنتاج المشترك والذي اعتبره جد ناجح، باعتبار العلاقة المميزة بين سوريا والجزائر، وأتمنى أن تعطي لي فرصة للمشاركة في هذه الأعمال، علما أنني مطلعة على الإنتاج الفني الجزائري وأتابعه باستمرار، وأرى أنه سيكون ذا شأن وحضور قوي، خاصة عندنا بسوريا. - ماذا تقولين لجمهورك في الجزائر؟ * الجزائريون شعب عظيم يقدر نفسه وتاريخه بحكم انتمائه الثوري والعربي، شيء يكاد يكون مفقودا، لذلك احترمه وأقول له شكرا.