توجه، أمس، ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية، إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف للقاء المسؤولين الصحراويين في إطار زيارة تهدف إلى حلحلة الجمود الذي ضرب ملف تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بسبب المواقف المتعنتة للمحتل المغربي. وقالت ايري كانيكو، الناطقة باسم الأممالمتحدة، أمس، أن زيارة دي ميستورا، تندرج ضمن سلسلة تحركاته الرامية إلى عقد لقاءات مع مختلف الأطراف في المنطقة. وأضافت أن زيارة المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية تدخل أيضا ضمن رغبته الملحة في تعميق المشاورات على أمل إعادة بعث وبشكل بناء المسار السياسي في الصحراء الغربية تنفيذا لقرارات الأممالمتحدة التي تعتبر القضية بمثابة قضية تصفية استعمار ومدرجة ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار منها. وأضافت أن دي ميستورا، سيقوم بزيارات مماثلة لاحقة إلى المنطقة سيتم الإعلان عنها في حينها. وتأتي زيارة الدبلوماسي الأممي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بعد زيارة مماثلة قام بها بداية شهر جويلية الماضي إلى المغرب عقد خلالها لقاءات مع مسؤولين مغربيين ولكنه فشل في تحقيق رغبته في القيام بزيارة إلى المدن الصحراوية المحتلة بعد أن رفض المخزن ذلك مشترطا مقابل ذلك إجراء لقاءات مع جهات حددتها له مسبقا ضمن محاولة لمنعه من إجراء أي اتصال مع أبناء الشعب الصحراء المعنيين حقيقة بهذا الملف المعروف عنهم موقفهم الصريح الرافض للاحتلال والمطالب بضرورة تسريع مسار التسوية الأممي لوضع حد لنصف قرن من احتلال بغيض. ورغم الرفض المغربي إلا أن المبعوث الأممي لم يفقد الأمل في القيام بزيارة إلى مدينة العيون المحتلة للقاء سكانها من الصحراويين لتحسس موقفهم الرافض لكل فكرة لضم بلدهم إلى المغرب بقناعة أنها دولة مغايرة وليس ليها أي علاقة مع المغرب. وكان دي ميستور، الذي عين في منصبه الجديد شهر نوفمبر من العام الماضي كان قام بأول جولة إلى المنطقة بداية العام الجاري. وكانت جبهة البوليزاريو، اكدت في عديد المرات أن نجاح دي ميستور في مهمته يمر حتما عبر تكريس مبدا تقرير المصير كخيار لانهاء معاناة الشعب الصحراوي وان كل مسعى خارج هذا الإطار سيكون مآله الفشل المحتوم. كما طالبت مجلس الأمن والدول الفعالة فيه بممارسة ضغوط أكبر على دولة الاحتلال وإرغامها على الإذعان للإرادة الدولية لإنهاء الاحتلال من آخر مستعمرة في إفريقيا. وتبقى فرصة نجاح دي ميستورا في مهمته قائمة، في حال تجاوب مجلس الأمن الدولي مع القرارات التي صادق عليها ولكنها ستكون مستحيلة في حال أدرجت هذه الزيارة في سياق زيارات وجولات سابقة لمبعوثين أمميين اصطدموا جميعهم بعقبة الرفض المغربي لكل مسعى لإنهاء الاحتلال من الصحراء الغربية وسيضطر حينها الدبلوماسي السويدي ذي الأصول الإيطالية على رمي المنشفة كما فعل سابقوه في هذه المهمة والذين اقروا جميعهم أن سبب عرقلة تسوية النزاع يبقى، المغرب والدول الداعمة له في مجلس المن الدولي.