أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تشديد الإجراءات الصحية المتعلقة بالوقاية من وباء أنفلونزا الخنازير، بعد أن رفعت منظمة الصحة العالمية درجة الإنذار إلى المرحلة السادسة، معلنة حالة الوباء العالمي، بعد ان تأكد انتشار الفيروس وإصابته ل74 بلدا. وتهدف هذه الإجراءات الصحية المشددة حسب البيان الذي أصدرته الوزارة أول أمس، الخميس، إلى منع أخطار تنقل الفيروس إلى الجزائر والاكتشاف الفوري لأية إصابة محتملة قد تصل إلى الجزائر عبر مداخل البلاد، وذلك لوضع الإجراءات الأولية اللازمة لمنع الانتقال المحلي للمرض. وتم في هذا الإطار التجنيد الشامل لكل مصالح المراقبة الصحية على مستوى الحدود والمستشفيات. كما تشمل الإجراءات حسب المصدر، تدابير المراقبة، وإجراء تحقيقات وبائية من طرف المصالح المعنية، حتى يتم تحديد مراحل انتقال المرض، واتخاذ إجراءات المراقبة المتمثلة أساسا في عزل المصاب والتكفل الصحي للمصابين على مستوى المراكز الصحية الجوارية. وبالمناسبة أوضحت وزارة الصحة في بيانها أن كل مصالح المراقبة الصحية على مستوى الموانئ والمطارات والحدود الترابية، في حالة تأهب لاكتشاف كل الحالات المحتملة وتوزيع إعلانات لتوعية المسافرين القادمين إلى الجزائر أوالمغادرين للتراب الوطني. وبعد أن أكدت أن الدولة جندت كل الوسائل اللازمة لمواجهة الوباء، وان السلطات الصحية الوطنية لم تحص أية حالة إصابة بالجزائر، جددت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات دعوتها لضرورة احترام قوانين النظافة، ولا سيما بالنسبة للمسافرين المتوجهين إلى إحدى المناطق المصابة بالفيروس، والمطالبين باحترام التوجيهات الصحية التي يعلنها بلد الاستقبال. ويجدر التذكير إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في أعقاب اجتماع لجنة خبراء الطوارئ رسميا عن رفع حالة التأهب إلى المرحلة القصوى لتبلغ المستوى السادس للمرة الأولى من نوعها منذ 41 عاما، ليكون بالتالي فيروس "إتش1 أن1" أول وباء يصيب العالم في القرن الواحد والعشرين، مع ارتفاع عدد الحالات المصابة بهذا الفيروس إلى نحو 28 ألف حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 141 حالة. ويجبر الإعلان عن ارتفاع درجة الفيروس إلى المستوى السادس جميع وزارات وسلطات الصحة في دول العالم بأسره على اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بالحد من انتشار المرض وزيادة إنتاج وتخزين العقاقير المضادة له. وفي إطار تكثيف الجهود العربية لمكافحة انتشار الوباء أعد فريق خبراء الصحة العرب في ختام اجتماعه أول أمس، بمقر الجامعة العربية، مشروع خطة عربية متكاملة للوقاية من فيروس "اتش1 ان1"، تشمل تبادل المعلومات حول المرض من خلال ضباط اتصال تتولى الدول العربية تعيينهم، وتنسيق الجهود للتعاون وتقديم المساعدة لأي دولة عربية يثبت وقوع حالات إصابة لديها، كما ينص مشروع الخطة وضع خطط للتوعية والإعلام يتم تفعيلها من خلال النشرات الإعلامية والملصقات لرفع درجة الوعي بالمرض، مع الاسترشاد بخطة الوقاية السعودية لمكافحة المرض أثناء تأدية مناسك الحج والعمرة. وكان المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية أكد نهاية الأسبوع تلقيه بلاغات بوقوع نحو 41 حالة مؤكدة مختبريا بفيروس أنفلونزا الخنازير ب6 بلدان من إقليم شرق المتوسط. ويتعلق الأمر بكل من الإمارات العربية المتحدة (حالة واحدة) البحرين (حالة واحدة) الكويت (18 حالة) لبنان (8 حالات) السعودية (3 حالات) ومصر (10 حالات)، علما بأن هذه الأخيرة أعلنت الخميس عن تسجيل الحالة ال11 بها، بينما أعلنت وزارة الصحة المغربية أمس، عن تسجيل أول إصابة بالفيروس بالمغرب، رصدت لدى فتاة وصلت إلى الدارالبيضاء قادمة من كندا.