اعتمدت حركة الشعر العالمية بكولومبيا، الشاعر الدكتور عاشور فني منسقا وطنيا لها بالجزائر، ودعته إلى التنسيق معها؛ بتنظيم أنشطة وطنية، وجمع نصوص الشعراء الجزائريين ومقالات حول الشعر الجزائري، وحوارات مع الشعراء والنقاد الجزائريين، لنشرها على صفحات حركة الشعر العالمية. بالمناسبة، أشار الدكتور عاشور فني، إلى أن حركة الشعر العالمية تأسست من طرف شعراء وناشطين عالميين في مجال الشعر، وتشارك فيها مهرجانات عالمية للشعر، ولها حضور عالمي في الشعر والثقافة والقضايا الإنسانية الملحة، مثل الحرية والسلم والتحرر على مستوى العالم بأسره، خاصة البلدان النامية، وهي، بالمناسبة، دعوة للشعراء والنقاد إلى المشاركة في هذه الحركة العالمية، مرحبا بنصوص ومقالات وحوارات حول تجارب من أرادوا المشاركة والتجارب الشعرية الجزائرية، والتعريف بها على المستوى العالمي. للإشارة، منذ أن أسس دي كيسادا العاصمة الكولومبية بوغوتا، أصبحت على مر الأيام تُعرف باسم "أثيناالأمريكية". لقد وضع دي كيسادا بصمته الأكاديمية على مملكة غرناطة الجديدة، وهو اسم كولومبيا عند الغزو الإسباني. وحتى اليوم تشهد هذه المدينة ألوانا رفيعة من الحوار الفكري. كما ساهم شاعر نيكاراغوا الشهير روبين داريو، في تعزيز سمعة بوغوتا الثقافية، حين قال إن "بوغوتا تقف على قدم المساواة مع العاصمة الإسبانية؛ إنها أثيناأمريكا الجنوبية؛ إنها مدينة تتدثر بقواعد النحو، وترتدي على رأسها تاج الشعر الغنائي". ويرى بعض النقاد أن ما يميز الشعر الأمريكي اللاتيني عن غيره من شعريات العالم، قدرته الكبيرة على مواكبة التغيرات والنفس الثوري الذي لا يحيد عن الوقوف إلى جانب قضايا الإنسان العادلة، علاوة على خروجه من أرض اللغة، ليلتحم بالحياتي؛ في وعي حاد، وفي حرارة انفعالية قلّ نظيرها، وربما كان الكولومبي خوان مانويل روكا، المثال الشعري المتجسد لذلك. ومن أشهر الشعراء في العالم الشاعر الكولومبي خوان مانويل روكا ساحر اللغة بامتياز؛ فتأمُّل قصائده يكشف عمق تملّكه الوعي باللغة وسحرها، حين يحوّلها إلى قصائد حميمة المعنى، شفيفة القول، ساحرة لأرواح قرائها، ومدهشة لهم بصورها واستعاراتها القلقة، التي تتهم يقينهم، وتدعوهم إلى التأمل بشكل مختلف، شكل يتجاوز التأويلات الجاهزة والمعطاة سلفا للواقع اليومي؛ إنه يفتح بوابة التخيل ليقدم صورة أخرى عن الواقع، تسمو وتتعالى عن كل ما هو بسيط ومشاع.