ضمن البرنامج الثقافي والفني المسطر للاحتفال بالذكرى 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة والتي تتزامن هذه السنة مع انعقاد الدورة 31 لقمة جامعة الدول العربية، يحتضن قصر الثقافة "مفدي زكريا"، معرضين إلى جانب المعرض العربي للكتاب؛ الأول أثري بعنوان "يزداد الأسلاف شبابا"، والثاني حرفي، خاص بالنحاسيات. المعرض الأول المنظم ضمن مساعي وزارة الثقافة والفنون لتثمين الموروث الثقافي المادي وغير المادي والتعريف به وطنيا ودوليا بوصفه أحد أهم عناصر الهوية الوطنية الجزائرية، يشرف عليه "المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ". ويؤرخ لفترة ما قبل التاريخ. ويحاكي تاريخ الجزائر في هذه الفترة. ويبرز الاكتشافات العديدة والمتعددة التي تثبت أن الجزائر مرت بعدة حقب تاريخية مختلفة، وكذا لبقايا حضارات إنسانية ضاربة في عمق التاريخ، ناهيك عن كونه توثيقا للتواجد الإنساني، الممتد لأكثر من مليوني وأربعمائة ألف سنة قبل الميلاد. هذا الفضاء الأثري الذي يدوم إلى غاية 4 نوفمبر الداخل، يضم عرضا شاملا للتراث الجزائري المصنف لدى "اليونيسكو". ويشمل أهليل القورارة، والشدة التلمسانية، وركب أولاد سيدي الشيخ، والإمزاد، والسبيبة بجانت، والسبوع بتيميمون، وكيالو الماء، والكسكس والخط العربي، بالإضافة إلى الملفات قيد التحضير، التي تشمل التقطير بقسنطينة، وحلي منطقة أث يني، والسراوي بمنطقة الأوراس، والأشويق والأياي والمالوف والشعر الملحون. كما يستضيف قصر الثقافة "مفدي زكريا" معرضا آخر للخزف والنحاس، يشتمل في أركانه على أجمل التحف النحاسية التي أبدعتها أنامل الحرفي محمد الصالح الفيلالي، بأشكال بديعة تجمع بين أصالة التراث غير المادي وحداثة الفن المعاصر، خاصة أن التحف النحاسية كانت منذ الأزل، أحد العناصر الجمالية في الديكور الجزائري الأصيل للقصور والبيوت الجزائرية، ولاتزال إلى يومنا دكاكين الحرفيين النحاسيين شاهدة على ذلك. وفي الجانب الثاني من المعرض تتموضع بأناقة التحف الخزفية الفاخرة التي جاد بها حس فني عال، وإتقان ملحوظ لحرفيين معروفين، على غرار سعيد جاب الله، وكريم حداوي، وأمقران سايس، وناصر واضح، وفيصل مداني، وتوفيق بومهدي، وعمار بوعبد الله، وعبد الرحمن ياحي وزنيدة زيوش.