تعدّ بلدية آيت نوال مزادة، الواقعة بأقصى الجهة الشمالية الغربية لسطيف، من أفقر البلديات بالولاية، حيث تفتقر للكثير من المرافق الضرورية، لعدم استفادتها من برامج تنموية تخرجها من عزلتها، ولم يشفع لها موقعها الجغرافي الوعر وسط تضاريس صعبة على الحدود مع ولاية بجاية، إيجاد مكانة ضمن مناطق الظل، والاستفادة من المشاريع التنموية كغيرها من البلديات الفقيرة بإقليم الولاية. آيت نوال مزادة من البلديات التي لم تأخذ نصيبها من برامج التنمية، حيث لا يزال الطابع الريفي السمة المميزة لغالبية القرى والتجمعات السكانية بالمنطقة، في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة في جميع الميادين، وهو ما انعكس سلبا على يوميات سكانها الذين فضل الكثير ممن تسمح لهم ظروفهم المادية، الرحيل إلى البلديات المجاورة والمدن الكبرى. في هذا الشأن، مرافق الشباب والرياضة بالبلدية تكاد تكون شبه منعدمة بالمنطقة، وهو ما جعل أكبر نسبة من شبابها يعيش يوميات ملل روتينية، ما يضعه بين خيارين لا ثالث لهما، إما التنقل إلى المدن الكبرى المجاورة، أو الجلوس بالمقاهي، وهي السمة نفسها التي تطبع يوميات شباب جلّ القرى والمداشر، لانعدام أبسط المرافق الشبانية بها لاسيما الملاعب الجوارية المعشوشبة اصطناعيا، حيث تتوفر المنطقة على ملعب ترابي واحد، ما يجبر أغلبية الشباب على قطع مسافات طويلة والتنقل يوميا إلى البلديات المجاورة لتأجير ملاعب، بالإضافة إلى انعدام مرافق شبانية أخرى كدار للشباب التي من شأنها امتصاص الفراغ الذي يتخبط فيه شباب سكان قرى ومداشر البلدية. ويناشد شباب المنطقة، المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية، والقائمين على قطاع الشباب والرياضة، زيارة آيت نوال مزادة للوقوف عن قرب على معاناة شبابها وحرمانهم من حقهم، مطالبين بضرورة إدراج بلديتهم ضمن قطار التنمية كباقي بلديات الولاية، من خلال إنجاز 3 ملاعب جوارية وملعب بلدي مغطى بالعشب الاصطناعي، إلى جانب دار للشباب للتكفل بمختلف نشاطات شباب المنطقة. الكهرباء والغاز غائبان عن التجزئات الجديدة ولا تتوقّف معاناة سكان قرى ومداشر بلدية آيت نوال مزادة، عند حدّ فئة الشباب، حيث لا تزال نسبة كبيرة من السكنات غير مربوطة بشبكات الكهرباء والغاز، إلى جانب خطر الضغط العالي والمتوسط لشبكة الكهرباء، التي باتت تشكل خطرا على بعض السكنات، حيث يطالب أصحابها بتغيير مسارها لكونها تمر فوق منازلهم، وربط منازل البعض منهم بشبكة الكهرباء في حدود 200 مسكن، كما يطالب سكان تجمعات جديدة بتجزئة بني خلاد، ومزادة مركز، وأفوراح، وأمصدق بربط منازلهم بالغاز، واستدراك التأخر الحاصل لكون الدراسات التقنية قد أنجزت. النقل المدرسي هاجس التلاميذ واقع قطاع التربية هو الآخر، بمثابة هاجس لتلاميذ المنطقة وأوليائهم، خصوصا مع ظاهرة الاكتظاظ الحاصل ببعض المدارس، في ظل غياب برامج تخص التوسعة وإنجاز أقسام جديدة، فيما تنعدم التهيئة الداخلية والخارجية ببعض الابتدائيات، فضلا عن قلة المركبات المخصّصة للنقل المدرسي، ما يزيد من معاناة التلاميذ لاسيما بالطورين الثاني والثالث. وللقضاء على هذه الظاهرة وتغطية العجز المسجّل في النقل المدرسي، دعا أولياء التلاميذ لتدعيم حظيرة البلدية على الأقل بحافلتين جديدتين، تضافان إلى الحافلة الوحيدة الموجودة حاليا، وإصلاح باقي الحافلات المتوقّفة، بعد رفضها من قبل لجنة المجلس الشعبي الولائي، لما تشكّله من خطورة على مستعمليها من التلاميذ. وبخصوص الإطعام المدرسي، دعت الأسرة التربوية إلى تسجيل مشروع مطعم بابتدائية "الهاشمي يحياوي" بمنطقة آيت نوال مزادة مركز، حيث يتم استغلال قسم بين الدوامين كمطعم لتوزيع الوجبات على التلاميذ، وهو ما أثّر سلبا على السير الحسن للدروس، بالإضافة إلى إعادة النظر في قرار مصالح مديرية التربية بغلق مطعم بمدرسة "عيسى عبدلي" بقرية بني خلاد منذ سنة 2003. من جهة أخرى، يطالب أولياء التلاميذ، بتجسيد مشروع ابتدائية بمزادة، بعد قرار هدم مدرسة أخرى وإنجاز ثانوية مكانها، وهو الوعد الذي قطعه مسؤولو القطاع على أنفسهم أمام سكان المنطقة منذ سنوات، بتعويض المنطقة بمشروع ابتدائية جديدة، حيث لا يزال السكان إلى يومنا هذا يترقبون تجسيد هذا الوعد، في ظل المعاناة اليومية لأبنائهم الذين يجبرون يوميا على قطع مسافات تزيد عن 4 كلم للالتحاق بمدرسة "لخضر معزوزي"، خصوصا بالنسبة لسكان قرية بني خلاد. اهتراء الطرقات عمّق عزلة المنطقة كما تشهد شبكة الطرقات المتواجدة بإقليم البلدية، وضعية مهترئة خاصة الفرعية منها ما زاد من عزلة القرى والمداشر، وأصبحت محل شكاوى أصحاب السيارات لما تلحقه من تكاليف وخسائر إضافية لمركباتهم، أبرزها الشطر الثاني من الطريق البلدي رقم 100 على مسافة 1,5 كلم، الذي بات في حاجة ماسة لإعادة التهيئة، بالإضافة إلى الطريق الرابط بين الطريق البلدي رقم 100 وقرية إغيل ينارن على مسافة 1,2 كلم، والطريق المؤدي إلى قرية آيت عيني على مسافة 0,5 كلم، إلى جانب الطريق الفرعي تاعزيبت على مسافة 500 متر، ناهيك عن طرقات تبلوط وإقنان على مسافتي 700 و 400 متر على التوالي. كما يطالب فلاحو المنطقة، بفتح مسالك ريفية لتمكينهم من الوصول إلى مزارعهم وأراضيهم الفلاحية، لكون غالبية المسالك غابية يصعب الوصول إليها. الصحة في حاجة إلى إنعاش يعاني قطاع الصحة بالمنطقة هو الآخر، من نقص في المرافق، ما انعكس سلبا على التغطية الصحية، لاسيما بالمناطق الريفية، حيث يجبر السكان على قطع مسافات طويلة لتلقي العلاج، كما تحصي البلدية 3 قاعات علاج، اثنتان منها مغلقتان، إلى جانب قاعة بمركز البلدية تعمل بنصف الدوام، في ظل غياب التأطير الطبي وشبه الطبي. وأمام هذا النقص، طالبت العديد من الجمعيات التابعة للمجتمع المدني، ومصالح البلدية بإدراج مشروع عيادة متعدّدة الخدمات، بالإضافة إلى قاعة ولادة لرفع الغبن عن سكان المنطقة. وردا على هذه الانشغالات، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية آيت نوال مزادة، عادل لحوش ل«المساء"، أنه تلقى وعودا رسمية من قبل مديرية الصحة والسكان بالولاية، للتكفل باحتياجات المنطقة مستقبلا، مشيرا إلى برامج تنموية ستستفيد منها البلدية لتدارك مختلف النقائص المسجلة في القطاعات المختلفة، مع مراعاة جانب الأولوية، وتوفّر الأرصدة المالية المخصّصة لذلك.