تتوقع شركة سوناطراك عائدات بقيمة قد تتجاوز 50 مليار دولار في نهاية السنة الجارية، نتيجة عدة عوامل، أهمها الأسعار التي يتوقع أن تستقر ما بين 100 و106 دولار للبرميل، إضافة إلى ارتفاع حصة انتاج الجزائر إلى أكثر من مليون برميل يوميا. وتتزامن النتائج الإيجابية التي حققها الشركة وتقدم المفاوضات مع الشركاء والرامية إلى مراجعة أسعار الغاز، حيث أثمرت لحد الأن 3 اتفاقات، واحدة منها تم الاعلان عنها سابقا، فيما ينتظر الإعلان عن باقي الاتفاقات في القريب العاجل. عبر الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار عن ارتياحه للحصيلة المسجلة في 2021 وخلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، والتي تم عرضها أمس بمقر الشركة بالعاصمة، في ندوة صحفية بحضور إطارات الشركة. ووصف ذات المسؤول الحصيلة ب"الايجابية" على كل الأصعدة، مؤكدا أنها ستتعزز بفضل المفاوضات القائمة مع كل شركاء المجمّع والمتعلقة بمراجعة أسعار بيع الغاز. وقال حكار في هذا السياق "بعد ارتفاع أسعار الغاز في الثلاثي الأخير 2021، قرّرنا تفعيل بند مراجعة الأسعار، وتجري حاليا مفاوضات مع كل شركاء سوناطراك في أوروبا وآسيا، وتعرف هذه المفاوضات تقدما ملحوظا، حيث توصلنا عل الأقل لاتفاق مع 3 شركات، واحد منها تم الإعلان عنه سابقا ويتعلق بشريك إيطالي، وتستمر المفاوضات مع بقية الشركاء، إلى غاية التوصل إلى اتفاقيات نهائية لمراجعة الأسعار"، مشيرا في ذات السياق إلى أن "هذه المفاوضات شاقة ومتعبة لأنها تخص كل الشركاء بلا استثناء". وأعلن نفس المسؤول عن طلبات تلقتها سوناطراك من عدة شركات، لاسيما من أوروبا الشرقية لتزويدها بالغاز، موضحا أنها طور الدراسة. واعتبر هذا الطلب على الغاز الجزائري يؤكد أفضلية الجزائر، في ظل تنامي المنافسة في هذا المجال، حيث صرح قائلا، "هناك دول حققت اكتشافات غازية هامة مثل قطر واستراليا والموزمبيق ودول افريقيا الغربية...لكن ارتباط أوروبا بالجزائر عبر أنابيب نقل الغاز يعطي أفضلية للجزائر، فخلال ساعات فقط يصبح الغاز المسال غازا طبيعيا، ومن دون أي أخطار يمكن تسجيلها في النقل...والموقع الجغرافي للجزائر يعطيها مكانة تنافسية، فضلا عن أهمية الأسعار المقترحة من طرف سوناطراك التي لها تاريخ يشهد بتحقيق كل التزاماتها، فهي شركة معروفة باحترامها لعقودها ولا توجد أي مخاطرة معها". بخصوص الاكتشاف الغازي الجديد بحاسي الرمل، أوضح حكار أن الحقل كان موجودا ولم يتم اختباره من قبل، وكشفت الاختبارات التي تمت وجود مؤشرات "جد هامة" بخصوص قدراته التي تتراوح بين 100 و340 مليار متر مكعب. وأكد أن الأهمية لا تكمن فقط في الحجم الهام للحقل وإنما بالأخص في الوقت اللازم لبداية انتاجه الأولي والذي سيكون في نوفمبر المقبل، أي 6 أشهر فقط بعد الاكتشاف. وهو ما اعتبره "سابقة"، مشيرا الى أن توقعات الانتاج قد تتجاوز 10 ملايين متر مكعب يوميا. وعن سؤال حول أهمية هذا الاكتشاف بالنسبة لمكانة الجزائر التفاوضية مع شركائها، رد الرئيس المدير العام لسوناطراك بالقول "إنه يعطي للجزائر موقعا تفاوضيا لابأس به". وكانت سوناطراك، قد أعلنت في 27 جوان الماضي أنها تمكنت من تحديد إمكانات هامة جديدة من المحروقات في مكمن "لياس الكربوناتي"، على مستوى رقعة استغلال حقل حاسي الرمل، وأن التقييم الأولي لهذه الإمكانات أظهر حجما يتراوح بين 100 و340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف، في واحدة من أكبر عمليات إعادة تقييم الاحتياطيات خلال العشرين سنة الماضية. وردا على تساؤل حول امكانية تحويل وجهة الغاز الجزائري، قال حكار إن العقود الموقعة مع الشركاء تمنع تحويل الغاز الجزائري إلى وجهة أخرى، مشيرا إلى إمكانية وجود استثناءات، لكنها تتطلب موافقة شركة سوناطراك أولا وكذا تقاسم الأرباح معها. وأكد أنه لم يتم لحد الآن تسجيل أي عملية تحويل للغاز نحو وجهة أخرى، وأنه في حال عدم احترام العقود يمكن اللجوء إلى "إجراءات". وحول موضوع "أنبوب الغاز الجزائر – نيجيريا"، رد حكار بالقول إن المشروع قيد إعادة التقييم حاليا، وأن منافسته من مشروع يمر عبر 12 دولة أمر صعب ومعقد. من جانب آخر، أكد حكار تجسيد سوناطراك لالتزاماتها للحفاظ على البيئة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية، معتبرا ما نشرته بعض التقارير لا يعكس الواقع، وأن سوناطراك أنجزت دراسة مشتركة مع الوكالة الجزائرية للفضاء بينت عدم صحة الأرقام المقدمة من بعض المنظمات العالمية. أهم مؤشرات حصيلة 2021 - 2022 عكست المؤشرات المقدمة في الحصيلة من طرف مدير تسيير الأداء بمجمع سوناطراك محمد رشدي بوطالب، النتائج الإيجابية المسجلة، والتي تشير في نهاية 2021 إلى ارتفاع الانتاج بنسبة 5% وانتقال معدل الأسعار من 42 دولار للبرميل في 2020 إلى 72 دولار للبرميل في 2021، ما أدى إلى ارتفاع المداخيل إلى 35,4 مليار دولار بنهاية السنة الماضية وبالتالي ارتفاع الجباية البترولية بنسبة 40% مسجلة 2601 مليار دينار. كما ارتفع إنتاج المصافي بنسبة 1 من المائة إلى 28 مليون طن وارتفع حجم مبيعات المحروقات داخليا وخارجيا ب14% ليصل إلى 159,4 مليون طن معادل بترول، مقابل تراجع الواردات من البنزين بنسبة 70%. وخصّصت سوناطراك سنة 2021، ما يعادل 4,4 مليار دولار لقطاع الاستكشاف والإنتاج من إجمالي استثمارات بلغت 5,1 مليار دولار، منها 62% بالدينار. كما كانت سنة 2021 حافلة من حيث استلام وتشغيل المشاريع، أهمها تطوير حقول تينهرت باتجاه أوهانت (الغاز الأولي) وإنجاز مركز الفصل والضغط حاسي مسعود شمال وتطوير حقول الغاز قٌاسي طويل باتجاه رهورد نوس إلى جانب تطوير حقول الغاز قاسي طويل باتجاه قاسي الطويل وتطوير حقول تينهرت- ألرار(الغاز الأولي). كما شملت الإنجازات تجديد الوحدات التابعة جنوب حاسي مسعود وتعزيز محطات حاسي الرمل المرحلة الثالثة، ومحطات وسط وشمال وكذا تعزيز محطات عين أميناس المرحلة الثالثة، إضافة إلى محطة ضغط وإعادة حقن الغاز منزل لجمات شمال، تمديد خط أنابيب الغاز من العريشة إلى محطة بني صاف على مسافة 196 كلم وخط انابيب نقل الغاز 12 "تيغنتورين-السقيفاف" على مسافة 109 كلم إلى جانب حوض تخزين المكثفات بسكيكدة. وشهدت السنة الماضية توقيع أول عقد لاستغلال وإنتاج المحروقات بموجب القانون 19-13 بمحيط بركين جنوب، مع الشريك الإيطالي إيني. كما تم توقيع عقود إنجاز عدة مشاريع تتعلق بتطوير إنتاج البوليبروبلان بمدينة جيهان في تركيا مع شركة رونيسونس وتطوير حقل تينهرت- ألرار- تطوير كامل (حصة شبكة التجميع) وكذا إعادة تأهيل خطوط عدة أنابيب، بالإضافة إلى تنصيب لجنة الأخلاقيات بالشركة الوطنية للمحروقات والتوقيع على بيان السياسة العامة الجديدة للصحة والسلامة والبيئة وعلى البيان العام لسياسة المحتوى المحلي والاندماج الوطني، فضلا عن توحيد أنواع البنزين وتصنيع نوع واحد فقط خالي من الرصاص، مع تسجيل 13 اكتشافا جديدا للمحروقات بالجهود الذاتية. وتواصلت النتائج الايجابية في الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، إذ حققت الشركة الوطنية للمحروقات رقم أعمال للصادرات قدره 21,5 مليار دولار مقابل 12,6 مليار دولار، نهاية ماي 2021 ، بزيادة نسبتها 70%. وبلغ الإنتاج الأولي من المحروقات 79,2 مليون طن معادل بترول في نفس الفترة، بزيادة قدرها 2 بالمائة، وبلغ حجم مبيعات المحروقات (الصادرات + السوق الوطنية) 67 مليون طن معادل بترول، بزيادة قدرها 0,3%، في حين بلغ حجم الواردات 95000 طن بانخفاض قدره 14%. اما بالنسبة لاستلام وتشغيل المشاريع خلال نفس الفترة، ذكرت الحصيلة حقل النفط حاسي بئر ركايز (المرحلة الأولى)، المنجز بالشراكة مع المؤسسة العمومية التايلندية لاستكشاف وإنتاج النفط ومركز الإشراف على شبكة النقل عبر خطوط الأنابيب. وخلال الخمسة أشهر الأولى لسنة 2022 وقع مجمع سوناطراك العقد الثاني للتنقيب وإنتاج المحروقات بموجب القانون 19-13، بخصوص حقل زارزايتين مع الشريك الصيني سينوبك. كما تم توقيع عقود إنجاز مشاريع وحدة ميثيل ثالث بوتيل الأثير بأرزيو وحوض تخزين الغاز الطبيعي المسال بسكيكدة. وتشمل حصيلة المجمع أيضا، إنجاز 4 اكتشافات جديدة للمحروقات، منها اكتشاف واحد بالشراكة.