سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة الإعلان عن مناقصات لإنجاز خمسة سدود جديدة عبر عدة مناطق من البلاد، حسبما كشف عنه مساء أول أمس وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال. وأوضح السيد سلال أن هذه السدود ذات قدرة استيعاب متوسطة وسيتم إنجازها في كل من ولايات معسكر، الأغواط، المدية،المسيلة وسكيكدة. وسيتم تخصيص جزء كبير من مياه هذه السدود للقطاع الفلاحي بهدف زيادة المساحات المروية بهذه المناطق التي تعد أقطابا فلاحية هامة مثلما هو الشأن بالنسبة لمنطقة بني سليمان بولاية المدية الواقعة جنوب سهول المتيجة. وذكر الوزير في هذا السياق أنه ينتظر أن يصل عدد السدود المستغلة على المستوى الوطني من 61 سدا نهاية 2008 إلى 73 سنة 2011 على أن يصل هذا العدد إلى 80 سدا نهاية 2014. وأضاف السيد سلال أن إنجاز وتسليم هذه المنشآت يندرج ضمن إستراتيجية القطاع الرامية إلى توفير المياه وضمان توزيع متوازن وعادل لها عبر كافة المناطق وبصفة يومية ومنتظمة. وبخصوص كبريات المشاريع المسجلة في القطاع خلال الخماسي الممتد من 2005 إلى 2009 أوضح الوزير أن هذا البرنامج قد استهلك ما يقارب 15 مليار دولار على مدى هذه السنوات. وفي السياق أشار الوزير إلى أن سياسة القطاع خلال السنوات الخمس الماضية سمحت - وبنسبة عالية- بالتخفيف من مشكلة ندرة المياه على المستوى الوطني من خلال البعد الجهوي للمشاريع المنجزة أو الجاري تنفيذها على غرار سد بني هارون شرق البلاد وسد كدية اسردون بالوسط ومركب الماو بالغرب إلى جانب مشروع عين صالح - تمنراست- بالجنوب. وسمحت هذه الاستراتيجية حسب الوزير ببلوغ معدل 175 لترا لكل مواطن يوميا في حين بلغت نسبة التغطية الوطنية بالمياه الصالحة للشرب وبصفة يومية نحو 75 بالمائة نهاية 2008 مقابل 40 بالمائة منذ عشر سنوات. وذكر السيد سلال في هذا السياق أن الأسعار المطبقة حاليا لا تعكس الكلفة الحقيقية لتوصيل المياه الى المستهلك، مضيفا أن متوسط ما يدفعه المواطن لا يتعدى 19دينارا للمتر المكعب في حين تصل الكلفة الحقيقية لهذه الخدمات إلى 150 دج للمتر المكعب ببعض المناطق الجبلية أو بالجنوب. أما فيما يتعلق ببرنامج القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة أوضح السيد سلال أنه ستتم مواصلة المجهودات الخاصة بإيصال المياه إلى جميع مناطق البلاد بشكل يومي ومنتظم موازاة مع تحسين وتطوير شبكات نقل المياه الصالحة للشرب إلى جانب قنوات الصرف الصحي. وفي هذا الإطار ينتظر أن يصل عدد محطات تصفية المياه المستعملة إلى 75 محطة مع نهاية السنة الجارية وبقدرة إجمالية تقدر 500 مليون متر مكعب سنويا قبل أن تنتقل إلى 700 مليون متر مكعب خلال سنة 2011. كما سيتم في السياق - يضيف الوزير- الشروع قريبا في استرجاع كميات معتبرة من مياه وادي الحراش عن طريق تحويل مجراها -على مستوى منطقة بوعينان بولاية البليدة- إلى سد الدويرة جنوب غرب العاصمة قصد تزويد سكان منطقة غرب المتيجة بمياه الشرب والسقي.