أكدت الجزائر وإيطاليا، أمس، عزمهما المضي قدما بعلاقات التعاون إلى أعلى المستويات، من خلال تشجيع رجال أعمال البلدين على تفعيل الاستثمارات الجادة في مختلف القطاعات الاستراتيجية، و الارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة ، كما أعربتا عن تطلعهما لزيادة حجم المبادلات التجارية التي بلغت 8.5 مليار دولار خلال العام الماضي، من خلال استغلال المؤهلات الاقتصادية التي تتوفران عليها. ودعا الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، متعاملي البلدين خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي الجزائري - الإيطالي بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، بحضور رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والإيطاليين إلى رفع التحدي والدفع بالشراكة الاقتصادية الثنائية إلى أفق أرحب، مشددا على "بناء شراكات طموحة تتعدى السوق الجزائرية إلى الأسواق المجاورة". وأضاف رئيس الهيئة التنفيذية، أن قيمة التبادلات التجارية بين البلدين تجاوزت 4,3 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، مشيرا إلى أن الجزائر تبقى الشريك التجاري الأول لإيطاليا في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. ويرى الوزير الأول أن حصيلة الاستثمارات الإيطالية خلال العشرين سنة الأخيرة والمقدرة ب29 مشروعا بقيمة 7,46 مليار دج، لا ترقى لا إلى قوة العلاقات السياسية التي تربط البلدين ولا إلى حجم الفرص المتاحة للاستثمار في الجزائر والمزايا المقارنة المتوفرة، لاسيما خارج قطاع المحروقات، الذي يحظى فيه الشريك الإيطالي بالنصيب الأكبر من النشاط. وغازل بن عبد الرحمان في هذا الصدد المؤسسات الإيطالية بالقول أنه أمامها العديد من فرص الاستثمار في الجزائر، خاصة في قطاعات الفلاحة والمناجم والسياحة وكذا قطاع السكن الذي تواصل الدولة جهودها من أجل تطويره للاستجابة إلى الطلب المتزايد على البرامج السكنية بمختلف صيغها وفي جميع ربوع الوطن. وأكد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي. من جهته، أن الاصلاحات التي بادرت بها الجزائر ترفع من ثقة المستثمرين وتمنحهم فرصة كبيرة لتطوير نشاطاتهم بهذا البلد، داعيا الى العمل "يدا بيد في جميع المجالات". وقال إن الشركات الإيطالية حاضرة في الجزائر في العديد من القطاعات وعلى رأسها الطاقة والبنى التحتية والنقل والصناعات الغذائية، غير أنه يرى بأنه على هذه الشراكات التوسع لتشمل قطاعات أخرى، على غرار الطاقات المتجددة والصناعة الصيدلانية والتكنولوجيات الحديثة، داعيا متعاملي البلدين إلى العمل سوية لرفع تحدي الأمن الغذائي. أما وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويجي دي مايو، فقد وصف الجزائر ب«الشريك الرئيسي" لبلاده في البحر الابيض المتوسط ليس فقط في المجال الاقتصادي. وأكد استعداد بلاده للاستفادة من فرص التعاون مع الجزائر التي تمثل أيضا "أول شريك لإيطاليا في إفريقيا"، مجددا التزام بلاده بتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجزائر، في ظل المزايا التنافسية وفرص الاستثمار الموجودة بها. للإشارة، يشارك في المنتدى الذي يعقد على هامش القمة الحكومية الجزائرية-الإيطالية الرابعة، أزيد من 500 رجل أعمال من بينهم 180 إيطالي من مختلف قطاعات النشاط.