أعلن ممثل حركة الشعر العالمية بالجزائر، الدكتور عاشور فني، عبر منبر "المساء"، عن تنظيم هذه الحركة لمؤتمر افتراضي بإفريقيا، اليوم وغدا، ابتداء من العاشرة صباحا بتوقيت غرينيتش، بمشاركة قرابة ثلاثين منسقا وطنيا للحركة، وعدد كبير من الشعراء. قال الدكتور عاشور فني ل"المساء"، إن حركة الشعر العالمية، تنسيقية مشتركة لعدد من مهرجانات الشعر الدولية، ومن المشروعات الشعرية، ومن الشعراء من 150 بلد، "تسعى من خلال إنجاز أعمال شعرية وضمان عولمتها، إلى بناء توجه إنساني جديد للقرن الحادي والعشرين، بتغليب الحوار الدائم بين الثقافات عبر لغة الشعر الكونية، سبيلا لتغيير الوعي وتجديده لصالح إنسانية آمنة متصالحة مع البيئة، واعية بالتنوع الثقافي وبمعنى العدالة والاندماج الاجتماعي، ضمن عمليات التنمية الثقافية لكل سكان المعمورة". أضاف أن الحركة تنظم مؤتمرها القاري الأول خلال السداسي الأول من هذا العام 2023، تحت إشراف كل من آيو ايولا آمالي (غانا) وأشرف ابو اليزيد (مصر) وسيفيوي نزيما (ليزوتو)، وإسماعيل ديادي حيدرة (مالي). كما يشارك فيه المنسقون الوطنيون لكل من الجزائر والرأس الأخضر والكاميرون والكونغو وغينيا الاستوائية وكينيا وجزيرة موريس والمغرب والموزمبيق ومالاوي وناميبيا والنيجر ونيجيريا والصحراء الغربية وساوتومي وبرانسيبي وسيراليون وجنوب أفريقيا والسودان والطوغو وتونس. بالمقابل، هنأ الدكتور عاشور فني، حركة الشعر العالمية، على الآفاق الرحبة التي فتحتها للشعر، بنسج علاقات بين الفاعلين على المستوى الكوني، وهي مرحلة جديدة في تطور الثقافة العالمية، يعتقد أنها ستكون ذات أثر إنساني عظيم. مؤكدا دعم الجهود التي يبذلها الفاعلون على مستوى القارة الأفريقية، للتعريف بالحركات الشعرية الوطنية والمحلية، من أجل جعل الإبداع الشعري في أفريقيا مرئيا على مستوى العالم. أضاف أن خبر تعيين منسق لحركة الشعر العالمية بالجزائر، لقي قبولا جيدا في الوسط الأدبي والإعلامي الجزائري، حيث عبر كثير من الفعالين، عن استعدادهم للتعاون في تنظيم الفعاليات والمشاركة في الأنشطة. وتابع أن "بيت الشعر الجزائري" يدعم الحركة تنظيميا وفعليا، حيث سبق له تنظيم تظاهرة "من أجل عالم بلا جدران"، التي عرفت تنفيذ أنشطة في أكثر من 26 مدينة. وفي مجال اللقاءات مع الفاعلين، تمت المشاركة في اللقاءات والحوارات الثقافية، ومنها لقاء حول مكانة الثورة الجزائرية في الأدب العالمي، من خلال تيارات فكرية مؤيدة لحركات التحرر في العالم، وظهور دراسات ما بعد الكولونيالية ودراسات التابع، –أضاف فني-. وتابع مجددا، أنه من بين أنشطة الحركة التي يمثلها في الجزائر، نجد البحث في الأشكال والممارسات الشعرية المحلية عبر مناطق مختلفة من التراب الوطني. وفي هذا السياق، تم التعرف على العديد من الأشكال الشعرية الشعبية، والممارسات الشعرية، ضمن سياقات ثقافية محلية متميزة. وفي هذا قال: "لقد شاركنا في العديد من الأنشطة المحلية ذات الطابع الخصوصي، في مناطق تتميز بخصوصية ثقافية ولغوية، مثلما هو الأمر في مناطق اللغة الأمازيغية (تامنغست وجانت وإيليزي وتيزي وزو والبويرة وباتنة) واللغة الحسانية (تيندوف) والشعر الملحون (معسكر، مستغانم، الجلفة، البيض، أدرار والشلف)". وقدم منسق الحركة العالمية بالجزائر، عاشور فني، العديد من التوصيات الخاصة بنشاطات هذه الحركة وهي: دعم الجهود التي تقوم بها الحركة باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي، للتعريف بالحركات الشعرية على المستوى العالمي. تكثيف النشاطات، من خلال تنظيم المزيد من المشاركات، وفي نفس الوقت، دراسة إمكانية طبع الكتب، للتعريف بالحركات الشعرية المتميزة عبر العالم. أما عن حركة الشعر العالمية في أفريقيا، فدعا فني إلى العناية بالأشكال الشعرية الخاصة والشعبية، وتسجيلها وتوثيقها ونشرها، للتعريف بها. وطالب أيضا بدراسة الممارسات الشعرية ضمن سياقاتها الثقافية والاجتماعية والعناية بالفاعلين ودعمهم اجتماعيا وإنسانيا، حيث أن التحولات الاجتماعية، جعلت الممارسين الثقافيين عموما، وخاصة الشعراء، ينحدرون إلى مستويات اجتماعية متدنية جدا. من ناحية أخرى، دعا إلى العناية باللغات المحلية التي تنطوي على إبداع كبير، لكنه لم يأخذ حظه من اهتمام وسائل الإعلام والباحثين. وأخيرا، ثمن ما تقوم به حركة الشعر العالمية من إعادة اعتبار للشعر ضمن الثقافة العالمية، ومن إعلاء لدور الشعر في الحفاظ على السلم والحقوق الإنسانية في العالم.