شارفت اللجنة التحضيرية للمؤتمر ال16 لجبهة البوليزاريو على إنهاء التحضير لهذا الموعد المفصلي، الذي ينعقد في ظروف خاصة في الفترة الممتدة بين 13 و17 جانفي القادم بولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، ضمن محطة لتكييف الواقع السياسي الصحراوي مع المرحلة الجديدة. وأوضح مقرر لجنة "الخارجية والإعلام والتشريفات" باللجنة التحضيرية للمؤتمر، محمد لغظف عوة، في تصريح لوأج، أن التحضيرات لهذا الحدث الهام وصلت الى "مرحلة متقدمة جدا، في ظل العمل الدؤوب والمتواصل لمختلف اللجان، مع إعداد برنامج إعلامي ثري للتوعية والتوجيه". وقال إن "اللجنة التحضيرية تعكف، بإطاراتها من مختلف هياكل الجبهة ومؤسسات الجمهورية الصحراوية، بما فيها ذات التمثيل القاعدي الواسع، على التحضير لهذا المؤتمر الذي يعد "محطة للتقييم واستشراف الآفاق والإستراتيجيات". ولفت الى أن تعليمات وتوجيهات القيادة الصحراوية كانت واضحة بضرورة "توخي الحذر والدقة في التحليل والطرح"، والوصول الى كل المناطق التي يتواجد بها الشعب الصحراوي، سواء في الاراضي المحتلة او مخيمات اللاجئين او في المهجر، وأيضا في كل المؤسسات الوطنية الصحراوية المدنية منها والعسكرية. كما شدّد المسؤول الصحراوي على أن المؤتمر القادم لجبهة البوليزاريو "ينعقد في ظل ظروف استثنائية، أبرزها استئناف الكفاح المسلح وأخرى دولية متغيرة، لها انعكاسات على المستويين الإقليمي والجهوي ومنه على القضية الصحراوية بشكل عام". وهو ما يفرض، بحسب ما أكده، ضرورة الفطنة وتوخي الدقة في التحضير للمؤتمر، الذي اختير له، بعد نقاش واع وهادف، شعار "مؤتمر الشهيد امحمد خداد لحبيب.. تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة". وخلص في الاخير، الى أن "التحدّي الاكبر هو أن تترجم مخرجات المؤتمر ال16 ميدانيا لشعار "تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة"، وأن "تخلق المناخ والظروف لهذه المهمة التي ستكون مسؤولية القيادة السياسية، التي سينتخبها الشعب الصحراوي خلال المؤتمر القادم لجبهة البوليزاريو". من جانبها، أكدت مستشارة الرئيس الصحراوي، النانة لبات الرشيد، أن المؤتمر أعلى هيئة في تنظيم جبهة البوليزاريو "سيد في اتخاذ القرارات ومناقشة القوانين وتعديلها، ورسم سياسات المرحلة المقبلة وكذلك تحديد اهم محاور العمل الوطني في مختلف المجالات"، مؤكدة بأنه "سيكون محطة لتكييف الواقع السياسي الصحراوي مع المرحلة الجديدة". وشدّدت في الأخير، على أن الشعب الصحراوي "حسم أمره وأن الانتصارات التي حققها في حربه خلال سنواته الأولى، حتما، سيحققها في حربه هذه الأيام، حيث يكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، مضيفة "التضحيات التي قدّمها، منذ انتفاضته الاولى، ما تزال مفتوحة حتى النصر الأكيد وتحقيق الاستقلال".وفي سياق دعم القضية الصحراوية، أكد المحامي النيجيري، فيمي فالانا، أن مواصلة المغرب في غطرسته واحتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية، سيضع عضويته في الاتحاد الإفريقي على المحك، مبرزا أن قرار المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب الأخير حول الصحراء الغربية أبطل كل مطالب المغرب بسيادته المزعومة على الإقليم. وشدّد المحامي النيجيري، في تصريح لواج من أبوجا، بأن "الوقت قد حان لتوجيه انتباه المغرب للمبادئ التأسيسية للاتحاد الإفريقي، وتطبيق قرارات الهيئة الإفريقية خاصة ما تعلق بتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتنازل في تقرير المصير والاستقلال". وبالنظر الى الأهداف التي يتبناها الاتحاد الإفريقي في محاربة القوى الاستعمارية في القارة، أكد المحامي النيجيري، أنه "على يقين بأن هذه المنظمة ستتوصل، قريبا، الى حل أزمة الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية".