ثمن رئيس المجلس العالمي للمياه السيد لويك فوشون السياسة المنتهجة من قبل الجزائر في تسيير مواردها المائية خلال السنوات الأخيرة، واصفا هذه السياسة بالمنسجمة والمتكاملة على اعتبار أنها ترتكز على تنويع الموارد. وأوضح المتحدث في تصريح صحفي على هامش أشغال الدورة الأولى للمجلس الوزاري العربي للمياه ان الجزائر تميزت عن غيرها من البلدان من خلال اعتمادها على عدة برامج لتحلية مياه البحر وتصفية المياه المستعملة، علاوة على استغلال الحقول المجمعة للمياه مثلما هو الحال في منطقة المتيجة مع الذهاب إلى الأعماق في عمليات حفر الآبار، مشيرا إلى أن هذه السياسة المنسجمة التي اتبعتها الجزائر تؤكد لنا جميعا بأن الحلول في مجال استغلال المياه لا يمكن ان تقتصر على طريقة أو تقنية واحدة وإنما لابد من اعتماد كل الحلول المتاحة. كما أدرج السيد فوشون ضمن السياسة الرشيدة التي تعتمدها الجزائر لتوفير المياه لمواطنيها، سياسة عقلنة التسيير ومتابعة التسربات التي توجت برفع مردود توزيع المياه بالعاصمة من 50 بالمائة قبل 10 سنوات إلى 80 بالمائة في الوقت الحالي، مقدرا بأن هذه الجهود التي تعمل الجزائر على تعميمها بالمدن الكبرى على غرار وهران، قسنطينة وعنابة، تعد جهودا معتبرة تؤكد للجميع بأن الجزائر تسير على الطريق الصحيح والوحيد لحل مشكل المياه. وبخصوص قضية سرقة الاحتلال الإسرائيلي للمياه العربية التي تشترك فيها سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، أوضح السيد فوشون ان هذا المشكل الذي يندرج في إطار صراع شامل وعصيب وطال أمده، لا يمكن حله في ظرف قصير وإنما يتطلب وقتا واستعدادا من الأطراف المعنية للحوار والتفاوض، معربا عن استعداد المجلس الدولي للمياه لدعم هذا الحوار "مثلما فعله مؤخرا في اجتماع مكسيكو الذي تناول مشكلة المياه بين تركيا وسوريا والعراق". للإشارة فإن أشغال المجلس الوزاري العربي للمياه تناولت مشكلة سرقة الاحتلال الإسرائيلي لمياه الدول العربية، وبحث سبل الدفاع عن هذه الثروة الثمينة، وهي المشكلة التي اعتبرها السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، قضية جزئية من جملة القضايا التي تشكل الصراع القائم بالمنطقة.