استبعد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "الفورام" مصطفى خياطي، أمس، إمكانية وصول أنفلونزا الخنازير إلى الجزائر، وذلك في ظل الإجراءات "الصارمة" التي باشرتها وزارة الصحة تزامنا مع رفع درجة التأهب إلى المرحلة السادسة وإعلان المرض وباء عالميا، حيث أوضح أن الاحتياطات تخص أيضا أبناء الجالية المقيمة بالدولة التي سبق وأن سجلت حالات إصابة، مشيرا إلى أن 97 بالمائة من الإصابات المسجلة في الدول العربية "مستوردة". أثار إعلان منظمة الصحة العالمية مرض أنفلونزا الخنازير وباء عالميا حالة استنفار قصوى في معظم دول العالم على غرار الجزائر، حيث كانت وزارة الصحة قد أكدت في بيان أصدرته عقب رفع حالة التأهب للمرحلة السادسة، تعزيز الإجراءات عبر الحدود البرية والبحرية وكذا الجوية منها تحسبا لدخول أي حالة، وبغرض الاستفسار أكثر حول الفيروس والتأكد من عدم وصوله إلى الجزائر أجرت "صوت الأحرار" أمس اتصالا هاتفيا مع رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، أكد لنا من خلاله عدم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير إلى حد الآن، مضيفا أن الوضع يستدعي في الوقت الراهن التركيز بالدرجة الأولى على تحسيس المواطنين بطرق الوقاية منه، وتجنب ما أسماه ب"التهويل" فيما يتعلق بوصوله إلى بلادنا. وفي سبيل طمأنة المواطنين، أكد رئيس "الفورام" أن الجزائر قد اتخذت إجراءات "صارمة" للكشف عن أية إصابة جديدة من أجل التكفل بها في حال التأكد منها، مشيرا إلى أن وزارة الصحة قد قررت – في حال ثبوت تسجيل إصابة- إخضاع المريض للعناية الصحية المشددة مع فرض ما أسماه "حزام صحي" على باقي المسافرين لمدة تتراوح ما بين ثلاثة وأربعة أيام، كما أشار إلى أن فترة العطل التي يعيشها التلاميذ إلى جانب نقص الأماكن المغلقة على غرار دور السينما في الجزائر يجعل بلادنا في منأى عن وصول هذا المرض، خاصة وأن مثل هذه التجمعات المغلقة تعد فضاء مميزا لانتشاره بين الأشخاص. وفيما يتعلق بالإجراءات الخاصة بأبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالدول التي سبق وأن سجلت حالات إصابة بها، أشار البروفيسور خياطي إلى أنها تتفاوت من بلد لآخر وذلك بحسب طريقة وصول الوباء إليه، حيث صنف الدول بين " مستوردة للفيروس ومصدرة له"، مضيفا أن 97 بالمائة من الحالات المسجلة في الدول العربية على غرار تلك التي تم تسجيلها مؤخرا بالمملكة المغربية، "مستوردة" وذلك في ظل عدم وجود بؤر للمرض، باستثناء كل من كندا، المكسيك والولايات المتحدةالأمريكية التي تعد مصدرة للمرض، ليشير رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث إلى أن المسؤولين يركزون بالدرجة الأولى على تحسيس المغتربين بضرورة الوقاية من الفيروس والحيلولة دون انتشاره. وحول إعلانه وباء عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية، أشار خياطي إلى أن أنفلونزا الخنازير وعلى الرغم من انتشاره في أزيد من 75 دولة، "لا يعد مرضا قاتلا"، مستدلا في ذلك بأن 150 حالة وفاة فقط تم تسجيلها من بين 30 ألف إصابة سجلت في العالم، وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت من بين الدول التي رفعت حالة التأهب إلى المرحلة السادسة عقب إعلان منظمة الصحة العالمية، حيث قررت وزارة الصحة تجنيد كل مصالح المراقبة الصحية على مستوى الحدود والمستشفيات، إضافة إلى إجراء تحقيقات وبائية من طرف المصالح المعنية لدى الوزارة بغرض تحديد سلسلة انتقال المرض واتخاذ إجراءات المراقبة الكفيلة والمتمثلة في عزل المصاب وكذا التكفل الصحي للمصابين على مستوى المراكز الصحية الجوارية، كما تعهدت بإطلاع السكان على تطورات الوضع بكل شفافية وعدم إخفاء الحقائق المتعلقة بالوباء.