أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء تيزي وزو المدعو (د.ر) بالسجن المؤبد، وهذا بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، التي راح ضحيتها ابن أخيه القاصر (د.ز). وقائع الجريمة التي اهتزت لها مدينة بوغني الواقعة على بعد 40 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، تعود إلى تاريخ 12 أكتوبر 2008، بعدما تلقت مصالح أمن الدائرة مكالمة هاتفية من مصلحة الاستعجالات، مفادها استقبالهم لقاصر تعرض للضرب والجرح العمدي بواسطة آلة حادة، ليتبين أن الأمر يتعلق بالمدعو (د.ز) الذي تعرض لإصابة خطيرة على مستوى مؤخرة الرأس، والذي لفظ أنفاسه الاخيرة، بمستشفى تيزي وزو يوم 15 أكتوبر 2008. وبعدما باشرت مصالح الأمن تحرياتها للكشف على أسباب وملابسات وقوع الجريمة، استرجعت أداة الجريمة المتمثلة في منجل من الحجم الكبير، وأوقفت الجاني وهو عم الضحية المدعو (د.ر)، وخلال التحقيق معه صرح بأنه بتاريخ 10 أكتوبر دخل إلى غرفته الواقعة بمنزل أخيه (د.س) والد الضحية ليتفقد عقد الذهب، ذكرى والدته المتوفية، ولما اكتشف أنه اختفى توجه إلى شقيقه ليخبره بالأمر، فلما أجابه بأنه لا يعلم، حدثت بينهما مناوشات كلامية، ليهدده (د.س) بإخراجه من المنزل، كما فعل به شقيقه الثاني (د.أ) الذي طرده من العمل بمحله التجاري، هذا ما أثار غضب المتهم، ليدخل في شجار مع ابن أخيه القاصر (د.ز) وهدده بأنه سيوجه له ضربة، ستؤدي به إلى الاعاقة. وبتاريخ الواقعة، أي في 12 أكتوبر، توجه المتهم إلى سوق بوغني لاقتناء بعض الأشياء، وبعدها توجه إلى حانة حيث تناول 8 قارورات من الجعة، ليعود ثانية إلى السوق واشترى منجلا وبعودته إلى المنزل أخذت فكرة قتله لأخيه تراوده، حيث دخل إلى غرفته وبقي مدة 3 ساعات، ثم قرر النزول وتنفيذ فكرته، فاختبأ وراء الباب الرئيسي للمنزل وترصد أخاه وبيده المنجل، ولما سمع خطوات شخص قادم وجه له ضربة على مستوى الرأس، ثم ضربه أخرى، ليسقط الضحية أرضا، ويتفاجأ المتهم بأن المعتدى عليه هو ابن أخيه القاصر، ومباشرة بعد ذلك، قام برمي المنجل وتوجه إلى بئر المنزل، وقام برمي نفسه محاولا الانتحار، ليتدخل السكان الذين قاموا بانتشاله من البئر وإسعافه بأخذه إلى مستشفى بوغني، وبعد تلقيه العلاج، تم وضعه بمستشفى الأمراض العقلية بواد عيسى، أين مكث بعض الوقت ليغادره، ويتم توقيفه وإحالته على العدالة. خلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم بأنه اشترى المنجل من سوق بوغني وكان ينوي فعلا الاعتداء على شقيقه الذي أساء معاملته، ولسوء الحظ وقع على ابن أخيه القاصر، وأكد أنه لم يتعمد قتله. ممثل الحق العام، خلال تدخله أكد أن توجه المتهم إلى السوق لشراء المنجل دليل على وجود نية القتل، واستنادا إلى تقرير الطبيب الشرعي، الذي أفاد بأن سبب الوفاة يعود إلى صدمة ونزيف دماغي ناتج عن الإصابة التي تلقاها الضحية في مؤخرة الرأس، التمس تسليط عقوبة الإعدام على المتهم. وبعد المداولة، ونظر لوجود أدلة كافية نطقت المحكم حضوريا نهائيا وبحضور محلفيها، بالحكم سالف الذكر.