ستكون الرياضة الجزائرية في يومها الأخير من منافسات الطبعة 19 لألعاب وهران المتوسطية، التي يسدل الستار على فعالياتها يوم 6 جويلية الجاري، أمام مأمورية صعب الحفاظ على مركزها في منصة التتويج، التي تتموقع - بصفة مؤقتة - في المركز الثالث، برصيد 38 ميدالية، منها 15 ذهبية و12 فضية و11 برونزية، والآمال كلها معقودة على رياضة التايكواندو والمبارزة في تحقيق مفاجأة من عيار ثقيل كباقي التخصصات التي تألقت بامتياز، على غرار الرافل، والكرات الحديدية، والكاراتي دو، وعليه تحذو العناصر الوطنية للمبارزة والتايكواندو التي تدخل البساط المتوسطي هذا الإثنين، عزيمة على تشريف الألوان الوطنية بمسايرة المنافسة إلى أبعد نقطة، أمام حضور لعناصر تألقت في "سماء" الأولمبياد الأخيرة بطوكيو 2020، والتي تأجلت إلى 2021. في سابقة هي الأولى من نوعها في رياضة الرافل والكرات الحديدية، أنهت العناصر الوطنية الجزائرية مشاركتها في الطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، بحصيلة ميداليتين فضية وبرونزية، الأولى في منافسات الفردي، والثانية عند الزوجي سيدات، فيما وقف سوء الحظ أمام زوجي الرجال (كرات حديدية)، على الميدالية البرونزية، واحتلوا المرتبة الرابعة. ولم تعهد رياضة الرافل متابعة شعبية كبيرة مثل التي حظيت بها خلال منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، التي حضرها جمع كبير من الجماهير لتشجيع العناصر الوطنية، ومتابعة تفاصيل هذه الرياضة، التي فرضت نفسها بين الرياضات المحبوبة. وعن مشاركة النخبة الوطنية في هذا العرس المتوسطي، قال رئيس الاتحادية الجزائرية للرافل والبيار مايدي محمد الأمين: "بإجماع التقنيين الوطنيين تعتبر المشاركة في الرافل في موعد وهران، إيجابية جدا، إذ استطعنا إحراز ميداليتين في سابقة للرافل الجزائري، خاصة أن المستوى كان عاليا جدا". وأكد مايدي: "حضور أفضل لاعبي الحوض المتوسطي في رياضة الرافل، صعب مأمورية التتويج بالمعدن النفيس، لكن رغم ذلك فإن ممثلينا قدموا كل ماعندهم لتشريف الراية الوطنية، وكان لهم شرف إقصاء في الدور النهائي، إيطاليا (بطلة العالم في الفردي والثنائي)". وعن الأهداف المستقبلية التي من شأنها أن تقدم دفعا ونفسا جديدا للرافل الجزائري، قال رئيس الاتحادية الجزائرية للرافل: "أكيد سنكثف العمل، وسنسعى لإشراك رياضيينا في الدورات والمنافسات الدولية لتحسين المستوى أكثر.. كما سنحضر للمشاركة في الألعاب الإسلامية شهر أوت المقبل بتركيا، ثم بطولة العالم في مارسين. ونسعى للتتويج بالذهبية هناك". ومن جهته، اعتبر المدير الفني للمنتخب الوطني للرافل، مزهود عماد، أن التتويج بالميداليتين (الفضية والبرونزية) في وهران، إنجاز كبير لهذه الرياضة، التي جمعت أفضل الرياضيين، مما رفع من مستواها بشكل كبير لم تعرفه الطبعات المنصرمة. وقال مزهود عماد إن "هاتين النتيجتين ستسجلان في تاريخ رياضة الرافل الجزائرية، وستشجعان على السير قدما، ومواصلة العمل مستقبلا، من أجل نتائج أفضل، خاصة على المستوى العالمي". فبعد نيلها ميدالية برونزية في الزوجي مع زميلتها شهرزاد شيباني، تمكنت لمياء عيسيوي من إضافة ميدالية فضية للجزائر في الفردي، بعدما أخفقت في النهائي الذي جمعها بالتركية باهار سيل بنتيجة (7- 8). واعترفت عيسيوي بأن الضغط الذي انتابها في اللقاء النهائي، أثر على تركيزها، مما أفقدها بعض إمكانياتها، ممتنة للحضور القوي للجمهور الذي لم يبخل بتشجيعاته للرياضيين. ومن جهتها، لم تخيب رياضة الكرات الحديدية الجزائرية التي توجت، بدورها، بميدالية برونزية، وتعد أيضا الأولى في تاريخ الجزائر في هذا الاختصاص في الألعاب المتوسطية. وفاز بالميدالية أوغليسي محمد فيصل في اختصاص الرمي، بالدقة للعب القصير، بعد تغلبه في اللقاء الترتيبي على الإسباني جيزيس الأركون بنتيجة (40 - 21). وبالمقابل، احتل زوجي سيدات (بوقرة نور الهدى وبابا عربي ابتسام) المرتبة الرابعة في اللعب القصير. ونفس النتيجة نالها مواطنهما في الرمي الطويل، بوفاتح سيد احمد. وأكد نائب رئيس الاتحادية الجزائرية للكرات الحديدية خالد بوشاقور، أن العناصر الوطنية حضرت كما ينبغي للمشاركة في هذا العرس الرياضي الذي رفع مستوى معتبرا. وقال: "لقد حضرنا بشكل مكثف، وبمعدل ثلاثة أيام إلى أربعة في الأسبوع خلال الأشهر القليلة الماضية، للرفع من مستوى الرياضيين بشكل عام، وتمكينهم من إبراز قدراتهم لتشريف الجزائر خلال هذه الألعاب".