يتواصل بقص الثقافة مفدي زكريا، فعاليات معرض الكتاب العربي، الذي ينظم في إطار البرنامج الثقافي والفني المسطر للاحتفال بالذكرى 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة التي تتزامن هذه السنة مع احتضان الجزائر للدّورة 31 لقمة جامعة الدول العربية، تحت شعار "الكتاب قاعدة لم شمل الثقافة العربية"، والذي يعرف مشاركة 81 دار نشر، منها 62 جزائرية و19 ممثل جزائري، لدور نشر عربية من سبعة بلدان هي لبنان والأردن ومصر والإمارات وتونس وسوريا والسعودية، بمجموع أكثر من 15 ألف عنوان في كل التخصصات. كما يعرف الصالون تنظيم ندوات وورشات ومحاضرات وجلسات أدبية وقراءات شعرية لها علاقة بقضايا الفكر والأدب العربي وكذا تجليات الثورة التحريرية في الإبداع العربي، وهذا بمشاركة العديد من الأدباء والمثقفين الجزائريين والعرب، وخلال أفتتحها لفعاليات الصالون الذي يستمر إلى غاية 4 من شهر نوفمبر الداخل، عبرت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، عن سعادتها بهذا اللقاء الذي يجمعهم في رحاب الكتاب والمعرفة والثقافة، ضمن فعاليات الصّالون العربي للكتاب الذي ينظم هذه المرة على هامش الموعد التاريخي الكبير الذي تحتضنه الجزائر ممثلاً في انعقاد القمة العربية، حيث يتزامن هذا الحدث الهام ولحظة تاريخية مهمة في الفضاءِ العربي، لحظةُ تتأسس على استرجاعِ قيمةٍ مهمة أرادها رئيس الجمهوريّة عبد المجيد تبون أن تعلو العناوين كلها ألا وهي لحظة جمع الشمل، خاصة وأن يكون الكتاب هو نقطة انطلاق الفعاليات الثقافية التي تنظم على هامش القمة العربية وعلى مشارف الذكرى الثامنة والستين للثورة التحريرية المباركة، مؤكدة على الاهتمام البالغ الذي توليه وزارة الثقافة والفنون والجزائر عموما للقراءة والمطالعة. كما أعلنت وزيرة الثقافة بالمناسبة عن عزم وزارة الثقافة والفنون الانطلاق أواخر الشهر نوفمبر الداخل، في تنظيم جلسات تشاورية حول الكتاب والمطالعة، ترتكز على فتح نقاش عميق حول أهم المسائل التي تندرج ضمن صناعة الكتاب، بداية من التأليف إلى النشر إلى التوزيع بما في ذلك السياسة الوطنية للمعارض ومكتبات بيع الكتب وصولاً إلى سياسات الدعم الموجه للكتاب والناشرين، بالإضافة إلى المكتبات العمومية والمطالعة وما يرتبط بوضعية شبكة مكتبات المطالعة العمومية ومشاكلها المتعلقة بالتأطير البشري والرقمنة وتكنولوجيا الاتصال، وسياسة الإقتناءات وفضاءات ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من المسائل والقضايا المرتبطة بالمطالعة والمقروئية. …افتتاح ثلاثة معارض حول التراث الثقافي المادي واللامادي كما أشرفت وزيرة الثقافة وفي اطار الاحتفالات بالذكرى ال 68 لاندلاع الثورة التحريرية، وضمن مساعيها الرامية إلى تثمين الموروث الثقافي المادي وغير المادي والتعريف به وطنيا ودوليا بوصفه أحد أهم عناصر الهوية الوطنية الجزائرية، على افتتاح معرض "يزداد الأسلاَف شبابا"، المنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، والذي يؤرخ لفترة ما قبل التاريخ ويحاكي تاريخ الجزائر في هذه الفترة، ويبرز الاكتشافات العديدة والمتعددة التي تثبت أن الجزائر مرّت بعدة حقب تاريخية مختلفة، تؤرخ لبقايا حضارات إنسانية ضاربة في عمق التاريخ، وتوثق للتواجد الإنساني الممتد لأكثر من مليوني وأربعمائة ألف سنة قبل الميلاد، كما يضم نفس الجناح معرضًا للتراث غير المادي الجزائري، يضم عرضا شاملا للتراث الجزائري المصنف لدى "اليونيسكو"، والذي يشمل كل من أهليل القورارة، زي الزفاف التلمساني، ركب أولاد سيدي الشيخ، الإمزاد، السبيبة بجانت، السبوع بتيميمون، كيالين الماء، الكسكس والخط العربي، بالإضافة إلى الملفات التي هي قيد التحضير، وتشمل كل من التقطار بقسنطينة، حلي منطقة أث يني، السراوي بمنطقة الأوراس، الأشويق والأياي والمالوف والشعر الملحون. كما قامت الوزيرة بتدشين معرضا آخر للخزف والنحاس، يشتمل في أركانه على أجمل التحف النحاسية التي أبدعتها أنامل الحرفيّ محمد الصالح الفيلالي بأشكال بديعة تجمع بين أصالة التراث غير المادي وحداثة الفن المعاصر. الجدير بالذكر، أن هذه المعارض الثلاثة تُقام في قصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالموازاة مع الصالون العربي للكتاب خلال الفترة الممتدة من 27 أكتوبر إلى 04 نوفمبر 2022، بداية من الساعة 10 صباحا إلى 19 مساء، وهذا ضمن البرنامج الثقافي والفني المسطر للاحتفال بالذكرى 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، والتي تتزامن هذه السنة مع انعقاد الدورة 31 لقمة جامعة الدول العربية.