أعلنت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات عن تشديد الإجراءات الصحية والرقابية المتعلقة بوباء أنفلونزا الخنازير، بعد أن رفعت منظمة الصحة العالمية حالة الإنذار إلى الدرجة السادسة حسب بيان أصدرته أول أمس الخميس وأكد ذات المصدر أن هذه الإجراءات الصحية تهدف إلى منع انتقال الفيروس ''آتش 1 آن ''1 إلى الجزائر ومحاصرته في حال اكتشاف أية حالة مع اتخاذ الإجراءات الأولية اللازمة منعا لتفشيه ،خاصة بعد أن تأكّد تسجيل نحو 30 ألف حالة في 74 بلداً، من بينها المغرب ومصر. كشف سليم بلقسام المكلف بالإعلام بوزارة الصحة أن مصالح المراقبة الصحية جندت تجنيدا شاملا على مستوى الحدود و المستشفيات، الموانئ و المطارات، وأنها توجد في حالة تأهب قصوى لاكتشاف أية إصابة، إلى جانب توزيع إعلانات للمسافرين القادمين إلى الجزائر أو المغادرين للتراب الوطني. وذلك على إثر رفع منظمة الصحة العالمية درجة خطورة أنفلونزا الخنازير إلى المرحلة السادسة وهي الأولى من نوعها منذ 40 سنة. وذكر بيان وزارة الصحة أن هذه الإجراءات ستدعم بتحقيقات وبائية من طرف المصالح المعنية، حتى يتم تحديد سلسلة انتقال المرض و اتخاذ إجراءات المراقبة الكفيلة المتمثلة في عزل المصاب و كذا التكفل الصحي للمصابين على مستوى المراكز الصحية الجوارية. في حين وفرت السلطات إلى حد الآن قرابة 20 مليون قناع لمواجهة التهديد الوبائي، بحسب ما كشف عنه المكلف بالإعلام . وقال بلقسام في تصريح له للقناة الإذاعية الثالثة إن ''لجنة الخبراء قررت اتخاذ عدة إجراءات استعجاليه على مستوى المطارات والمراكز الحدودية لتأمين المواطنين من انتشار عدوى الفيروس ''، مضيفاً أن ''المخزون الوطني يتوافر على 20 مليون قناع موجه لعامة الناس، بينما تم تخصيص مليوني قناع للفرق الطبية المتخصصة في عمليات التدخل و توزيع منشورات بعدة لغات تتضمن نصائح للمسافرين، مضيفا أن الجزائر في أتم الاستعداد لأي طارئ مضيفا أن الدولة جندت ''كل الوسائل اللازمة'' لمواجهة الوباء . وعلى صعيد آخر، تعرف مطارات الجزائر حالة استنفار قصوى، إلا أن هذا الوضع لم يدفع السلطات إلى اتخاذ قرار يمنع المواطنين من السفر إلى المناطق الموبوءة، كما لم تمنع الجزائر استقبال مسافرين قادمين من هذه المناطق. وأضاف البيان أن السلطات الصحية الوطنية لم تحص أية حالة مصابة بالجزائر، وأنه سيتم إطلاع السكان على تطورات الوضع بكل شفافية. هذا وكانت وزارة الصحة قد نظمت في وقت سابق لقاء تدريبيا وطنيا لفائدة الممارسين الطبيين المفتشين حول مراقبة خطر انتشار داء أنفلونزا الخنازير، بهدف التحسين من المخطط الوطني للتهيؤ لهذا الوباء، ووجهت الدعوة إلى جميع الممارسين الطبيين لتقديم اقتراحاتهم بهذا الخصوص من خلال استمارات يتم ملؤها لهذا الغرض. كما وضعت مصالحها الرقم الأخضر 3030 تحت تصرف المواطنين ليتمكنوا من خلاله الاتصال للحصول على ''أي معلومة أو سلوك يجب إتباعه بخصوص أنفلونزا الخنازير''، ويتم تشغيل هذا الرقم الأخضر 24 على 24 ساعة ، كما تم تجنيد فرق من الأخصائيين للرّد على أسئلة وانشغالات واستفسارات المواطنين حول هذا الفيروس وأضاف تقرير لمنظمة الصحة العالمية بأنها ستقوم بتوزيع آلاف الجرعات من عقار ''التاميفلو'' المستخدم في علاج الأنفلونزا وأقنعة بدول إفريقيا من أجل الوقاية من الوباء محذرا من ''العواقب الوخيمة التي ستترتب على الوباء في حالة تفشيه بدول القارة، نظرا لعدم امتلاكها الموارد والإمكانات المادية اللازمة لمكافحته". وأعلنت الدكتورة مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أول أمس الخميس أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس (اتش..1أن.1) المعروف باسم أنفلونزا الخنازير ارتفع إلى نحو 30 ألف حالة في 74 دولة حول العالم , وهو ما دفع المنظمة إلى رفع درجة التحذير من الفيروس إلى المستوى السادس والأخير من مستويات التحذير الدولية من الأوبئة.