لا تزال الجمعية الوطنية "أمل الحياة" لأطفال الشلل الدماغي، تأمل من خلال الملتقيات التي تقوم بتنظيمها في مختلف ولايات الوطن، وكان آخرها الملتقى الوطني الذي احتضنته ولاية تيزي وزو، أن توصل صوتها للجهات المعنية، بغية التدخل للحد من معاناة المرضى التي أضحت تثقل كاهل عائلاتهم، وحسب رئيس الجمعية أحمد مقدم "فإن الجمعية تحاول في كل مرة إخراج هذه الشريحة للمجتمع، من أجل التفاعل معها وتقديم الدعم لها". تحدث رئيس الجمعية الوطنية "الأمل" لأطفال الشلل الدماغي ل"المساء"، عن مخرجات الملتقى الذي نظم مؤخرا، وارتأى أن يتم افتتاحه بعرض حصة تدريبية لفائدة أطفال الشلل الدماغي، بمعية مختصين وأطباء، حيث تم تقديم شرح مفصل لحالة طفل مريض، وكيفية التعامل معه، وتقديم الخطة العلاجية من أجل التكفل الأمثل به، كنوع من المساعدة للأولياء الذين حضروا بكثرة لطرح انشغالاتهم والاستماع إلى توجيهات المختصين. وحول أهم النقاط التي تم التأكيد عليها خلال الملتقى، وتنتظر التفاتة من الجهات المعنية، عددها رئيس الجمعية على النحو التالي: "التأكيد على الحماية القانونية لأطفال الشلل الدماغي، والتي لا تتحقق حسبه إلا من خلال تعديل القانون لتحديد وتصنيف المرض، ومن ثمة ضمان الحقوق، التأكيد على فكرة التشخيص المبكر، الذي يتطلب أن يكون هناك فرق في عدة تخصصات، إدراج أطفال الشلل الدماغي في سجل وطني، لتسهيل العملية الإحصائية، هذه المخرجات فيما يتعلق بالطفل المريض في حد ذاته". أما فيما يتعلق بالإمكانيات المادية، فيشير رئيس الجمعية، إلى أن الحاجة ملحة من أجل تخصيص مراكز وطنية للعلاج الطبيعي المكثف في مختلف ربوع الوطن، إلى جانب العمل على توفير المراكز الطبية البيداغوجية، التي تقدم خدمات للأطفال المرضى، وحتى الأولياء الذين يحتاجون إلى مرافقة نفسية، تمكنهم من تقبل أبنائهم والصبر على مراحل العلاج الطويلة، وكذا توفير الأدوية، خاصة ما تعلق منها بحقنة "التوكسين" على مستوى مراكز إعادة التأهيل، وأخيرا فتح المجال لتبادل الخبرات مع فرق طبية أجنبية. وردا على سؤالنا حول عدد أطفال الشلل الدماغي على مستوى الجزائر، أشار المتحدث إلى أن العدد في ارتفاع مستمر، الأمر الذي يتطلب رسم إستراتيجية واضحة للتكفل بهم على المستوى الطبي والاجتماعي، داعيا بالمناسبة، إلى ضرورة تكليف فرق طبية لتباشر عملية إحصاء أطفال الشلل الدماغي، وتحديدا في مناطق الظل، بغية إعطاء صورة واضحة حول عددهم وتوسيع دائرة التكفل بهم.